التحرر الوطني.. اطمئنوا: الاحتلال إلى الجحيم

تشرين_ ادريس هاني:

إن كنا لا نستبق الزمن ولا نغرق في الاستنتاج الكيدي المضاد، فلأنّنا نعرف جيداً ما ينطوي عليه سجلّ الإنجازات في المستقبل، ونجد من الماتع سقوط الكثير من محبّي المغالطة في هذا الخيال الفقير. إنّ التحليل النفسي للكيدية يساعد على تطوير علم النفس المرضي لنسناسة العصر.
إن كنّا نتسامى على لعبة الاستنزاف التي يقوم بها طابور الاحتلال المجّاني، عبيد الاحتلال، حيث العبيد لا يفهمون معنى المقاومة ولن يفهموه، لكن الاستنزاف هنا مقصود، وحين تعانق المغالطة سُكْرَها العلني، ستسقط من دون سابق إنذار. فالميديا العربية تفيض بالتشنيع وقلب الحقائق، وعبيد المنزل الذين يدافعون عن الاحتلال بمجانية، ويُجَرِّمُون الضحية والشعوب، والغريب أنهم يظنون أنهم على قدر من الذكاء.
لا يكره مقاومة الشعوب للاستعمار إلاّ الخونة للقيم الإنسانية وللقانون الدولي ولحق الشعوب في مقارعة الاحتلال.
أن تكون قرداً يدافع عن الاحتلال وعن زعيمه النتن، هي طعنة في خاصرة العدالة الإنسانية، وإنّ الإحساس بالزهو في الاستهانة بكفاح الشعوب بلغة هي خليط من الظلامية المخلوطة بشعارات تقدمية مختطفة، هو زهو العبيد بانتصارات زائفة للاحتلال، هذا الاحتلال الأرعن هو حتماً إلى الجحيم.
الاحتلال يقصف، والعملاء ينبحون، ثم ماذا بعد؟.. هناك فيما بعد ستسقط كلّ الأوهام التي تُشبه أهلها، لأنّ الخطاب الكيدي لم يتوقّف، ومتى توقّفت حمّالة البُهتان؟.. إنها أقبح صناعة وأقدم صناعة وأجبن صناعة.
ليست قضايا الشعوب والتحرر الوطني موضوعاً لتصفية الحساب، ليست موضوعاً للجدل الرّخيص، وإن كانت دكاكين القضايا العادلة والمتاجرين بها والمزايدين عليها، هم من جنس الغوغاء، وهذا لا يغير من عدالة القضية، كما أنّ مؤشّر المخاطرة وحده الفاصل بين المتاجرة والمبدئية.
الدّعاية لا تغيّر الجغرافيا السياسية، والضوضاء لن توقف عزيمة من يقدم نفسه فداء الأوطان بدل أن يقدّم لسانه الطويل تملّقاً والتباساً، لو كان آباؤهم مقاومون لما امتلكوا كل هذه الوقاحة في الشماتة بالشهداء، تؤخذ الدروس ممن يصنع التّاريخ لا من المسجّى كالوزغ فوق الأسوار.
في مجال لا صوت يعلو على صوت المقاومة، أي معنى للكيد الصغير ونفث السموم النّازية؟
خلط الأوراق وترديد مخرجات إعلام عدو ضدّ الإنسانية، ليست شطارة بقدر ما هي بؤس في العقل والمشاعر، وأكثر من كل هذا البؤس، أن نعطي لتفاهتنا عنوان الوطنية، من نابذ مقاومة الشعوب بالتِّقوال والشّطح لن ولن ولن يكون وطنيّاً، كفى ضحكاً على الذّقون، كفى حقداً وخداعاً وتوزُّغاً، قريباً ستنقلب الصورة ويعود الوزغ إلى الجحور المظلمة، بكثير من خيبات الأمل.
الحرب يا رعاديد لم تضع بعد أوزارها، وهي هناك لها قواعدها وأساليبها ووعيها بالراهن والمصير، إنه حقاً عصر الرداءة والتفاهة والعدوان والوقاحة والكيد وهلمّ جرا.. جرا..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار