برزت اسكتلندا كدولة مستقلة خلال العصور الوسطى المبكرة، وقد شكلت أزمة الخلافة على العرش والتي اندلعت عام ١٢٩٠ منعطفاً مهماً في تاريخ المملكة الاسكتلندية، إذ ادعى إدوارد الأول ملك إنكلترا حقه بخلافة العرش الاسكتلندي، وتم اللجوء حينها وللمرة الأولى للتحالف القديم بين اسكتلندا وفرنسا ضد المصالح الإنكليزية، واستمر التحالف بنشاطه حتى أوائل القرن السادس عشر، وقد انتهت حروب الاستقلال الاسكتلندية بنشوء مملكة متجددة تحت حكم روبرت الأول الذي توج على العرش عام ١٣٠٦ ليصبح حفيده روبرت الثاني ملك اسكتلندا، أول ملك اسكتلندي من عائلة ستيوارت.
ومنذ عام ١٦٠٣ حكم اسكتلندا وإنكلترا الملك ذاته بعدما تم إعلان جيمس السادس ملكاً على إنكلترا وأيرلندا فيما كان يعرف باسم “اتحاد التيجان” بعد الإطاحة بجيمس السابع ملك اسكتلندا وسط نزاعات كاثوليكية وبروتستانتية، هذا ما جاء في مقال نشره موقع الدراسات الإستراتيجية العالمي الذي أشار إلى أنه ومع ظهور إمارات الفشل لدى سلالة ستيوارت، ظهرت مخاوف إنكليزية من احتمالية اختيار اسكتلندا ملكاً مختلفاً، وربما التسبب فيما بعد في اندلاع صراع داخل بريطانيا العظمى، وإفلاس العديد من النبلاء الاسكتلنديين، ما قاد إلى اتحاد رسمي بين المملكتين عام ١٧٠٧ مع توقيع معاهدة الاتحاد لتشكيل بريطانيا العظمى.
وأضاف الموقع: تعد حركة الاستقلال الاسكتلندي، حركة سياسية تهدف لجعل اسكتلندا دولة ذات سيادة ومستقلة عن المملكة المتحدة.
في البداية.. أجري استفتاءان بشأن تداول السلطات في المملكة المتحدة في عامي ١٩٧٩ و١٩٩٧ مع إنشاء برلمان اسكتلندي مفوض في تموز ١٩٩٩.
اللافت أن محاولات انفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة ليست جديدة، ويتزعمها سياسيون ألفوا حركات في البلاد أبرزها الرابطة الوطنية لصون الحقوق الاسكتلندية والتي تطرقت إلى حركة «الحكم الداخلي» لتشكيل جمعية اسكتلندية لأول مرة في عام ١٨٥٣.
وتعتبر الرابطة هيئة قريبة من حزب المحافظين، وقد وسّعت الحركة «حركة الحكم الداخلي» من قاعدتها السياسية وسرعان ما بدأت بتلقي دعم الحزب الليبرالي.
في عام ١٨٨٥ أعيد تشكيل منصب وزير خارجية اسكتلندا والمكتب الاسكتلندي بهدف تعزيز مصالح اسكتلندا، والتعبير عن طموحها في الوصول إلى البرلمان البريطاني.
واستمرت محاولات انفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة وظهر ذلك في جميع البرلمانات الاسكتلندية الداخلية، ورغم أنه لم يحظ بالتأييد الكامل، لكن الحديث به لم ينته، فمسألة الاستقلال الكامل أو الحكم الداخلي الأقل إثارة للجدل لم تدخل من جديد في التيار السياسي الرئيسي حتى عام ١٩٦٠ عقب خطاب «رياح التغيير» الشهير الذي ألقاه رئيس الوزراء المحافظ ، هارولد ماكميلان، حيث مثل هذا الخطاب بداية إنهاء سريع للاستعمار في إفريقيا ونهاية الإمبراطورية البريطانية التي تعرضت مسبقاً للإذلال الدولي في العدوان الثلاثي على مصر أو ما يسمى “أزمة السويس” عام ١٩٥٦ والذي أظهر أنها لم تعد القوة العظمى التي كانت عليها قبل الحرب العالمية الثانية.
بالنسبة للكثيرين في اسكتلندا، ساعد هذا الأمر على تقويض أحد أهم أسباب وجود المملكة المتحدة، ووسم نهاية الامبريالية الشعبية والوحدة الإمبراطورية التي وحدت الحزب الوحدوي الاسكتلندي البارز آنذاك، وفي وقت لاحق عانى الحزب الوحدوي من انخفاض شعبيته في الوقت الذي ظهرت فيه حركات وأحزاب سياسية تطالب بالانفصال عن المملكة المتحدة وأصبح لديها جمهور واسع يتقبل أفكارها.
*موقع الدراسات الإستراتيجية العالمي