الحرية:
توجه الحكومة اليوم نحو بناء اقتصاد وطني، يعتمد بكليته على الإمكانات المادية المتوافرة، والخبرات البشرية وقدرتها على التكيف مع الجديد في عالم الصناعة، وخاصة في مجال التكنولوجيا، وتطويعها لخدمة قوة الإنتاج الوطني بكل أبعادها المختلفة، الزراعي منها والصناعي، وحتى قطاع الخدمات الذي يؤمن قوام بناء المرحلة القادمة.
لهذا السبب وغيره مراجعة الحكومة لكثير من الإجراءات، والقوانين يفرض ضرورة تترافق مع المرحلة الجديدة، لإعداد خارطة استثمارية، وتأمين بيئة قانونية تضمن سلاسة في تغيير النهج الاقتصادي للوصول إلى نتائج أفضل على الصعيد المحلي والخارجي.
وهذا بدوره يفرض ضرورة أخرى تتعلق بالاهتمام “بإعادة اعمار” ما خربته سنوات فساد النظام البائد الطويلة والأزمة التي عاشتها سورية، لكي تحمل المتغيرات في طياتها بيئة قانونية يتساوى أمامها الجميع، ومشجعة لاستثمار يضمن حقوق الجميع، والأهم أن تكون عاملاً مشجعاً لعودة رأس المال البشري المهاجر قبل المال الذي أسس إمبراطوريات صناعية وإنتاجية في دول الاغتراب، نحن بأمس الحاجة لها في هذه الظروف الصعبة التي خلفها النظام البائد، والمساهمة أيضاً في تأمين مقومات العلاج والتعافي، وتكون بداياته في التخطيط الواضح لاستثمار الموارد البشرية التي استبعدها النظام البائد، والتي أدت إلى فوضى واضحة، وتأثيرات سلبية في الكثير من القطاعات الإنتاجية، دون تجاهل قطاع الخدمات والبنى التحتية التي “أصابها ما أصابها” من ويلات الحرب، والدمار والخراب الممنهج..!
لذلك من الضروري جداً أن يكون توجه الحكومة نحو استثمار العنصر البشري، بما يحمله من خبرات وكفاءات علمية، وعملية مكتسبة عبر مراحل، سلوك “النظام البائد” دفع أغلبيتها للهجرة، وكثير منها دفن في مكاتب الإدارات والوزارات بحجج مختلفة، وعقوبات مفتعلة بحق أصحابها، لا لذنب اقترفوه، بل لعدم السير في أعمال الفساد والسرقة للمال العام..!
من هنا نجد عين الصواب في قرارات الحكومة الاستفادة من المكون البشري، بكل خبراته لإنقاذ ما تبقى من قوة الاقتصاد الوطني، وليس هذا فحسب، بل العمل على تأمين بيئة مناسبة، تكفل عودة رؤوس الأموال السورية المهاجرة، مع رجال أعمالها، وأهل الفكر فيها، من أدمغة وخبرات وكفاءات تعلمت على أرض الوطن، وأنبتت في دول أخرى بفعل أحداث المرحلة السابقة..!
هؤلاء يشكلون القوة الجديدة التي يمكن أن تبني قوة الاقتصاد الوطني، بالتعاون مع الخبرات والكفاءات وأصحاب رأس المال الذين مازالوا على أرض الوطن..
بهذه الصورة نبني ونستفيد من خبرات الجميع لبناء اقتصاد قوي يستفيد منه كل أبنائه.
Issa.samy68@gmail.com