تحويل مزارعي القمح إلى مطحنة سبينة بريف دمشق يرتب عليهم أعباء مالية إضافية 

السويداء- طلال الكفيري: 

لم يسبق لمزارعي القمح في السويداء، فيما مضى من سنين، أن انتظروا أياماً أمام مطحنة أم الزيتون أو حتى مركز المزرعة والعنقود لتسليم منتجهم من القمح، بخلاف الموسم الحالي، الذي يشهد حراكاً تسويقياً ملحوظاً وانتظاراً غير مسبوق، بسبب إنتاج  المحافظة الوفير من مادة القمح، الذي يقدر بأكثر من 23 ألف طن، ما أرغم الفلاحين للانتظار خمسة أيام أمام المطحنة ليتسنى لهم تسليم منتجهم لها، ما رتب عليهم وحسب ما ذكر عدد منهم لـ” تشرين” أعباء مالية كبيرة، لتقاضي أصحاب السيارات الناقلة للقمح 100 ألف ليرة على الطن الواحد على كل ليلة مبيت، وما زاد من الأعباء المالية هو تحويل الفلاحين إلى مطحنة سبينة بريف دمشق، لكون أجور نقل المادة تراوحت ما بين 2.5 إلى 3 ملايين ليرة يدفعها الفلاحون.

طبعاً تحويلهم إلى مطحنة سبينة، ناتج عن الضغط التسويقي الذي تشهده مطحنة أم الزيتون، والوقوف أمام صومعتها خمسة أيام ليتسنى لهم تسليم المنتج، علماً، والكلام لأحد الفلاحين، أن أجور  نقل المادة من مطحنة أم الزيتون إلى مطحنة سبينة،  وحسب الوعود التي تلقوها من معنيي المحافظة هي على نفقة مكتب استلام الحبوب، إلا أن رياح دفع الأجور جرت بما لا يشتهي الفلاحون، بذريعة أن السيارات الناقلة للمادة تحمل نمرة  خصوصي وليست عمومية.

ويتساءل الفلاحون: ما الفرق بين الخصوصي والعمومي، كلاهما أصحابها يتقاضون منهم أجور نقل؟

مطالبين بضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة، وخاصة أن عمليات التسويق ما زالت مستمرة في السويداء، لكون موسم الحصاد ما زال في منتصفه، ليتسنى لهم تسويق منتجهم من دون أي معوقات.

وفي هذا السياق، أوضح رئيس اتحاد فلاحي السويداء حمود الصباغ لـ” تشرين” أنه نتيجة الضغط الحاصل على مطحنة أم الزيتون، تم تحويل الفلاحين إلى مطحنة سبينة، على أن تكون أجور نقل المادة من مطحنة أم الزيتون إلى مطحنة سبينة على مكتب استلام الحبوب في المحافظة، شرط أن تكون الآليات الناقلة للمادة تحمل نمرة عمومي وليست خصوصية، وتمنى من الفلاحين نقل المادة ضمن سيارات العمومي، كيلا يتحملوا أعباء نقل المادة.

من جهته، أشار رئيس مكتب استلام الحبوب في السويداء المهندس باسل هنيدي لـ” تشربن” إلى أن الإقبال الكبير من المزارعين على تسويق منتجهم من القمح “الدوكما” إلى مطحنة أم الزيتون، أدى إلى عدم قدرة صومعة الحبوب في أم الزيتون على استيعاب كامل الكميات المسوقة، لمحدودية طاقتها الاستيعابية، ما شكل ضغطاً على المطحنة، وبالتالي تأخر باستلام الكميات المسوقة، مضيفاً: لذلك قمنا بتوجيه الفلاحين لتسليم منتجهم إلى مطحنة سبينة بريف دمشق، مع التكفل بأجور النقل من مطحنة أم الزيتون إلى مطحنة سبينة، على أن تكون السيارات الناقلة للمادة تحمل نمرة عمومي، وتمنى  أن يتوجه الفلاحون بإنتاجهم في الأيام القادمة، وخاصة أن الموسم ما زال في بدايته، إلى مركزي المزرعة والعنقود المخصصين لاستلام القمح المشوّل، وذلك بهدف تعبئة مستودعات هذين المركزين  من القمح، وإبقائه كمخزون استراتيجي للمحافظة، وخاصة أن الطاقة الاستيعابية لمستودعات هذين المركزين تبلغ 10 آلاف طن.

ونوّه بأن أغلبية الفلاحين يرغبون بتسويق المحصول “دوكما”، تجنباً لشراء أكياس خيش، ومطحنة أم الزيتون الوحيدة المخصصة لاستلام الأقماح “دوكما”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار