رأس الكاميرا.. (سكيبدي تويلت) والأخطار التي يحتويها!

تشرين- حلا خيربك:
(رأس الكاميرا) أو “سكيبيدي تويلت”، عبارة تم تداولها كثيراً العام الماضي أثناء عرض المسلسل (سكيبيدي تويلت) على الـ(يوتيوب)، حيث لاقى مسلسل الرسوم المتحركة هذا انتشاراً حول العالم وأعلى نسب مشاهدة لغرابته وغرابة فكرته وشخصياته.. ولاسيما بين الأطفال حيث أصبحت كلمة (سكيبيدي) كلمة السر التي تبدأ حديثاً بين طفلين لا يعرفان بعضهما البعض، سواء في محل تجاري أو مول أو في الشارع، وحتى بين الشباب، فما إن يقول أحدهم (سكيبيد) حتى يرد الآخر (شتيبيري)!.. ويبدأ الحديث، الأمر الذي أثار القلق حينها كثيراً..

مشاهد قاسية
والحقيقة بالرغم من الشهرة والمشاهدة العالية لاقى (سكيبيدي تويلت) أو رأس المرحاض، اشمئزازاً كبيراً لمشاهده القاسية والمقرفة لا سيما عندما تتم مشاهدته من الأطفال، حيث لا ندري ما هي الفئة العمرية التي توجه لها المسلسل.
فما قصة المسلسل؟.. هو عبارة عن حرب شعواء بين مخلوقات على شكل مرحاض طائر، ويخرج منه رأس بشري معتوه يغني ويستفز ويبصق وينطح وقد يطلق ليزر من عينيه، حسب درجة تطوره!
ورؤوس المرحاض قبيحة جداً ولا تجعلك تتعاطف معها مهما حدث سواء تم طعنها في عينيها أو رميها بالنار أو الرصاص. ورؤوس المرحاض تنطلق بأعداد كبيرة جداً في مواجهة رؤوس الكاميرا والبفلات ورأس التلفاز ورأس الساعة وغيرهم.

حرب السكيبيدي
فمثلاً رأس التلفاز الذي ظهر في حلقات متقدمة؛ سلاحه أنه يطلق أشعة بنفسجية باهتة ورومنسية تثبت (السكيبيدي) فيأتي رجال رأس الكاميرا ويكبسون (السيفون) فتختفي وتموت الرؤوس.
لكن كيف بدأت حرب (سكيبيدي تويلت) ومن أين أتت هذه المخلوقات الغريبة؟ حيث كان (سكيبيدي) إنساناً وقحاً ومستفزاً وبدأ يغني أغنية “شتيبيري دوم دوم دوم يس يس” أغنية مستفزة جداً ويقود سيارته بسرعة مخترقاً القوانين ومفتعلاً المشاكل حتى دخل إلى مرحاض وتحول إلى رأس مرحاض، ومن ثم من خلال أغنيته أخذ يتحول الناس وكل من يعجب بها إلى رؤوس مرحاض ويتبعونه ويصبحون من جنوده.
هذا المسلسل لاقى قلقاً بسبب انتشاره من جانب الأهالي وبسبب الكمية الزائدة من العنف والقرف الذي يثيره، ما يخرب عقول وذائقة المتلقين العامة.

من خلف الشاشة
لكن وبعد المتابعة والتدقيق حيث يجب المتابعة منذ البداية حتى يدرك المشاهد ما الذي يحدث، وجدت أن المسلسل يحمل فكرة كبيرة جداً ومهمة وكنت قررت منذ سنوات كتابتها من خلال قصة قصيرة بعنوان “من خلف الشاشة”، وهي تتحدث أي قصتي عن رجل محلل سياسي يظهر كثيراً على التلفزيون ويتحدث، وأصبح لديه قناة وأموال، وكان يمد أهل قريته بالأموال والمساعدات للمحتاجين، وفي يوم من الأيام يزور القرية إثر وفاة أحد أفراد عائلته، فيتحدث أهل القرية عنه بالسوء ويقابلونه بنوع من السخرية والتساؤل حول مصدر أمواله، وعندها يكتشف عند عودته بأن من يتحدث من خلف الشاشة لا يجب أن يسمع ما يقال أمامها!
إذاً هناك جانبان خطيران يثبتهما المسلسل “سكيبيدي تويلت”.. الأول: فكرته الخطيرة الكامنة خلفه، وهي أن المجتمع، أي مجتمع ينقسم إلى قسمين، قسم يفكر ويتخذ القرارات ويتحدث أي يخطب بالعامة أي يقود، والقسم الثاني: هم العامة والتي يجب أن تسمع فقط ولا تتحدث! فالخطاب عبر وسائل الإعلام لا يجب أن يكون باتجاهين وإنما باتجاه واحد فقط، وحتى لو رغب القائمون على الوسيلة بمعرفة رجع الصدى لما تم بثه، فيتم من خلالها وبطرق علمية وليس كل صدى يؤخذ بالاعتبار! وليس كالفوضى واللغو الذي تسببت به وسائل التواصل الاجتماعي حيث بإمكان الجميع أن يعبروا عن أفكارهم.

الجانب الخطير
أما الجانب الخطير الثاني، فهو الشكل الإبداعي للمسلسل من خلال تقديمة كرسوم متحركة و أشكال الشخصيات والموسيقا، حيث هناك أغنية للسكيبيدي وبالمقابل أغنية تبثها البفلات مع رقصة لرؤوس الكاميرات والذين يرتدون البدلات الرسمية على أجسادهم البشرية. إذاً الموسيقا الجيدة تساهم في وصول أي رسالة وكذلك قالب الغرابة وغير المألوف في الطرح.
يذكر أن هذه السلسلة أنتجها شاب من مدينة جورجيا وبثها عبر اليوتيوب، عام 2023 وهو يعمل في مجال الرسوم المتحركة، وقد لاقت المشاهدة والانتشار الواسعين.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار