ألا تكفي عدة سنوات لعودة العمل في وصلة الطريق بين مصياف وحمص ضمن «طريق الحرير»؟
حماة – محمد فرحة:
في الوقت الذي تشكو فيه المؤسسات الإنشائية من غياب وقلة المشاريع، إلا أنه عندما تتوافر ويتم تلزيمها بمشاريع، لتشكل هذه المشاريع دخلاً مادياً أقل ما يقال عنه كتلة رواتب العاملين في هذه الشركات، تبقى سنوات وسنوات من دون إنجازها بذرائع ليست صحيحة حيناً وصحيحة حيناً آخر، فهذا يدعو للدهشة والاستغراب.
مثالنا اليوم من وصلة طريق يسمى “طريق الحرير”، ومسافته الممتدة من مصياف وتحديداً من جانب معصرة الحاج حسين وصولاً إلى محطة محروقات البركة بطول خمسة كيلومترات، حيث تم تلزيمها لفرع الإنشاءات في مصياف منذ أكثر من سنتين، وقد أنجز منه حوالي ٨٠% وبقيت المسافة التي لا تتعدى الكيلو ونصف الكيلو متر، مع تنفيذ الدوار الواقع بالقرب من تقاطع عدة طرق، وتحديداً بجانب معمل أعلاف الغانم.
ذريعة الجهة المنفذة كانت دائماً وجود معوقات في خط ومشروع التنفيذ، ككوابل الكهرباء وخط للصرف الصحي وغير ذلك. غير إن مديرية فرع المواصلات الطرقية في حماة، وعلى لسان مديرها المهندسة صفاء نعامة في حديثها لـ”تشرين” أكدت أنه لا يوجد عوائق أبداً، فقد تمت إزالتها وكانت ملحوظة في إضبارة المشروع قبل التنفيذ، أي في إعلان المشروع.
وأوضحت نعامة أنهم طالبوا مراراً وتكراراً، وبكتب ومراسلات رسمية، الجهة المنفذة بإنهاء عقد التنفيذ، وكانت آخر مرة حين طلبت في اجتماع المواصلات الطرقية والنقل يوم أمس الأحد أمام المحافظ، بأن يتدخل ويلزم الجهة المنفذة بإنهاء مشروع العقد، فقد طال كثيراً.
وتطرقت نعامة إلى أن الأسباب التي كانت عائقاً يوماً ما قد تمت إزالتها على نفقة وحساب فرع المواصلات الطرقية.
وفي معرض إجابتها عن سؤال آخر من “تشرين”، ما إن كان للجهة المنفذة فواتير وقيمة أعمال مؤجلة وغير مسددة، بيّنت أنه ليس لديهم كشف واحد غير مصروف أبداً. ما يعني أنه لا مسوغ للتوقف عن إنجاز المشروع، ولاسيما أن المسافة المتبقية قليلة جداً، ولا يجوز أن تبقى تعرقل السير وتجعل من المساحة المتبقية فخّاً يصطاد المسافرين وآلياتهم من شدة الحفر الكبيرة ووعورتها.
غير إن الجهة المنفذة وهي فرع الإنشاءات في مصياف، وعلى لسان مديرها المهندس محمد وسوف الذي كشف لـ”تشرين”، الأسباب بأنهم كانوا قد أوقفوا لهم كتاب تسويغ مدة عدة أشهر ولم يصرفوا قيمة ذلك الكشف، وهذا سبب.
وتطرّق المهندس وسوف إلى أنهم قاموا مؤخراً بصرف قيمة ذلك الكتاب، وهي بيان تسويغ مدة وقيمته/ ٥٠٠ / مليون ليرة، وأن ورشاتهم عادت للعمل منذ أسبوع من خلال طحن الحصى لإعادة فرشها، ومن ثم تبدأ عملية التزفيت. مشيراً إلى أن هذه الأمور كانت سبباً وغيرها من الأمور الفنية الأخرى.
بالمختصر المفيد: إن التأخير في تنفيذ أي مشروع من شأنه أن يكلف كثيراً من جراء فروقات الأسعار المتسارعة، ولذلك دائماً ما كان من الأفضل الإسراع في عملية التنفيذ من دون إبطاء، إلا إذا كانت هناك مسوغات موضوعية تقرها شروط التنفيذ والعقد بين الطرفين. فكثيرة هي المشاريع المتعثرة، وطريق عام حماة- سلمية مثال آخر، وقس على ذلك.
وتبقى الأسئلة لماذا وكيف؟ وإلى ما لانهاية من الأسئلة.