حماية النصر… الفريضة الغائبة
تشرين- ادريس هاني:
حتى الآن، كل ما فعله الكيان، كل ما فعله النتن، هو تعبير عن هزيمة مشروع احتلال، لاهوت التحرير في مواجهة لاهوت الاستيطان، ستهزمكم ابتسامة طفل يلهو فوق الأنقاض، صمود مستضعفين كانوا أكثر وفاء للعدالة، رغم ملاحم التشنيع والتربص والتآمر.. ستهزمكم السيرة النقية لرموز التضحية والفداء، كل شيء سينتهي بما فيه صوت النّفاق وألاعيبه، التّاريخ له كتابان: أحدهما فاقع مضلل يسر الناظرين، يكتبه الدجالون، وتاريخ آخر يكتب بريشة الطاووس ومحبرة دم الشهداء، يُكتب تحت القِمطر، وسيقرؤه جيل الوفاء.
لا يمكن أن تذهب كل هذه التضحيات سُدى، فإذا حصلت ثورة الوفاء وانتفاضة الضمير، وحدها ستحمي مخرجات الانتصار، إنّه الصدق وإنهم الصادقون، لأنّهم الضّامن الأكبر في ملاحم التّحدّي.
إنّ ما يجعل النصر يبلغ محلّه هو:
– فروسية لا رجعة فيها
– صمود لا يقهر
– ذكاء وقّاد ووعي حاد
– الصدق في المواطن والصدق في الحقائق.
لقد درسنا ظاهرة النفاق في صدر الإسلام، لكننا لم ندرسها في ضحى الإسلام وعصره، إنّ معركة الوعي ليست إنشاء بل مواكبة، وتمكين أبناء الأمة من ألا يعيدهم المنافقون إلى المربع الأوّل، إنّ حماية النصر لهي المهمّة الكبرى، لقد تعلمتم أنّ أفواج المنافقين برزوا بعد الفتح وليس قبله، ستشهدون تشقلبات بهلوانية في الخطاب، من كان حماراً سيصبح غزالاً، ومن كان نغلاً سيصبح حصاناً، ومن كان شوكة سيصبح وردة، لا إشكال، ولكن حذيفة بن اليمان لا زال يحتفظ باستمارة الملثّمين، ولا تغتر، فالملثمون كانوا عائدين هم أيضاً من غزوة…