عطش الأرض يهدّد مستقبل المزارعين في ريف حلب الشمالي الشرقي

الحريةـ أنطوان بصمه جي:

يعيش مزارعو منطقة الباب وتادف شمال شرق حلب أزمة حقيقية تهدد مستقبلهم، وذلك بسبب توقف مشروع إرواء سهول الباب وتادف الذي كان يمثل شريان الحياة لهذه المنطقة الزراعية الخصبة.

كان مشروع إرواء سهول الباب في يوم ما حلماً لتحقيق الرخاء الزراعي في الريف الشرقي والشمالي الشرقي لمحافظة حلب، لكنه بات اليوم شاهداً على معاناة أهالي المنطقة، فبعد أن كانت هذه الأراضي تمتلىء بالحياة والخصوبة، أصبحت تعاني من العطش الشديد من جراء توقف المشروع، تاركة المزارعين يصارعون من أجل بقاء مصدر رزقهم.

وفي حديث خاص لصحيفة “الحرية” مع المهندس فراس سعيد مدير زراعة حلب، أكد أن المشروع يواجه تحديات كبيرة تتمثل في انخفاض مستوى المياه الجوفية، وتوقف العمل في بعض محطاته بسبب الظروف الراهنة. وأشار الى أن هناك حاجة ماسة للتعاون مع الجهات والمنظمات الدولية والمحلية لإعادة إحياء هذا المشروع الحيوي، الذي من شأنه أن يساهم في استقرار الأوضاع الاقتصادية والزراعية في تلك المنطقة.

صديق للبيئة
ولفت المهندس سعيد إلى أن المشروع يعتمد على أحدث التقنيات في مجال الري، ما يجعله صديقاً للبيئة ويحقق كفاءة عالية في استخدام المياه، وأكد أن استئناف العمل في هذا المشروع سيساهم في حماية الأراضي من التملح، ورفع مستوى المياه الجوفية، وتحسين جودة المحاصيل الزراعية.

تحدّيات
تتمثل أبزر التحديات في نقص المياه حيث يعاني المشروع من انخفاض حاد في مستوى المياه الجوفية، ما يؤثر سلباً على قدرته على توفير المياه اللازمة للري، مروراً بتوقف العمل في بعض محطات الضخ التابعة للمشروع، ويتطلب تشغيل المشروع كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية، ما يستدعي تأمين مصدر مستدام للطاقة.

آراء المزارعين
عدد من المزارعين في المنطقة عبروا عن قلقهم البالغ إزاء توقف المشروع، مؤكدين أن ذلك أدى إلى تدهور كبير في إنتاجيتهم وتعرضهم لخسائر فادحة، وطالب المزارعون الجهات المعنية بسرعة التدخل لحل هذه الأزمة وإعادة إحياء المشروع.

ووجّه مزارعو منطقة الباب وتادف نداء عاجلاً للعمل على إيجاد حلول عاجلة لأزمة المياه التي يعانون منها، وذلك من خلال دعم مشروع إرواء سهول الباب وتادف وتوفير الموارد اللازمة لاستئناف العمل فيه.

الجدير ذكره أن مشروع إرواء سهول الباب وتادف ليس مجرد مشروع زراعي، بل هو أمل لمستقبل أفضل لأهالي المنطقة، فمن خلال إعادة إحياء هذا المشروع، يمكن تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة وتحسين حياة المزارعين.

تصويرـ صهيب عمراية

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار