“حرب المياه” مستمرة.. الهلال الأحمر يدخل على خط استدراك أزمة مليون إنسان سوري

الحسكة – خليل اقطيني:

تواصل منظمة الهلال الأحمر العربي السوري تزويد سكان مدينة الحسكة بجزء من حاجتهم من مياه الشرب.
وذكر رئيس مجلس إدارة فرع المنظمة في محافظة الحسكة علي منصور، أن متطوعي الهلال الأحمر العربي السوري يواصلون تعبئة الخزانات المركزية المنتشرة في وسط المدينة والأحياء التابعة لها، والبالغ عددها أكثر من 550 خزاناً سعة 5 م3 بكمية 2500 م3 من المياه الصالحة للشرب بشكل دوري يومياً.

فحص يومي للمياه

مبيناً أن هذه الكمية من المياه التي تتم تعبئتها بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة العمل ضد الجوع AAH، تخضع لفحص يومي لمدى جودتها ومطابقتها للمواصفات القياسية السورية وصلاحيتها للاستهلاك البشري. حيث يتم قطف عدة عينات من هذه المياه من عدد من المواقع، بدءاً من المصدر مروراً بكافة المراحل التي تمر بها تلك المياه، وصولاً إلى نقطة الوصول النهائية وهي الخزانات المركزية.

550 خزان مركزي تُملأ بـ 2500 م3 من المياه الصالحة للشرب يومياً

وحتى الصهاريج، يتم أخذ عينات من المياه التي تعبأ فيها، ويتم فحص هذه العينات فحصاً دقيقاً، بالتعاون مع مؤسسة المياه ومديرية الصحة، للتأكد من صلاحيتها للاستهلاك البشري قبل وصولها للسكان وتناولها.
وأوضح منصور أن تقديم هذه الكمية من مياه الشرب كل يوم، تقوم به منظمة الهلال الأحمر العربي السوري من أجل تخفيف معاناة سكان مدينة الحسكة من أزمة مياه الشرب، بسبب انقطاعها من المصدر وهو محطة مياه عللوك في ريف منطقة رأس العين المحتلة شمال غرب الحسكة، في ظل موجة الحر الشديد التي أدت إلى زيادة الاحتياج لمياه الشرب.

جريمة بحق الإنسانية

مضيفاً: إن إقدام الاحتلال التركي ومرتزقته على قطع مياه الشرب عن مليون إنسان، لا يعد مخالفة واضحة وصريحة للقانون الدولي فحسب، بل هو جريمة موصوفة بحق الإنسانية، الأمر الذي يستوجب مساءلة هذا النظام المحتل ومحاسبته على ذلك بموجب القانون.
وأشار منصور إلى أن حرمان مليون إنسان يقطنون منطقة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها من مياه الشرب، من خلال توقيف المصدر المغذي لهم بالمياه وهو محطة مياه عللوك عن العمل، منذ احتلال منطقة رأس العين في التاسع من تشرين الأول 2019 ، يعد خرقاً فاضحاً لميثاق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان والعهود والمواثيق الدولية.
واستناداً إلى القانون الدولي يجب على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها العمل على منع المحتل التركي من انتهاك “الحق في الماء” للأفراد والمجتمعات في بلدان أخرى كسورية، ومنها محافظة الحسكة، وإلزام هذا النظام باحترام هذا الحق من خلال الوسائل القانونية والسياسية، وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الواجب التطبيق.
لافتاً إلى وجود العديد من الاتفاقيات الدولية بهذا الشأن، من هذه الاتفاقيات اتفاقية حقوق الطفل، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، واتفاقية حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرها من الاتفاقيات.

الحق في المياه

وأكد منصور أن لجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التابعة للأمم المتحدة اعتمدت في عام 2002 التعليق العام رقم 15 بشأن “الحق في المياه”، الذي تعرّفه بأنه « حق كل فرد في الحصول على كمية من الماء تكون كافية ومأمونة و مقبولة، ويمكن الحصول عليها مادياً لاستخدامها في الأغراض الشخصية والمنزلية».

منصور: قطع المياه عن سكان الحسكة وريفها الغربي جريمة موصوفة بحق الإنسانية

وبعد ذلك بـ 4 سنوات – أي في عام 2006 – اعتمدت اللجنة الفرعية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان مبادئ توجيهية لتطبيق الحق في مياه الشرب والصرف الصحي. وشدد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP على أن المنطلق إلى العمل العام في مجال المياه والصرف الصحي والمبدأ الذي يوحده، يتمثلان في التسليم بأن الماء من حقوق الإنسان الأساسية.
وفي عام 2008 استحدث مجلس حقوق الإنسان ولاية « الخبير المستقل المعني بمسألة التزامات حقوق الإنسان المتعلقة بالحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي» ليساعد على توضيح نطاق هذه الالتزامات ومضموﻧﻬا.
كما أن جميع الوكالات التابعة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية تعمل على تطبيق الحق في الماء في جميع دول العالم.
مشدداً على أنه يتبين مما تقدم بشكل جلي وواضح لا يحتمل الشك، أن الاحتلال التركي يضرب بإقدامه على قطع مياه الشرب عن سكان الحسكة، بالمعاهدات والمواثيق الدولية التي تضمن حصول جميع السكان على المياه النقية الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي على قدم المساواة عرض الحائط، الأمر الذي يهدد حياة هؤلاء السكان ويعرّضها للخطر، وهو ما يفرض على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المنضوية تحت لوائها أن تقوم بالواجب الملقى على عاتقها بموجب القانون الدولي أولاً والقانون الإنساني ثانياً، وتتحرك لمنع هذه الجريمة الموصوفة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، والمتمثلة بتعطيش مليون مدني أعزل، أغلبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ والعمل على محاسبة مرتكبها.

حرب التعطيش

يشار إلى أن إقدام الاحتلال التركي ومرتزقته على توقيف محطة مياه عللوك وحرمان مليون إنسان من مياه الشرب، يأتي ضمن حرب التعطيش التي تشنها قوى الاحتلال والإرهاب على الشعب السوري. بالتوازي مع حرب التجويع التي يشنها المحتل الأميركي على هذا الشعب.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار