مستفيدة من تنوّع المحاصيل واتساع المساحات المزروعة.. مواسم الصيف تستحوذ على الحصة الأكبر من فرص العمل والأرقام بالآلاف
تشرين – عمار الصبح:
تستقطب المواسم الزراعية في محافظة درعا الآلاف من فرص العمل التي استفادت من تنوع المحاصيل واتساع المساحات المزروعة، وما تحتاجه إليه هذه المحاصيل من أعمال زراعية مختلفة في كل مراحلها، بدءاً من تجهيز الأرض وحراثتها وانتهاء بعمليات القطاف والتسويق.
وتقدر الإحصائيات (غير رسمية) أن المواسم الزراعية في المحافظة باتت توفر ما يقارب ١٠٠ ألف فرصة عمل سنوياً، ليتصدر بذلك القطاع الزراعي قائمة القطاعات المشغلة لفرص العمل، متفوقاً بفارق كبير على القطاعات الأخرى كالصناعة والتجارة والخدمات وغيرها، إذ استفادت العمالة الموسمية من تعدد المواسم الزراعية وتواصلها طيلة أيام السنة، والتي وإن كانت تقل في موسم الشتاء، فإنها بالمقابل تزداد في أوقات ذروة إنتاج المحاصيل الصيفية وفي مقدمتها البندورة والبطاطا.
وأشار أحمد جباوي وهو أحد مزارعي الخضار الصيفية، إلى أن أغلب المزارعين، وخصوصاً من أصحاب الحيازات الكبيرة يعتمدون في زراعة محاصيلهم على العمالة الموسمية، والتي باتت تمتلك خبرة وإتقاناً للعمل، بدءاً من عمليات تنظيف الأرض ما قبل الزراعة مروراً بعمليات التعشيب ووصولاً إلى قطاف وتوضيب وفرز المحاصيل وتعبئتها تمهيداً لتسويقها، موضحاً أن استقطاب العمال والعاملات يزداد في أشهر الصيف، وهو موعد ذروة إنتاج محاصيل الخضار الصيفية وفي مقدمتها محصولا البندورة والبطاطا، نظراً لاتساع المساحات المزروعة بهذين المحصولين وحاجتهما إلى أعمال أكثر من غيرهما من المحاصيل.
وبيّن المزارع أنه في ذروة إنتاج الخضار الصيفية يزداد الطلب على العمال، وتتم في هذه الحالة الاستعانة بعمال إضافيين من المحافظات القريبة، حيث يتم تأمين النقل اليومي لهم من مناطق سكنهم إلى مناطق الزراعة على حساب صاحب العمل، مضيفاً: إن عدداً من المزارعين يستقطبون أيضاً عائلات من أرياف العديد من المحافظات، والتي تأتي للعمل في زراعة وجني الخضراوات، إذ يؤمن أصحاب المشاريع للعائلات الوافدة السكن المؤقت ضمن الحقول الزراعية مع ما كل ما تستلزمه إقامتهم.
ويتوزع عمال المواسم الزراعية على أغلبية مناطق المحافظة، وخصوصاً المنطقة الغربية والشمالية التي تتنوع فيها المحاصيل الزراعية وتتسع فيها المساحات المزروعة، ما يجعلها الأكثر احتياجاً للعمال، وكنوع من تنظيم العمل لجأ البعض إلى تشكيل ورش للعمل، وذلك لتسهيل التواصل بين أصحاب المشاريع الزراعية وهؤلاء العمال، حيث يتم التنسيق مع رئيس أو رئيسة الورشة لجهة نوعية العمل والعدد المطلوب والأجرة اليومية.
ووفقاً لما أشارت إليه صاحبة ورشة للعمال، فقد استحوذ العنصر النسائي على الحصة الأكبر من العمل في المشاريع الزراعية، إضافة إلى عدد كبير من الطلاب الذين تتيح لهم العطلة الصيفية إمكانية العمل وتوفير مورد مادي مقبول، كاشفة عن أن ساعات العمل تتراوح بين ٦ إلى ٨ ساعات يومياً وتزداد حسب حاجة صاحب العمل، فيما تتراوح الأجرة اليومية بين ٣٠ إلى ٤٠ ألف ليرة، ويبدو الأمر مجدياً أكثر -على حد وصفها – في حال كان يعمل أكثر من شخص من العائلة الواحدة يومياً.
وساهم تنوع المحاصيل المزروعة في المحافظة واتساع المساحات المزروعة في توفير فرص عمل أكبر، إذ يستقطب موسم الخضار الصيفية النصيب الأكبر من العمال والعاملات، وتشير المصادر الرسمية إلى أن المساحات المزروعة بالخضار الصيفية تقدر بآلاف الهكتارات.
وحسب مدير الزراعة المهندس بسام الحشيش، فإن المساحة المزروعة بالخضار الصيفية للعروة الرئيسية للموسم الحالي تبلغ 2110 هكتارات، بزيادة تبلغ 79 هكتاراً على الخطة المقررة البالغة 2031 هكتاراً وبنسبة تنفيذ 103.8 بالمئة، وهذه المحاصيل تشمل الخيار والباذنجان والكوسا والفليفلة والفاصولياء الخضراء وللوبياء والملوخية والبامياء، لافتاً إلى أن المساحات المزروعة بمحصول البندورة للعروتين الرئيسية والتكثيفية خلال الموسم الحالي تقدر بـ ٣٧٠٠ هكتار، إضافة إلى ١٣٠٠ هكتار مزروعة بالبطاطا