في الأمس القريب انتهت فعاليات ملحمة منتجي 2020 , وانتهت معها عروض المنتجات التي عبرت عن إرادة كبيرة للمنتج الوطني في الخروج من الأزمات مهما كان التحدي كبيراً, وما لمسناه من المنتجين يعبر عن عمق الإصرار للعودة الى ميدان الإنتاج من تحت ركام وخراب ودمار سببها عقول متخلفة تجسدت بمختلف أشكال الإرهاب التكفيري والتخريبي, فكانت (التكية السليمانية) على موعد لإخراج هذا الإصرار وترجمته على أرض الواقع بلوحة اقتصادية تحمل معاني وجدانية ووطنية يحملها كل مواطن سوري شريف كل حسب موقعه..
وتأكيد ذلك كان واضحاً من خلال المتابعة مع المنتجين, ورصد التأثيرات الإيجابية التي فرضتها حالة المعرض الأخلاقية والاقتصادية , وحتى ما تحمله من رسائل أخرى تندرج ضمن إطار محاكاة المؤامرة الكونية التي استهدفت كل مكونات المجتمع وضرب مقوماته الاقتصادية والاجتماعية والخدمية وحتى الثقافية وغيرها من مقومات المجتمع التي يرسم لوحتها كل منتج شارك في المعرض , وغيره من المنتجين الذين ينتظرون دورهم في الإعلان عن حالة صناعية جديدة , والخروج بمنتجات تحمل هوية المرحلة المقبلة التي خرج بها هؤلاء المنتجون من تحت ركام الدمار , والاستهدافات المباشرة التي دمرت وحرقت وسرقت مقومات معيشة المواطن!
لكن لحلب كان النصيب الأكبر لها من التخريب والسرقة , وذلك لخصوصيتها على اعتبارها العاصمة الاقتصادية , وتحمل الكثير من الأسباب الداعمة للاقتصاد وتفرد مساحات واسعة من تركيبتها الخدمية والاقتصادية لاستيعاب أكبر حجم من المنشآت الاقتصادية المنتجة ..
وهنا لا نستطيع تجاهل حجم الاستهداف الذي عبرت عنه التشكيلة السلعية الواسعة التي عاد بها هؤلاء المنتجون من تحت الركام والخراب , وإرادة تحمل رسائل مختلفة منها السياسي والآخر اقتصادي يؤكد عودة سليمة للمنتج الوطني , لكنه يحتاج للدعم الرسمي والأهلي , وغيره من مكونات الدعم التي تسمح لعودة المئات من الصناعيين الذين لم تتفق حساباتهم مع حسابات البيدر الصناعي, الذي عبرت عنه أجنحة التكية السليمانية وما احتوته من منتوجات وسلع عبرت عن إصرار العودة ..
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا بعد معرض منتجي 2020؟
وهل هناك خطوات مشجعة لاستيعاب المزيد منهم , أو حلقات دعم أخرى تشكل رسائل مهمة تعبر عن مسؤوليات كبيرة بحجم آلام وطن آلة الحرب استهدفت كل مقومات وجوده؟!
نحن بانتظار قادمات الأيام!
Issa.samy68@gmail.com