علاج سحري لمواجهة حساسية الطعام عند الأطفال

تشرين:

يعاني الكثير من الأطفال من حساسية الطعام التي تؤثر على حياتهم اليومية وتمثل كابوساً لهم ولعائلاتهم، إذ قد تشكل وجبة الغذاء في المدرسة أو حفلات أعياد الميلاد خطراً صحياً على الطفل الذي يعاني من حساسية إزاء أنواع معينة من الطعام، وفيما يتعلق بالعائلات، فإن حساسية الطعام لدى أطفالهم تصبح مصدر قلق شبه يومي لأنها قد تكون عائقاً أمام ممارسة الأطفال حياتهم اليومية.
وفي محاولة لمساعدة عائلات الأطفال الذين يعانون من حساسية الطعام، كشفت دراسة حديثة عن إرشادات قد تساعد الأطباء والأمهات على تدريب أطفالهم على مواجهة حساسية الطعام، لكن الأمر يحتاج إلى الكثير من الصبر.
فقد قدم باحثون إرشادات موحدة هي الأولى من نوعها لتعزيز قدرة الأطفال على تحمل مسببات الحساسية الغذائية.
وتتضمن الإرشادات علاجاً يٌطلق عليه اسم “العلاج المناعي عن طريق الفم” الذي يشتمل إعطاء الطفل كميات صغيرة جداً من مسببات الحساسية مثل الفول السوداني مع زيادتها بشكل تدريجي بمرور الوقت لتعزيز قدرته على التحمل.
وتنصح الدراسة الأطباء بتوخي الحذر عند تطبيق برامج العلاج المناعي عن طريق الفم إذ يتعين عليهم الحذر من المستويات الخطيرة من التعرض لمسببات الحساسية خاصة أنه من الشائع أن يعاني الأطفال من آثار جانبية مثل آلام البطن والقيء عند بدء العلاج.
وقال مؤلفو الدراسة: إن العلاج المناعي عن طريق الفم يعد ناجحاً في مساعدة الأطفال الذين يعانون من حساسية إزاء أنواع معينة من الغذاء، مضيفين: إن الإرشادات ليس مقتصرة على العائلات وإنما أيضاً على الأطباء، ما يعني ضرورة أن يعمل الآباء مع الأطباء لمساعدة الأطفال على التغلب على حساسية الطعام بأمان وفعالية.
من جانبه، قال طبيب الأطفال بجامعة ماكماستر الكندية دوغلاس ماك والذي شارك في إعداد الدراسة: إنها ورقة بحثية هامة في مجالنا لأنه لم يتم إجراؤها من قبل ولم يتم توحيد مثل هذه النصائح من قبل، نحن في حاجة ماسة إلى نوع من التوجيه حول كيفية التعامل مع العلاج المناعي الذي يقدم عن طريق الفم.
وأضاف دوغلاس: إذا لم تكن العائلات مستعدة للعلاج المناعي عن طريق الفم فسوف يفشل العلاج ويصبح غير آمن،  يجب على العائلات تقديم العلاج كل يوم. ولهذا السبب تعتبر هذه الإرشادات مهمة للغاية.
بدورها، قالت جوليا أبتون أخصائية المناعة السريرية في مستشفى للأطفال بكندا: العلاج يشبه التدريب على خوض سباقات الماراثون، إذ يحتاج الأطفال إلى تدريب يومي فيما ستنخفض قدرتهم على التحمل إذا توقفوا عن العلاج المناعي عن طريق الفم تماماً، وقد أظهرت الدراسة تطابقاً بين نصائح السلامة الرئيسية والنتائج المتوقعة.
يشار إلى أن حساسية الطعام تحدث بسبب اعتقاد جهاز المناعة بأن نوعاً معيناً من الطعام أو أكثر يمثل تهديداً خطيراً فيما يتضمن رد فعل الجهاز المناعي تورماً وألماً في المعدة.
ويعاني نسبة 4% من الأطفال و1% من البالغين حول العالم من حساسية الطعام، لكن معدل انتشار المرض يزداد في الدول الغربية لتصل إلى 8% بين الأطفال و4% بين البالغين.
وارتفعت معدلات حساسية الطعام خلال العقدين الماضيين فيما يُرجع الباحثون ذلك إلى عوامل النظافة حيث ربطت دراسات حديثة بين الإفراط في النظافة وتعقيم الأغذية بشكل مبالغ فيه وبين انتشار ظاهرة حساسية الطعام، وهناك عوامل مثل نقص فيتامين “د” وتوقيت تعرض الأطفال لمسببات حساسية الطعام.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار