لماذا نشعر بالتوتر والإرهاق في الأجواء الحارة؟
تشرين:
مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، تتفتح الأوعية الدموية، وهو ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم ويجعل القلب يعمل بجهد أكبر لدفع الدم في جميع أنحاء الجسم.
ويمكن أن يسبب هذا أعراضاً خفيفة مثل الطفح الجلدي الناتج عن الحرارة، أو تورم القدمين نتيجة حدوث تسرب في الأوعية الدموية.
في الوقت نفسه، يؤدي التعرق إلى فقدان السوائل والأملاح، والأهم من ذلك أن هذا يؤدي إلى تغير في التوازن بينهما.
عندما ترتفع درجات الحرارة وتزداد نسبة الرطوبة في الجو، يصبح الشعور بالحرارة أكثر خطورة وإزعاجاً بالنسبة للكثيرين، وقد فسَّر خبراء أسباب هذا الشعور الغير مريح وتأثيراته الصحية.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن الخبراء تفسيراتهم للسبب الذي يجعلنا نشعر بالتوتر والإرهاق في الأجواء الرطبة؛ حيث قالت منسقة البرامج العامة في هيئة الأرصاد الجوية الأميركية جيسيكا لي: إنه كلما زادت سخونة الطقس، زادت قدرة الهواء على الاحتفاظ بالرطوبة، ولهذا السبب يمكن أن يكون يوم الصيف الحار أكثر لزوجة من صباح ضبابي في الربيع.
وأضافت جيسيكا لي: يمكن للرطوبة العالية أيضاً أن تمنع الجسم من التبريد بشكل فعال، ما يجعل الحرارة أكثر خطورة أيضاً.
من جانبه، قال أستاذ طب الطوارئ في جامعة بنسلفانيا الدكتور أنتوني مازيو: إنه عندما ترتفع درجة حرارة الجسم، فإنه يرسل خليطاً من الماء والملح إلى سطح بشرتك؛ حيث يخرج من المسام على شكل عرق؛ لكن العرق بحد ذاته ليس هو ما يبرد الجسم؛ إنها فيزياء التبخر، مضيفاً: إن مشكلة الرطوبة العالية هي أن الهواء الممتلئ -أو شبه الممتلئ- بالرطوبة، يمنع العرق من التبخر بكفاءة، وعندما لا يتبخر العرق، لا يمكن لجسم أن يبرد، وعندما لا يتمكن من التبريد، يتعرق أكثر.
بدوره، ذكر الدكتور راهول شارما، رئيس طب الطوارئ في كلية طب «وايل كورنيل» ومستشفى «نيويورك بريسبيتيريان»: عندما يتبخر العرق، فإنه يزيل الحرارة من الجسم، ويتطلب العرق طاقة حتى يتبخر، وعندما يتبخر من جلدنا فإنه يأخذ تلك الطاقة من حرارة الجسم، ما يبردنا.
وأضاف شارما: إن الرطوبة العالية يمكن أن تسبب انقباض الشعب الهوائية، ما يعني ضيقاً بها، وهذا أكثر خطورة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الربو، لافتاً إلى أن الهواء الرطب يحبس أيضاً المواد المسببة للحساسية والملوثات، وينمو العفن بسهولة أكبر في الظروف الرطبة، كل هذا يمكن أن يجعل التنفس أكثر صعوبة.
وللتغلب على الرطوبة وآثارها، يينصح الخبراء باتباع بعض الخطوات البسيطة:
-شرب كميات كافية من الماء والسوائل لمنع الجفاف الذي يمكن أن يسببه التعرق الزائد.
-ممارسة النشاطات البدنية الشاقة في أوقات الصباح الباكر أو المساء حينما يكون الجو أبرد.
-استخدام مروحة أو تكييف الهواء لتقليل الرطوبة في الأماكن المغلقة.
– الابتعاد عن الأماكن التي تعاني من ارتفاع نسبة الرطوبة، خاصة في الأيام الحارة.
باختصار، فهم أثر الرطوبة العالية على الصحة يمكن أن يساعد في تخفيف التوتر والإرهاق خلال فصل الصيف، والحفاظ على راحة الجسم والعافية العامة.