بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيسها.. مؤتمر بيئي في رحاب جامعة دمشق
دمشق- زهير المحمد:
بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس جامعة دمشق واحتفالاً باليوم العالمي للبيئة واليوم العالمي للتنوع الحيوي، أقامت كلية العلوم وبالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) مؤتمراً بيئياً في مدرج جامعة دمشق تحت عنوان: (السوسن الدمشقي معاً لصون هويتنا وتراثنا).
وفي كلمة الافتتاح أكد رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد أسامة الجبان أن هناك دعوات كثيرة للحفاظ على السوسن الدمشقي من الانقراض، وينبغي لنا أن نتكاتف جميعاً في سبيل الحفاظ عليه، لافتاً إلى أن هناك عدداً من الأبحاث التي أجريت على السوسن والتي تتعلق بالاستفادة منه في مجال النباتات الطبية وهو أمر مهم جداً يساهم في الحفاظ عليه وعلى بيئتنا الطبيعية.
ونوه الدكتور الجبان بأن التنوع الحيوي من القضايا ذات الأهمية الكبرى في بقاء الإنسان والكائنات الحية وهو الأساس الذي يدعم جميع أشكال الحياة على الأرض، كما أنه من الركائز الأساسية باستمرار عمليات التنمية المستدامة ويحتل مكانة بارزة في العديد من أهداف هذه التنمية والغايات المرتبطة بها.
وشدد الدكتور الجبان على أن أهمية هذا المؤتمر تنبع من كونه فرصة ثمينة لجميع المشاركين من باحثين ومهتمين بالشأن البيئي وطلاب الدراسات العليا لتبادل الخبرات حول نتائج البحوث في جميع القضايا والمشكلات البيئية ومناقشة التحديات الحقيقية التي تواجه الواقع البيئي ووضع الحلول العلمية المناسبة لها بشكل منهجي قائم على البحث والقراءة المعمقة لهذه التحديات.
بدوره، أكد المدير العام لمنظمة أكساد الدكتور نصر الدين العبيد أن المنظمة تدعم وتشارك بإقامة مثل هكذا مؤتمرات، منوهاً بمشاركة مجموعة كبيرة من الخبراء والبحوث التطبيقية للحد من التأثيرات المناخية على التنوع البيئي المهم، لافتاً إلى أن سورية من البلاد العربيةالمتميزة جداً بكثرة التنوع البيئي والنباتي والحيواني.
وحذر العبيد من أن التغيرات المناخية الشديدة التي تشهدها المنطقة العربية أثرت بشكل كبير على مجموعة كثيرة من النباتات وأصبحت تحت الخط الأحمر لندرتها، وبالتالي يجب علينا أن نتكاتف ونتعاون ونعمل جميعاً كمنظمات دولية وعربية ومؤسسات علمية وبحثية ووزارات الزراعة والإدارة المحلية والتعليم في سورية وفي الدول العربية للمحافظة على بيئتنا الخضراء وثرواتنا الطبيعية التي نتميز بها ونعتز بها على مستوى العالم.
وفي تصريح خاص لـ” تشرين” أكد وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا أن الحفاظ على الأصول الوراثية سواء النباتية أو الحيوانية أمر هام للغاية، فهناك جزء من الأصول الوراثية السورية مهدد بالانقراض نتيجة الظروف المناخية، او نتيجة عدم الاهتمام ببعض الزراعات أو نتيجة لاستثمار الموارد بشكل خاطئ، منوهاً بأن لدى الوزارة بنكاً وراثياً، والوزارة مستعدة لوضع إمكانياتها تحت تصرف جامعة دمشق لإنجاز دراسات حول الأنواع المهدد بالانقراض، والمهم بعد إنجاز الدراسات تحويلها إلى مشاريع منتجة.
وأشار الوزير قطنا إلى أن لدى الوزارة مشتل بمنطقة الغاب تم من خلاله الحفاظ على جميع البذور الحراجية المهددة بالانقراض، وتمت زراعتها، كما لدينا بباقي المحافظات بنوك وراثية للداتا النباتية، ولدينا محطات للثروات الحيوانية للحفاظ على الأبقار الشامية والجولانية وجميع الأصول الوراثية الحيوانية.
بدوره، أكد مدير مؤسسة النهار للخدمات الإعلامية واللوجستية المنظمة للمؤتمر معمر النهار أهمية المؤتمر الذي يركز على حماية البيئة وتأثير التغيرات المناخية، إضافة إلى حماية زهرة السوسن المهددة بالانقراض والتي تزرع في قاسيون وجبال القلمون.