وفرة تخازين السدود تبشّر المزارعين بموسم ريّ جيد.. والأولوية للأشجار المثمرة

تشرين- صفاء اسماعيل:
مع بدء موسم الري في اللاذقية، تنفّس المزارعون الصعداء لفتح دورات السقاية في موعدها، قبل أن تعاني الأشجار المثمرة من العطش الشديد ويسعى المزارعون وراء الحلول الإسعافية لإرواء محاصيلهم، وخاصة في ظل معاناتهم العام الماضي من موسم ريّ شحيح أرخى بثقله على تأخر دورات السقاية والتقنين الذي طالها مدفوعاً بتدني نسبة تخازين السدود.
وأوضح عدد من المزارعين في حديث لـ”تشرين” أنه تم فتح دورات السقاية هذا الموسم في وقتها، فالأشجار المثمرة بدأت تعطش مع بداية ارتفاع درجات الحرارة، فيما استغرب آخرون من البدء بدورات الري في قرى وتأجيلها في أخرى، مطالبين بعدم التأخر أكثر بفتح أول ريّة، لأن الأشجار عطشى، ولا سبيل إلى إروائها في ظل عدم توفر الإمكانات.
بدوره، أكد مدير الموارد المائية المهندس محمود القدار في حديث لـ”تشرين” أن العامل الجيد في موسم الري الحالي هو وفرة المياه ووصول نسبة تخازين السدود إلى 87%، وعمل المفيض في سدود كل من 16 تشرين، بلوران، السفرقية، وذلك بفارق كبير عن نسبة التخزين خلال العام الماضي التي بلغت 60٪.

وبيّن أنه تم البدء بتنفيذ برنامج الري الذي وضعته لجنة مشتركة من: اتحاد الفلاحين، مديرية الزراعة ، الموارد المائية برئاسة معاون مدير الزراعة، حيث تم فتح دورة السقاية للمرحلة الأولى في سد 16 تشرين 22 أيار الجاري بعد إدخال القناة الرئيسة في الخدمة ، فيما تم اليوم فتح المرحلة الثانية، على أن تأتي المراحل اللاحقة تباعاً، حيث يتم تنفيذ 14 ريّة، مدة كل واحدة 25 يوماً، وبين كل ريّة وأخرى 5 أيام ويبلغ حجمها 28 مليون م٣.
وأشار القدار إلى أن سد 16 تشرين يخدّم أغراض الري والشرب، إذ توجد كميات مياه محجوزة لصالح المؤسسة العامة لمياه الشرب، مدللاً بحجز 30 مليون م٣ لمحطة التصفية، 10 ملايين م٣ لآبار الصفصاف والجنديرية ، وهي تخدم بشكل كبير مياه الشرب.
وحسب القدار، من المقرر البدء بدورات الري في سد الثورة مطلع حزيران المقبل بواقع 3 ريّات على أن يتم الاحتفاظ بريّة واحدة للعام القادم تحسباً لتأخر هطول الأمطار، فيما سيبدأ الري من سد بلوران 1 حزيران المقبل بواقع 9 ريّات كل واحدة منها 1.1 مليون م٣ ، ومدة الري 10 أيام. لافتاً إلى أن السدود السطحية بالعادة لا يتم إخضاعها لبرنامج محدد، باعتبارها صغيرة وحسب طلب الوحدات الإرشادية ومجموعات الري العامة.

إلى منطقة جبلة، أوضح القدار أن جميع شبكات الري تم تشغيلها في 21 أيار الحالي كمرحلة تجريبية لمراقبة جميع قنوات الشبكة والتأكد منها وإجراء الصيانة والعزل للشبكة في حال اكتشاف أعطال، مبيناً أنه تمت صيانة بعض الأعطال.
وأكد أن برنامج الري الأساسي محدد للأشجار المثمرة، لكن في الوقت ذاته تتم الاستجابة لمزارعي الخضار من خلال السدود الصغيرة حيث نقوم بتمديد دورة الري أو ضخها في غير موعدها، وذلك حسب الحاجة والحالة.

وأوضح القدار أن ورشات الموارد المائية قامت بتعزيل 70 كيلو متراً من المجاري المائية وأقنية الري المكشوفة الممتدة، وصيانة شبكات الري في مختلف المواقع بريف المحافظة،بالإضافة لصيانة التجهيزات الكهربائية والميكانيكية في محطات الضخ. مشيراً إلى أنهم كانوا يعانون من خروج خزان “قسمين” من الخدمة نهاية الموسم الماضي نتيجة تضرره من الزلزال، حيث تم التعاون مع “الفاو” وتنفيذ خزان معدني كحل إسعافي ووصله مباشرة مع الشبكة، وقد تمت تجربته بنجاح وسيتم إرواء 4850 هكتاراً في ناحية عين البيضاء .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار