إن الصراع في أفغانستان وعلى أفغانستان مبرر من وجهة نظر المتصارعين المحليين والدوليين، حيث يمكن لأفغانستان أن تشكل عقدة القارة الآسيوية لأنها تقع في وسطها تقريباً ولأن لها حدود مشتركة مع الكثير من الدول المهمة في آسيا، هذا ما أوضحه موقع غلوبال ريسيرش في مقال تحليلي جاء فيه:
“تعاقبت الأحداث على أفغانستان وكانت بدايتها الفعلية عام 2001 حيث ردت الولايات المتحدة على هجمات الحادي عشر من أيلول على نيويورك والتي قتل فيها ما يقرب من 3000 شخص وحمّل المسؤولون الامريكيون حينها جماعة “القاعدة” المتشددة وزعيمها أسامة بن لادن المسؤولية عن الهجوم.
وتابع المقال: “كان بن لادن في أفغانستان تحت حماية حركة “طالبان” التي كانت تمسك بزمام السلطة منذ عام 1996 وعندما رفضوا تسليمه تدخلت الولايات المتحدة عسكرياً، وسرعان ما أزاحت القوات الأمريكية طالبان وتعهدت واشنطن حينها بدعم الديمقراطية والقضاء على التهديد الإرهابي، في ذلك الوقت تسلل مسلحو طالبان بعيداً ثم أعادوا رص صفوفهم فيما بعد”.
وحسب المقال أيضاً فقد انضم حلفاء آخرون “ناتو” إلى الولايات المتحدة وتولت حكومة أفغانية جديدة زمام الأمور في عام 2004، لكن هجمات “طالبان” استمرت وقد أسهمت زيادة القوات التي طبقها الرئيس باراك أوباما في عام 2009 في صد طالبان، لكن ذلك لم يستمر طويلاً.
ومع نهاية عام 2014 الذي يعد أكثر الأعوام دموية منذ عام 2001 أنهت قوات “ناتو” مهمتها القتالية وتولى الجيش الأفغاني مسؤولية حفظ الأمن وقد أعطى ذلك زخماً لطالبان لتستولي على المزيد من الأراضي.
وبعد انسحاب القوات الأمريكية استطاعوا الإطاحة بالحكومة المركزية والاستيلاء على العاصمة كابول.
وتبقى أكبر الهواجس والمخاوف أن تعود أفغانستان لتصبح مرة أخرى ساحة تدريب للإرهاب، لكن مسؤولي طالبان يؤكدون الالتزام التام بالاتفاق المبرم مع الولايات المتحدة والذي ينص على عدم استخدام الأراضي الأفغانية كقاعدة لشن هجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
كما أكد قادة طالبان أنهم يهدفون فقط إلى إرساء دعائم حكومة إسلامية ولن يشكلوا أي تهديد لأي دولة أخرى، لكن العديد من المحللين يرون أن طالبان والقاعدة لا ينفصلان، إذ إن مقاتلي القاعدة منخرطون إلى حد كبير في الحركة ونظامها التدريبي.
وأضاف الموقع: من المهم أيضاً أن نتذكر أن طالبان ليست قوة مركزية وموحدة، وقد يرغب بعض القادة في إرضاء الغرب وضمان صمته من خلال عدم إثارة المشاكل، لكن المتشددين قد يحجمون عن قطع الروابط مع القاعدة، كما أن مدى قوة القاعدة وقدرتها على إعادة بناء شبكتها العالمية أمر يلفه الغموض، ثم هناك الفرع الإقليمي”لتنظيم الدولة الإسلامية (ولاية خرسان)” والذي تعارضه حركة طالبان.
وخلص المقال إلى القول: “كما دحر تنظيم “القاعدة”، تنظيم الدولة (ولاية خراسان)” وتكبد الأخير خسائر على يد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، فإن “تنظيم الدولة” نفسه قد يستغل فترة ما بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان لإعادة تنظيم صفوفه، على الرغم من أن عدد مقاتلي التنظيم يتراوح بين بضع مئات إلى 2000 مسلح فقط، لكنهم قد يحاولون كسب موطئ قدم في كازاخستان وقيرغيرستان وأجزاء من طاجاكستان، ما قد يشكل مصدر قلق وتهديد حقيقياً في المنطقة.”