أسعار الكتب المدرسية ترهق الأهل وتحملهم أعباء إضافية
تشرين-بشرى سمير:
أن يكون ولدك في مرحلة دراسية قبل الثانوية، فأنت في نعمة تحمد الله عليها لأنك غير مضطر إلى تحمل عبء تأمين الكتب المدرسية، لكونها مجانية للحلقتين الأولى والثانية، هكذا عبّر أهالي الطلاب الذين التقيناهم على باب أحد مستودعات بيع الكتب المدرسية، وخاصة إعلان المؤسسة العامة للطباعة عن ارتفاع أسعار الكتب المدرسية بنسبة تصل إلى 100% وذلك من بداية العام الدراسي الجديد 2024-2025 ويرجع ذلك الارتفاع إلى التعديل في المناهج الدراسية داخل الكتب، والارتفاع في الأسعار جاء للمرحلة الثانوية والمدارس الافتراضية والمدارس الخاصة بالإضافة إلى مدارس المنظمات الدولية.
وأشارت السيدة مها إلى أن أسعار نسخة “البكالوريا” أدبي تصل إلى 300 ألف ليرة، حيث يصل سعر كتاب التربية الإسلامية إلى حوالي 10500 ليرة سورية. أما سعر كتاب اللغة العربية، فوصل إلى حوالي 15900 ليرة سورية.
من جانبها علا ربة منزل وأم لولدين في المرحلة الثانوية صف عاشر وثانوية عامة، تشير إلى أنها دفعت ما يعادل 700 ألف ليرة ثمن كتب مع أطلس وقاموس لغة إنكليزية
أعباء إضافية
ولفت المواطن محمد إلى أن ارتفاع أسعار الكتب المدرسية بات قضية تؤرق العديد من الأسر، وتزيد من أعباء تكلفة التعليم. ورغم أن التعليم الخاص يُعتبر خياراً جذاباً لبعض الأسر بسبب مزاياه المتعددة، فإن التكاليف المرتبطة به تتجاوز في بعض الأحيان القدرة المالية للعديد من الأسر.
الأكحل: غلاء الورق وارتفاع تكاليف الطباعة
وأشار إلى أن تأمين الكتب المدرسية للطلاب يعد جزءاً أساسياً ومن ضمن الرسوم والأقساط التي يدفعها الأهل، لكن مع بداية العام دائماً يفاجأ الأهل بأن ثمن الكتب غير محسوب من ضمن الرسوم.
الموجهة التربوية نور العلي نوهت بأن الأهالي غالباً ما يلجؤون إلى شراء الكتب المستعملة بتكاليف منخفضة لأبنائهم، عوضاً عن شراء الكتب الجديدة لارتفاع سعرها مقارنة بالدخل المادي الضعيف، ما يدفع الطلاب إلى المحافظة على كتبهم لبيعها بعد الانتقال للصف الدراسي التالي، أو تدويرها ليدرس بها إخوتهم الأصغر منهم.
ارتفاع سعر الورق وكلفة الطباعة
مدير المطبوعات والكتب المدرسية في وزارة التربية فهمي الأكحل، أوضح أن “كتب التعليم الأساسي من الصف الأول الأساسي وحتى التاسع ما زالت توزع مجاناً أما بيع الكتب، فيتم للمرحلة الثانوية فقط، العاشر والحادي عشر والبكالوريا، بكافة فروعها علمي أدبي مهني تجاري صناعي”.
وبيّن أن رفع سعر الكتاب، يأتي بسبب ارتفاع سعر الورق وكلفة الطباعة، وكل كـتب المرحلة الثانوية ارتفعت بحسب سعر وكلفة وعدد صفحات الكتاب. وبحسب قرار رئاسة مجلس الوزراء، فإن كلفة كل صفحة كتاب 90 ليرة، متضمنة أجور الطباعة ،ثمن الورق والكرتون لكافة كتب التعليم العام ورياض الأطفال، على أن يتم تقريب السعر للمئة.
توفير 15 مليار ليرة
وأضاف مدير مؤسسة المطبوعات: هناك كتب تم الطلب بإعادة الإخراج الفني لها، حيث خفضنا عدد صفحات الكتب من الصف الأول الأساسي إلى الثالث الثانوي، بمعدل وسطي 13 صفحة لكل كتاب، لافتاً إلى أن تلك العملية وفّرت أكثر من 15 مليار ليرة سورية على المؤسسة العامة للمطبوعات والكـتب المدرسية. كما تم اختصار صفحات الفهارس إلى فهرس شامل، وكذلك دمجنا الصفحات التي كانت عبارة عن نصف صفحة من دون أن نضغط الصفحات أو نحذف أي معلومة وبنفس قياس الخط، وكل ذلك بالتنسيق مع مؤلفي الكتب الذين يطّلعون عليها في المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية وتدقق من خلالهم.
وبين الأكحل أن الكتب كانت تتجمع بمستودعات عدرا في ريف دمشق وتسلّم لبقية المحافظات، وبغية تخفيف النفقات تم فتح مستودعات خاصة ضمن الإدارة المركزية للمحافظات الجنوبية (دمشق، ريف دمشق، القنيطرة، درعا، والسويداء).
منوهاً بأنه في وقت سابق صدر قرار يقضي برفع أسعار الكتب المدرسية للمدارس الخاصة والمدارس الافتراضية ومدارس المنظمات الدولية بنسبة 100 بالمئة، وبذلك يدفع الطالب المسجل في المدارس الخاصة ثمن نسخة إضافية، عازياً السبب في ذلك إلى أن المدارس الخاصة قادرة على تغطية نفقاتها من خلال الأقساط، فثمن النسخة الثانية يعود لدخل المؤسسة التي تغطي نفقات طباعة الكتاب المدرسي.