عن «فوكس نيوز» الأميركي
فاز إبراهيم رئيسي بمنصب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلفاً لـ حسن روحاني الذي حكم البلاد ولايتين متتاليتين، جاء الفوز في وقت تمر فيه البلاد بظروف اقتصادية صعبة بسبب العقوبات المفروضة عليها من الولايات المتحدة ما انعكس أيضاً على مسألة مكافحة وباء كورونا حيث تسجل إيران أرقاماً مرتفعة في الوفيات والإصابات، يضاف إلى ذلك مشكلة البطالة التي تفاقمت أيضاً بسبب العقوبات، ولا ننسى المشاكل البيئية التي تظهر تباعاً، ما يشير إلى وجود تحديات اقتصادية وسياسية وصحية عديدة تنتظر الرئيس الجديد يمكن تلخيصها كما يلي، حسب موقع “فوكس” الإخباري الأميركي.
يعد الوضع الاقتصادي أولوية في جدول أعمال الرئيس الجديد للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تضرر اقتصادها بشدة منذ انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني وتشديد العقوبات الاقتصادية القاسية على طهران ، وزادت من حدة الأزمة الاقتصادية تبعات جائحة كوفيد-19 التي تعد إيران أكثر الدول تأثراً بها في المنطقة.
كانت هناك آمال كبيرة في البداية لتدفق الاستثمارات الأجنبية بعد اتفاق إيران النووي في عام 2015، مع القوى العالمية، لكن هذه الآمال تبددت عندما انسحب ترامب في عام 2018 من الاتفاق وأعاد فرض عقوبات معوقة في إطار حملة ممارسة “أقصى ضغط” على إيران التي خسرت المليارات من عائدات النفط وحدها، وتم إقصاؤها عن النظام المالي الدولي، حيث يشير صندوق النقد الدولي إن الناتج المحلي الإجمالي انخفض بأكثر من ستة في المئة في عامي 2018- 2019 وعاد إلى نمو متواضع العام الماضي، كما ارتفعت معدلات البطالة وانهارت قيمة عملة الريال وارتفعت الأسعار وسط التضخم الذي يتوقع صندوق النقد الدولي أن يبلغ 39 بالمئة هذا العام.
وفي هذا الصدد قال تييري كوفيل الخبير في الاقتصاد الإيراني من معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس: “إذا تم رفع العقوبات، فسوف تحقق إيران استقرارًا في بيئة الاقتصاد الكلي، مع تسارع النمو وانخفاض التضخم”.
بالنسبة للعلاقات الخارجية، قال كليمان ثيرم، من معهد الجامعة الأوروبية في فلورنسا بإيطاليا:إذا تم التوصل إلى حل وسط بشأن القضية النووية ، فإنه “لن يسمح على الأرجح للمستثمرين الغربيين بالعودة إلى السوق الإيرانية على المدى القصير”.
لذلك وفي ظل رئاسة رئيسي، من المرجح أن تستمر التوترات مع الغرب، لكن عملية التقارب مع المملكة العربية السعودية، يجب أن تستمر، وفقًا للعديد من الخبراء.
من جانب آخر، يعد الخروج من جائحة كورونا تحدياً مهماً للرئيس الجديد، حيث تعتبر إيران الدولة الأكثر تضرراً في المنطقة، ويرجع ذلك إلى العقوبات الأمريكية عليها.
قد تكون القضايا البيئية هي الأولوية المنسية لإيران، لكنها تلوح في الأفق بشكل كبير في بلد يبلغ عدد سكانه 83 مليون نسمة مهددة بالتغير المناخي ونقص المياه والتصحر وتلوث الهواء في المناطق الحضرية، وعليه فإن القضايا البيئية ستكون ذات أهمية كبيرة بالنسبة للرئيس الإيراني الجديد بحسب محللين.
لا يعول الرئيس الإيراني الجديد كثيراً على الغرب، وسبق له أن قال في تصريحات سابقة إن حسن روحاني -الرئيس المنتهية ولايته- عوّل كثيراً على التقارب مع “الأعداء”، ولم يفعل أي شيء للنهوض باقتصاد البلاد، مشدداً على أن مشاكل إيران لا يمكن أن يحلها الأميركيون والغرب.