سوريون عادوا من لبنان إلى بيوتهم المنهكة في حمص يتساءلون عن تأخر مساهمة المنظمات الدولية
تشرين: ميمونة العلي:
لا تزال عودة السوريين مستمرة إلى منازلهم منذ اليوم الأول للحرب في لبنان، وهم رغم كل التسهيلات والإمكانات التي تقدم لهم، يحتاجون للكثير لتمكينهم من العيش والاستقرار ضمن قراهم التي هجروها بسبب الإرهاب، وقد استجاب لهم المجتمع المحلي مع محافظة حمص بكل ما يمتلك من إمكانات، ولكن المنظمات الدولية لم تقدم لهم أي استجابة إغاثية، باستثناء بعض المساهمات الخجولة، كما يؤكد أمين سر اللجنة الفرعية للإغاثة في حمص عدنان ناعسة .
وفي قرية الزارة قرب تلكلخ تواصلت “تشرين” مع المواطن محمد حسين الحسن من أهالي القرية، عاد إلى منزله بعد غياب عشر سنوات في لبنان، عاد منذ أكثر من شهر ليجده ليس على “البلاطة”، بل بلا “بلاطة “، السقف موجود والمنزل قابل للترميم كما يوضح. ويضيف: سجلنا في بلدية الزارة وننتظر فرق الإغاثة، نزلنا لمدة شهر عند الأقارب، ولكن( الثقلة )حتى على الأخ صعبة في هذه الأيام القاسية، فعدنا إلى بيتنا وتدبرنا أمورنا بفرشة من هنا وأخرى من هناك، ووضعنا بعض “الروبة” للأرضية كي لا تخرج الحشرات إلينا. هذا ما استطعت فعله في المنزل غير القابل للسكن حالياً، نتمنى من المنظمات الدولية أن تساعدنا في ترميم بيوتنا، فمنزلي بحاجة لأبواب وشبابيك وخزان ماء وعداد ماء وكهرباء، وقد قدمت لنا البلدية كل الإمكانات المتوفرة، ولكن الوضع المعيشي قاسٍ ونحتاج لمساعدات تمكننا من العيش الكريم. نتمنى من المنظمات الدولية مساعدتنا .
وبينت أم أحمد الواصلة إلى قرية الزارة منذ عشرين يوماً أنها لا تملك منزلاً ولا قدرة لها على الاستئجار، وتطالب المنظمات الدولية العاملة في سورية بمساعدتها للتمكن من سبل العيش الكريم .
ويوضح رئيس مجلس بلدة الزارة المهندس بشار درويش أن أكثر من ٢٥عائلة سورية عادت إلى قرية الزارة حتى الآن، ويومياً يزداد العدد. مضيفاً: نقوم بالإحصاءات وتوجيههم للحصول على بطاقة تكامل من أجل الحصول على المواد المدعومة، وقد قُدمت لهم كل الإمكانات التي بين أيدينا ولكن احتياجهم كبير ويزداد، وقد نزل بعضهم عند أقاربهم كحل إسعافي ريثما يتم تأمين سكن مناسب لهم، فبعضهم لديهم منازل في الزارة، ولكنها مهدمة وغير قابلة للسكن ، وبعضهم لا منزل لهم وقد مضى على وصولهم ما يقارب الشهر ونصف الشهر، ولا يزال العدد في ازدياد يومي و لم تقدم لهم أي استجابة إغاثية بعد، وننتظر فرع الهلال الأحمر في حمص بالاستجابة لهم كما وعدنا.
وأوضح أنه لاا إشكالية في تأمين خبز لهم، ولكن هناك احتياجات لهم تتنامى مع الأيام مثل حاجتهم لإسطوانات الغاز، عدا عن الاحتياجات الأخرى، فهم خرجوا من لبنان بثيابهم وهم من أهالي القرية، ولكنهم تركوها هرباً من الإرهاب الذي تعرضت له سابقاً والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: أين المنظمات الدولية في مد يد العون لهم.
وبدوره، رئيس مجلس مدينة تلكلخ طراد كدالم بين أن أربع عائلات سورية في الحي الشمالي ضمن مدينة تلكلخ استقروا في بيوتهم وتم إجراء سبر لأولادهم وتم استقبالهم في الصفوف ويحصلون مباشرة على بطاقة تكامل، وكذلك يوجد أربع عائلات في قرية حالات ،ويستقبل مشفى تلكلخ كافة العائدين، هذه إمكاناتنا ولكن الاحتياج كبير وعلى المنظمات الدولية أن تقوم بدورها وواجباتها تجاه العائدين السوريين.
من الجدير بالذكر أنه وصل عدد السوريين العائدين إلى محافظة حمص 87980 عائداً بحسب آخر إحصائية للجنة الإغاثة الفرعية في حمص.