خطاب نووي أميركي متصاعد.. روسيا وحلفاؤها في الواجهة والمواجهة
تشرين:
تحتل التصريحات النووية وما يتعلق بها مساحة ليست بالقليلة على الساحة الدولية، ولاسيما على خلفية الحرب الأوكرانية والعلاقة الإيرانية- الغربية النووية إن أمكن القول، وهي إن تحتل تلك المساحة فمن باب التهويل والتخويف وإلقاء اللوم على أطراف أخرى تدفع نحو حرب نووية ليست في مصلحة أي طرف بكل تأكيد، وهذا السيناريو السابق الذكر دائماً ما يأتي على لسان الولايات المتحدة والدول الغربية بطريقة تشي بأن الحرب النووية قادمة لا محالة، وهذا يتعلق بطبيعة الحال بالخسائر المتراكمة التي تتكبدها واشنطن ومعها الغرب على غير ساحة، لذلك تبرز الملفات النووية في التوقت ذاته مجتمعة وفي غير ساحة.
وفي هذا الإطار نبّهت روسيا إلى الخطاب النووي الأميركي، وقال ميخائيل أوليانوف ممثل روسيا الدائم بالمنظمات الدولية في فيينا: إن بلاده تلاحظ تزايد قلق بعض الدول بسبب الخطاب النووي، بعد تصريحات أميركية عن تغييرات في الاستراتيجية النووية.
وأشار أوليانوف إلى أن روسيا أخذت بالاعتبار تصريحات الأميركيين بشأن تغيير وثائقهم حول الاستراتيجية النووية، مضيفاً: لا يتم بحث هذا الموضوع في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأن هذه الوكالة تمارس شؤون الاستخدام السلمي للطاقة النووية وضمان نظام عدم الانتشار النووي، ولكن من الاتصالات مع الوفود الأخرى، وخاصة الدول النامية، نرى أن وجود قلق لدى الجميع إزاء الخطاب النووي يتزايد بشكل ملحوظ، لكن هذا الموضوع لم تتم مناقشته رسمياً في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وعلى خلفية التصريحات الأميركية، لم يستبعد أوليانوف إمكانية حدوث تغييرات في العقيدة النووية الروسية، مشيراً إلى أنه قبل فترة قصيرة أعلن الرئيس فلاديمير بوتين أن عقيدتنا النووية هي وثيقة حيّة ويمكن، وعلى الأرجح، أن تتكيف مع الحقائق الجديدة، وهذه عملية حتمية، لكن فقط قيادة البلاد تعرف متى سيحدث هذا، لكن من الواضح أن تغييرات مماثلة في عقيدتنا ستحدث.. هذه ضرورة تفرضها وقائع هذه الأيام.
وفي وقت سابق، أعلن متحدث باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تجري تعديلات على استراتيجيتها النووية، وستقوم بتشديدها تجاه روسيا والصين، ولم يستبعد احتمال توسيع الترسانة النووية الأميركية.
على مقلب الملف النووي الإيراني، وفي ظل الجمود الذي تشهده مفاوضات فيينا بشأن إحياء اتفاق إيران النووي ورفع العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران، بعد أن توصلت الأطراف في كانون الأول 2021 إلى اتفاق بشأن مسودتي اتفاقيتين تضمنتا مواقف إيران أيضاً، اعتبر رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن اتفاق إيران النووي لا يعني الآن شيئاً، ودعا إلى منع تكرار السيناريو مع ملف بيونغ يانغ النووي، حيث ذهبت كل الجهود الدولية سدى.
وقال غروسي في مقابلة مع صحيفة “إزفستيا” الروسية: أعتقد أننا بحاجة إلى العودة إلى الدبلوماسية.. لقد كانت لدينا خطة العمل الشاملة المشتركة، والآن هي موجودة على الورق فقط ولا تعني شيئاً.
وأضاف غروسي: الاتفاقيات الدبلوماسية في مجال الأمن النووي في سياق البرنامج الإيراني هي مسؤولية مشتركة، مشيراً إلى أن روسيا تلعب دوراً مهماً في المفاوضات مع طهران.
إلى ذلك، أفاد معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، بأن 9 دول تواصل تحديث ترساناتها النووية، مع زيادة عدد الرؤوس الحربية النووية في حالة “التأهب”.
وقال المعهد في تقرير: “واصلت 9 قوى نووية – الولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا والصين والهند وباكستان وكوريا الديمقراطية و”إسرائيل”، تحديث ترساناتها النووية، ونشرت بعض هذه الدول أنظمة أسلحة جديدة ذات قدرة نووية في 2023”.
وأشار إلى أنه على الرغم من استمرار العدد الإجمالي للرؤوس النووية في الانخفاض، إلا أن هناك زيادة بعدد الرؤوس النووية في حالة التأهب”، ووفقاً لمدير المعهد، دان سميث، من المرجح أن يتسارع هذا الاتجاه في السنوات المقبلة.