يحكي لنا سجل تاريخ الألعاب الرياضية السورية أن المراكز التدريبية الصيفية كانت نقطة الانطلاق لبداية طريق الموهبة والتأسيس لبناء موكب البطولة والأبطال للعديد من ألعابنا الرياضية، وخاصة تلك التي يتوفر لها ساحات وملاعب ومراكز لمزاولتها مثل المسابح ومراكز الألعاب القتالية وملاعب الكرات والصالات الخاصة.
وتبيّن لنا أن هذه المراكز نجحت في مهمتها التي كانت رياضية بحتة وبعيدة عن الأهداف المالية الربحية، ومنها انطلق العديد من الأبطال لتحقيق التألق المحلي والخارجي والدولي.
ومع بدء الحصار الدولي الظالم على الوطن وارتفاع تكاليف الحياة كانت الرياضة من المواقع التي تأثرت من حيث تكاليف مزاولتها ومن حيث الإقبال على الممارسة الموسمية أو بشكل عام.
لذلك كان لا بد للمراكز الصيفية والشتوية التدريبية الخاصة والعامة أن تغيّر أهدافها الربحية وتتحول إلى مراكز خدمات رياضية تأسيسية وتطويرية عامة وتلغي الأهداف المالية إلى حدود أن تصبح رمزية وفق نظام وتعليمات يتم وضعها لهذه الغاية، وأهمها أن يتم وضع اختبارات فكرية وجسمانية للقبول في المدارس والمراكز الرياضية لاكتشاف المواهب أو المؤهلين للموهبة بألعاب رياضية محددة لقبولهم وإعفائهم من الرسوم والاشتراكات المالية، لا بل تقديم التسهيلات والمساعدات لهم مثل التجهيزات والألبسة الرياضية.
إنه المخطط لإعادة بناء صرح البطولة والتألق لرياضتنا السورية تغلباً على الظروف الحالية لمعظم الألعاب، ولا سيما أن بعضها قد أوجد ظروف التألق التي تناسبه مثل رفع الأثقال والفروسية. والمجتمع ينتظر من القيادات الرياضية أن تتحرك فالموسم الصيفي في بداياته.