التعاون والتراحم .. قيم إنسانية أصيلة لبناء  سوريا الجديدة 

الحرية- إلهام عثمان:

تبرز قيم الإيثار والأخلاق من خلال مواقف وأشخاص نصادفهم في حياتنا اليومية، وهم كالقوة الدافعة التي تساعد المجتمعات على تجاوز الصعوبات، فالتراحم والتعاون ليسا مجرد شعار، بل هما الأساس الذي يمكن أن يبني مجتمعات قوية ومتينة، خاصة في السياق السوري الحالي، فالشعور بالآخرين ومساعدتهم يحدث فروقاً حقيقية في حياة الأفراد تنم عن أن مجتمعنا لا يزال بخير رغم الظروف.

وهنا يروي العم أبو سعود وهو رجل سبعيني، كيف قام موظف النقل، بمساعدته في الحصول على مقعد، بدلاً من التعاطف فقط، وطلب من أحد الشباب التبرع بمقعده للمسن، ويقول العم مبتسماً بحسرة: سابقاً و بمجرد صعود أحد كبار السن والنساء على أحد الحافلات كان يتهافت الشباب للتبرع بمقاعدهم، إلا أن الظروف والزمن تغير وينهي حديثه “لو خليت خربت”.

هذه القصة، تسلط  الضوء على أهمية الأفعال البسيطة، التي قد تبدو عادية، ولكنها تحمل معاني عميقة، وتعكس روح المجتمع والتآزر في زمن الإنشغال بالنفس، لنجد أن هذا الموقف يعزز فكرة، أن الإنسانية لا تزال حاضرة، وتحث على غرس قيم التعاون والتعاطف في النفس والمجتمع، لتساهم في بناء عالم أفضل مليء بالحب والاحترام للجميع.

الأوقات الحرجة

وفي ذات السياق بين أحمد الحسين، أحد أعضاء جمعية المحبة التعاونية من خلال حديثه لـ”الحرية”، أن السبيل نحو التعافي والنهوض بسوريا الأم، لا بد من أن يبنى على التراحم والتعاون والتسامح وتقديم العون للمحتاجين، سواء كان من خلال الدعم المادي أو النفسي، مؤكداً أن هناك عدداً مخيفاً من الأسر السورية ممن هم بحاجة للعون، وبما يقارب 74% من المجتمع السوري، إلا أن عزة النفس تمنعهم من السؤال والوقوف أمام الجمعيات الخيرية.

دور رجال الدين

كما يعد رجال الدين من العناصر المهمة في نشر قيم التعاون، الشيخ محمد موسى، يرى أن رسالة الدين تدعو إلى مساعدة الآخرين وخلق بيئة آمنة، هذه الرسالة تعود بنا إلى أساسيات التعايش السلمي، حيث يجب أن تكون القيم الإنسانية أكثر وضوحاً في السلوك اليومي.

من أجل الإنسانية

كما أكد الخبير الاجتماعي حسام عمير، أنه كي نبني مجتمعاً مزدهراً، نحن بحاجة إلى إشعال شعلة الأخلاق والتسامح في نفوسنا، ويتطلب ذلك من كل فرد منا التفاعل والمشاركة بنشاط في المبادرات المجتمعية.. فالتراحم والتعاون ليسا مجرد كلام، بل أفعال تتجسد في حياتنا اليومية.

وختم عمير: إن القيم الإنسانية ليست مجرد مبادئ، بل هي مخططات للسلوك التي يجب أن نتبناها في حياتنا، ومن الضروري أن نعمل معاً من أجل بناء عالم مليء بالسلام، حيث يكون التراحم والتعاون أساس التعايش، داعياً أن نوحد جهودنا ونصبح قوة دافعة نحو غدٍ مشرق، تترسخ فيه قيم الخير والمحبة والعدالة، وأن نوجد بيئة تعزز من إنسانيتنا وتعيد لنا الأمل في مستقبل أفضل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار