دعماً للأطفال المصابين بالسرطان.. مؤسسة أليسار تقدم جلسات ترفيهية ومسرحيات هادفة لمساعدة المصابين
دمشق- أيمن فلحوط:
أمرٌّ في غاية الأهمية في هذا الزمن الصعب، أن تزرع البسمة على وجوه أطفال مصابين بالسرطان، وتدخل الفرحة إلى قلوبها وقلوب أهاليهم، من خلال جلسات ترفيهية، ومسرحيات هادفة، وهدايا رمزية، لتغيير سلوكيات الأطفال بدعم نفسي هادف من متخصصين ومتطوعين.
هذا ما تقوم به مؤسسة أليسار لرعاية ودعم أطفال السرطان، خلال تلك الجلسات، والتي كانت آخرها في حديقة تشرين متزامنة مع معرض الزهور.
النشاط الاجتماعي حمل عنوان (الله هو رمز الصدق) تضمن فطوراً صباحياً للأطفال وذويهم، مسرحية للخدمة الروحانية مع الأستاذة ظلال الشحاف وفريقها للأنشطة، وجلسة دعم نفسي لذوي الأطفال مع د. غنى نجاتي مدير برنامج الدعم النفسي في المؤسسة، مع فقرات منوعة قدمها فريق أليسار التطوعي للأهالي.
سعيدة بالنشاطات الترفيهية
أم محمد تتحدث عن ابنها محمد وعمره عشر سنوات، الذي وجد من خلال مؤسسة أليسار الرعاية والاهتمام من قبل القائمين عليها، مبينة أنها سعيدة بالنشاطات الترفيهية، وتحضرها مع ابنها المصاب، فيشعر بالسعادة حين يقوم بهذه النشاطات بأجواء حرصت المؤسسة أن تكون عائلية، ويقدم للأطفال الطعام والألعاب والهدايا في ختام النشاط.
وبصراحة أكبر نشعر كما يقال بالعامية ( “منفضفض” عن أنفسنا) وعلى صعيد المعالجة، تقوم المؤسسة بالتواصل مع مشافي المجتهد والبيروني بمساعدتنا لمتابعة العلاج، لكننا نعاني من تأمين بعض الأدوية المخصصة للعلاج، لكونها غالية الثمن وغير متوفرة.
د. نجاتي: الدعم النفسي للأطفال جزء مهم من حياتهم لتقوية المناعة
أما عمة أدم التي ترافقه بشكل دائم بعد انفصال والده عن والدته، فترى أن عليها القيام بأكثر من عمل تجاه واقع أدم، وهي ما نذرت نفسها لذلك وفقًا لما صرّحت به لـ” تشرين”، فيقيم معها بدمشق لاستمرار المعالجة، مشيرة إلى أن مؤسسة أليسار لم تقصر مع أدم خاصة بعد استئصال إحدى عينية المصابة، وقيامها بالدعم النفسي المتواصل له.
الإرادة والتصميم
وتشير المتطوعة في مؤسسة أليسار أملي سلوم إلى تجربتها مع المرض، ودور المؤسسة في تأمين الدعم النفسي لها، وكيف تحقق ذلك من خلال الفريق التطوعي، وحرص أمينة السر في المؤسسة على القيام بالنشاطات التطوعية للأطفال، وقيامها في الوقت ذاته بشرح ما تعلمته في ميدان التمريض من شرح مبسط خلال تلك الجلسات، وتتمنى الشفاء لجميع الأطفال.
وتبين أملي أنها بفضل الإرادة والتصميم، وبدعم المؤسسة والفريق التطوعي تمكنت من قهر المرض.
نشاطات مجانية
المدربة ظلال الشحاف من كنيسة الاتحاد المسيحي الانجيلية القادمة من حمص، لتقديم الدعم للأطفال، بيّنت أنها تحرص على تقديم الخدمات والنشاطات المجانية للأطفال، ونقوم بهذا النشاط بالتعاون مع المؤسسة منذ ثلاث سنوات بشكل متواصل، وكان التعاون على الدوام مثمراً بيننا في إيصال الرسالة التي نريدها تجاه الأطفال المصابين بالسرطان بالدرجة الأولى، بغية تجاوز حالة الإحباط التي يمكن أن يعيشوها من جراء مرضهم، وتالياً توفير الرسالة التشجيعية لهم للتسريع في الشفاء، ولكي يملكوا المقدرة على مواجهة المرض، خاصة أنهم أذكياء ومميزون مثل بقية الأطفال غير المصابين.
