من إعلام العدو.. باحث إسرائيلي يحذّر قادة كيانه من ارتكاب حماقة والتورط في حرب مع حزب الله
ترجمة وتحرير – غسان محمد:
تحت عنوان «الحماقة تشق طريقها إلى الحرب» حذّر الباحث في «معهد دراسات الأمن القومي» الإسرائيلي عبر صحيفة «يديعوت احرونوت» من مغبة التصعيد مع حزب الله، قائلاً: إن أحداً لا يستطيع تحديد المكاسب التي ستتحقق من الحرب، أو تصور سيناريو نهائي معقول ومضمون سيسمح بتغيير جذري في الوضع وعودة المستوطنين في الشمال إلى مستوطناتهم، كما لا توجد حتى فكرة عما هو الإنجاز الفعلي الذي من شأنه أن يبرر الضرر الذي سيلحق بالمؤخرة الإسرائيلية.
وأضاف شيلح، إن المستوى السياسي الإسرائيلي برمته متواطئ في هذا التحرك الأعمى نحو تبادل الضربات على نطاق لم نعرفه من قبل، والذي سيجلب دماراً هائلاً، وفي النهاية من المشكوك فيه أن يحدث أي شيء من شأنه تغيير الوضع، كما إن أحداً في النخبة العسكرية والجمهور والإعلام ليس لديه الجرأة لطرح البديل، لأن البديل الوحيد يتطلب إنهاء الحرب في غزة، وهذا ليس عرضاً للحماقة فقط، بل أسوأ بكثير.
وتابع شيلح: لم يعد لدى معظمنا أي أمل حقيقي من النظام السياسي، ومن الجيش الذي كان يعرف مسبقاً حقيقة الإنجازات المحدودة جداً لحملته العسكرية في غزة، والذي بنى ونفذ خطة يعرف مسبقاً أنه لن يكون هناك أكثر من إنجاز محدود، ومع ذلك، يحاول الآن تسويق صورة انتصار كبير حتى لا يُقال له اذهب إلى لبنان، واللافت في كل ما يجري، هو دعوة البعض إلى الشروع في عمل عسكري واسع النطاق في الشمال، حتى على حساب حرب إقليمية.
وعزا الباحث شيلح، مثل هذه الدعوات إلى الإحباط والإحساس باليأس، مشدداً على أنه لا يمكن تحقيق نصر حقيقي في غزة، كما إن صفقة تبادل الأسرى التي قد تكون الوسيلة الوحيدة لوقف الحرب، تبتعد يوماً بعد يوم، والقيادة تتصرف بطريقة تتعارض مع المصلحة الإسرائيلية، ولا تقدم أي بديل سياسي منطقي وواقعي، في حين أن أداء الجيش مُخيّب للآمال ومحنة مستوطني الشمال تتفاقم نحو الأسوأ.
ورأى شيلح، أنه من المفيد التطرق إلى عبارة «حتى على حساب حرب إقليمية» وبالتحديد فيما يتعلق باستعداد الجيش الإسرائيلي لمثل هذه الحرب، إذ يمكن للمرء أن يجادل حول مدى كفاءة الجيش في حرب على لبنان، بعد ثمانية أشهر من القتال في غزة، والضغوط الكبيرة على القوات النظامية وقوات الاحتياط، وافتقار العمل الإسرائيلي للشرعية في العالم.
قد يكون لدى الجيش الإسرائيلي القدرة على تنفيذ حركة هجومية، لكن المشكلة في هكذا عملية هي مدى فائدتها المشكوك فيها وأضرارها المؤكدة، خاصة أنها ستتحول إلى حرب إقليمية، فهل فكر أحد في الشكل الذي سيبدو عليه الوضع…؟ هل يعتبر الجيش الإسرائيلي اليوم، المنهمك في غزة منذ ثمانية أشهر، قوة حاسمة موثوقة قادرة على إزالة تهديد حزب الله وحماس في حرب قصيرة وحاسمة…؟، هل يصدق الجيش الإسرائيلي نفسه ذلك…؟، هل كان هناك استعراض إسرائيلي مباشر للقوة ضد إيران والمنطقة، عندما قامت إيران بالرد على اغتيال مسؤول إيراني كبير، بإطلاق مئات الصواريخ على «إسرائيل» في هجوم منسق.؟
وشدد شيلح على أن الطريقة الوحيدة، ليس فقط لتجنب المزيد من الضرر لـ«أمن إسرائيل»، ولكن أيضاً للبدء في بناء القدرات اللازمة في المواجهة مع محور المقاومة، هي وقف الحرب في غزة، والتوصل إلى تسوية في الشمال، والبدء ببناء القوة بكل مكوناتها – السياسية والإقليمية والعسكرية وغيرها – استعداداً للحرب الحقيقية، أما غير ذلك فهو حماقة ضارة جداً، والبعض يتجه إليها بعيون مفتوحة ولأسباب غريبة، والبعض الآخر ينجذب إليها بسبب القنوط والاستسلام للواقع.