تحقيق فعل الترند على مواقع التواصل الاجتماعي ينقسم إلى قسمين؛ عند الأجانب يجب أن تكون بطلاً تنقذ كلباً أو قطة، أو تشارك مثلاً في حملة تشجيعية لطفل مريض بالسرطان، أو تحتفل بإنجاز مراهقة فتحت كشكاً لبيع المخبوزات، أما الترند العربي، فمن مسلّمات تحقيقه، أن تكون ضحية:(طفل يهوي في البئر وآخر تلفظه أمواج البحر، وطالبة جامعية يطعنها زميلها أمام الحرم الجامعي لرفضها الارتباط به.. وجوى).
قصص شتى عنوانها الرئيس الوجع.. مع العلم أن حالات التعاضد الاجتماعي ومساعدة الغير والرأفة بالحيوانات صور موجودة على صفحاتنا، لكنّها لم تستطع لمَّ شمل (الشير واللايكات) حدّ تحولها لترند افتراضي وكأن وراءها عمالةً خارجية مرتبطة بمارك وشركائه في الفيسبوك والإنستغرام لتكريس حالة الإحباط..
حتى إن آخر ترند عربي رغم هضامة صاحبه وهو يتقدم لمجلس مدينته بطلب رخصة حمار بدل سيارته والموتور تحول لوجع وهو يشكو سوء الخدمات الطرقية من حفر ومطبات أرهقت وعطلت سيارته حدّ التحول لركوب الحمار بعد إذن المعنيين للتنقل بين شوارع مدينته.
اللافت في مذكرة المواطن (الترند) أنه بدأ طلبه بكلمة «يؤسفني» وهو المتضرر لكنّه يعتذر من المعنيين المنهمكين بأعمالهم بينما هو يخط كتاباً لترخيص حمار يجوب معه الشوارع والأتوسترادات ويمكن تلقينه قراءة الشارات المرورية وعدم تخطي الشارة الحمراء.
طلبٌ، حقق تفاعلاً كبيراً وتداوله رواد المواقع بشكل واسع ووصفوه بالطلب المنطقي والمعقول نظراً لسوء حال الطرقات والإهمال وعنونوه بعد القص واللصق بمختلف العبارات اللغوية الجدية منها والهزلية، فبينما تقول إحدى الصفحات: (المضحك المبكي)، تساءلت أخرى عن موقف الحمار: هل يرضى السير بين الحفر وعلى المطبات؟!!
ترند.. رغم تحصيله، لكنّه بقي بين أروقة العامة تتناقله سهام وسحر ومحمد وحسين واكتمال.. ومجموعات فيسبوكية، ووكالات إخبارية تواصلت مع المواطن الترند والتقطت له صوراً قبل وبعد استبداله السيارة بالحمار، لكن لا صوت إدارياً خرج يحاكي صداه وجعَ مواطن طلب رخصة حمار وكانت حصيلته (فقط) عدداً كبيراً من الشير واللايكات.