ويقوم عملنا بالدرجة الأولى على تقديم ألعاب مسلية تدخل الفرحة والسرور إلى قلوب هؤلاء الأطفال وأهاليهم، كما نشرك الأهالي في تلك الألعاب.
تترك أثراً طيباً
بدورها الدكتورة غنى نجاتي مديرة برنامج الدعم النفسي في المؤسسة تؤكد في حديثها لـ” تشرين” أن الدعم النفسي للأطفال جزء مهم من حياتهم خاصة للمصابين بالأمراض، فيساهم في تقوية المناعة النفسية لهم، لكونها مرتبطة بحياتهم اليومية، وتعطي الطفل مساحة خارج المشفى والمشاكل الاقتصادية الأسرية، فتمنحه الصلابة النفسية لتحمل الشدات النفسية التي يمكن مواجهتها وبالأخص لمرضى السرطان.
صافيا: الهدف من الفعاليات إدخال الفرحة لقلوب الأطفال والأهالي
وأضافت الدكتورة نجاتي، هذه الفعاليات التي نقوم بها، وقد تكون بسيطة بنظر الآخرين، لكنها تترك أثراً كبيراً عند الأطفال، فاللعب والمساحات الترفيهية هي جزء من الكماليات عند بعض الأسر التي لا تستطيع تأمينها، وبالأخص التي لديها طفل مصاب بالسرطان، وتالياً يتحقق ذلك حين نعمل نشاطاً ترفيهياً للأطفال في الحديقة مصحوباً بالألعاب الهادفة من قبل متخصصين في هذا المجال، ما يؤدي لدعم نفسي يساعد صحته الجسدية ويسرع من عملية الشفاء، ويتقبل الجرعات والأدوية والأشعة بشكل أفضل من قبل، ويصبح التحسن أسرع والانتكاسات أقل.
وتؤكد الدكتورة نجاتي أنّ الدعم النفسي جزء من العلاج الطبي، وهو بروتوكول تتعمد مؤسسة أليسار الاعتماد عليه، لتفريغ الحالة الانفعالية للطفل وبمرافقة الأم وأخوته وأقاربه، كما نقوم أيضًا بإجراء جلسات دعم نفسي للأم ليلعبوا معه ويتلقوا الهدايا مثله، فيشعر عندها بالانتماء للعائلة بشكل أكبر في مختلف المناسبات.
إدخال الفرحة
أمينة سر مؤسسة أليسار لرعاية الأطفال المصابين بالسرطان عضو مجلس محافظة دمشق باسمة صافيا ترى أنّ الهدف من الفعاليات التي تقوم بها المؤسسة في هذه الجلسات الترفيهية يكمن في إدخال الفرحة لقلوب الأطفال، والبهجة لقلوب الأهالي، والذين بحاجة أيضاً مثل أولادهم لجلسات الدعم النفسي بشكل دائم، ووصل عددهم إلى عشرين طفلاً، لتفريغ تلك الشحنات والانفعالات الموجودة بداخلهم، وبشكل أو آخر نقدم من خلال ذلك المساعدة في رعاية الأطفال، ونساعد الأهالي في التعامل مع تلك الحالات الخاصة بأولادهم، حين نتعرف إلى كل حالة على حدة.
بالمحصلة وفق أمينة السر صافيا هدف المؤسسة الوصول إلى قلوب الأطفال لمعرفة كل وجع وألم يصيبهم، وماذا يمكن أن نقدم من مساعدة، سواء كان ذلك نفسياً أو جسدياً أو صحياً.
وتتوجه صافيا بالتقدير لأصحاب القلوب البيضاء، الذين يقدمون المساعدة في عمل المؤسسة وللمتطوعين من أفرادها لمساعدة الأطفال المصابين بمرض السرطان.