بإنتاج متوقع يقارب ٤٢ ألف طن.. مزارعو البطيخ في درعا يستعدون لجني بواكير محصولهم
درعا – عمار الصبح:
يستعد مزارعو البطيخ في محافظة درعا لجني باكورة إنتاجهم من المحصول، والذي من المتوقع أن يدخل حيز الإنتاج خلال الفترة القريبة القادمة، وسط توقعات بتحسن الإنتاجية هذا الموسم.
مزارعون أشاروا إلى أن الموسم لا يزال في طور البداية، فالكميات التي جرى قطافها لا تزال متواضعة، وهي محصورة في المنطقة الغربية من المحافظة، والتي عادة ما يبدأ الإنتاج فيها باكراً. فيما من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة دخول الحقول المزروعة بالبطيخ في باقي المناطق حيّز الإنتاج بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة والتي تساعد في إنضاج المحصول، وتالياً زيادة تدفق كميات أكبر من المحصول بشقّيه الأحمر والشمّام إلى الأسواق.
وبيّن رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة المهندس وائل الأحمد، أن المساحات المزروعة بالبطيخ الأحمر في درعا تقدر بحوالي ٥٥٠ هكتاراً، وهي بأغلبيتها مزروعة ريّاً، باستثناء مساحات بسيطة تمت زراعتها بعلاً، فيما تصل تقديرات الإنتاج الأولية إلى ما يقارب ٤٢ ألف طن.
وأضاف الأحمد : يعدّ البطيخ من المحاصيل الصيفية المهمة التي جرى التوسع بزراعتها في المحافظة، وقد بات يحظى بمكانة متميزة بين المحاصيل الصيفية، حيث حققت زراعته نجاحاً نسبياً سواء من حيث النوعية والنكهة المميزة أو الإنتاجية، إذ يصل متوسط مردودية الهكتار الواحد إلى ما يقارب ٧٥ طناً، إضافة إلى أن الموسم يوفر الكثير من فرص العمل المحققة في جني المحصول وتحميله.
بدوره، أشار أحمد عقلة وهو أحد مزارعي البطيخ، إلى العديد من التقنيات التي بات يستخدمها المزارعون لضمان الوصول إلى إنتاج مبكر، ومنها الاعتماد على تغطية البذور بالنايلون والأقواس المعدنية في بداية الزراعة، لحماية المحصول من العوامل الجوية، وبالتالي تهيئة الظروف المناخية المناسبة، وهذا ما يُسرع في عملية إنضاجه ويتيح للمزارعين الاستفادة من الأسعار قبل أن يرتفع عرض المادة في السوق مع دخول الإنتاج الرئيسي، لافتاً إلى تقنية أخرى وهي تطعيم الشتول على أصل “قَرْع” للتخلص من مرض الذبول.
وتتركز أبرز شكاوى مزارعي المحصول حول احتمالية تدنّي الأسعار خلال فترة دخول الإنتاج مرحلة الذروة وإغراق الأسواق بالمحصول، وخصوصاً أن الإنتاج يفيض عن حاجة المحافظة، ما يدفع باتجاه تسويقه إلى سوق الهال المركزي بدمشق وأسواق المحافظات المجاورة، وهذا يعني مزيداً من التكاليف المتمثلة بأجور النقل التي باتت مرهقة، هذا فضلاً عن ارتفاع تكاليف الرّي بالنظر إلى ما يحتاجه المحصول من كميات كبيرة من المياه، إذ يقدر استهلاك الرأس الواحد من البطيخ، بما يقارب ٤٠٠ ليتر من المياه حتى يأخذ وزنه المثالي، ما بات يطرح علامات استفهام كبيرة حول موضوع الجدوى في ظل استنزاف جائر للمياه، بدأت آثاره تظهر للعيان في المحافظة.