تأخر الأمطار يثير مخاوف الفلاحين في درعا

الحرية – عمار الصبح:

أكثر من عشرين يوماً مرت على دخول أربعينية الشتاء، ولا تزال كميات الأمطار الهاطلة على معظم مناطق محافظة درعا متواضعة حتى الآن، ولا تكاد تذكر مقارنة مع تلك التي سُجلت في مواسم سابقة، ما أثار المخاوف لدى الفلاحين من أن تلقي هذه الحالة بتبعات ثقيلة على مواسمهم الزراعية، وخصوصاً محصول القمح الذي لا تزال أرقام زراعته ضئيلة.

ووفقاً لنشرات الهطل المطري، أظهرت الأرقام تدنياً في نسبة الهطل المطري المسجل حتى الآن، مقارنة مع المسجل خلال الفترة نفسها من العام الماضي، ففي مدينة درعا بلغت حصيلة الأمطار للموسم الحالي 16 ملم فقط، مقابل 144 ملم خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وفي مدينة نوى 19 ملم مقابل 193 ملم، وفي إزرع 15 ملم مقابل 145، فيما انخفض المعدل في منطقة الصنمين إلى 15 ملم مقابل 110ملم، وسجل مجموع الهطل المطري في مدينة بصرى الشام أقل من 5 ملم، مقابل 109ملم في الموسم الماضي.

أرقام الهطل وصفها فلاحون بالمتواضعة، ليس فقط قياساً بالموسم الماضي، ولكن أيضاً بكثير من المواسم السابقة، ما دفع كثيرين إلى التريث بالزراعة ريثما يتحسن واقع الأمطار.

ووصف الفلاح عبد العزيز المحسن الأمطار في هذه الفترة بالمهمة والضرورية لزراعة المحاصيل ولا يمكن تعويضها، وهذا الأمر لا ينسحب فقط على محصولي القمح والشعير، بل يتعداه إلى البقوليات الغذائية والزراعات العلفية، وأيضاً على المراعي التي لم تشهد حتى الآن نمواً يذكر، لافتاً إلى جانب آخر لا يقل أهمية، وهو شح مياه الآبار الجوفية في عموم المحافظة، والتي عادة ما تكون على موعد مع أمطار شهر كانون الثاني لزيادة مناسيبها.

بدوره، أكد محمود الزعبي وهو أحد الفلاحين في منطقة الصنمين، أنه وكما كثير من الفلاحين غيره، فضّل تأجيل زراعة أرضه التي جهزها لزراعة القمح بسبب تأخر الأمطار، وخصوصاً أن التكاليف – كما يقول- مرتفعة ولا قدرة له على تحمل خسارتها، معرباً عن أمله في أن تحمل الأيام القادمة المزيد من الخير، وخاصة أن أربعينية الشتاء تشكل عماداً رئيسياً لأمطار الموسم التي يمتد ذخرها في الأرض لفترات طويلة وكانت تعد خميرة للأرض، على حد وصفه.

وتبلغ المساحة المخططة لزراعة القمح في محافظة درعا هذا الموسم أكثر من 96 ألف هكتار، منها 10 آلاف هكتار مروي والباقي بعلاً.

ونقلت صحيفة “الحرية” عن مدير زراعة درعا المهندس عاهد الزعبي قوله: إن زراعة محصول القمح المروي ما زالت مستمرة، ومن المتوقع تنفيذ كامل المساحة المخططة له، بل وتجاوزها، لافتاً في الوقت نفسه إلى تدني نسبة تنفيذ خطة زراعة القمح البعل، حيث كانت وحتى الأسبوع الماضي بحدود 25% فقط، وذلك بسبب انخفاض الهطل المطري خلال الموسم الجاري.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار