أعطال متكررة وحلول مؤقتة ترغم أهالي “السنكري” في حمص على شراء المياه

حمص – ميمونة العلي:
يضطر أهالي قرية السنكري التابعة لمنطقة المخرم، شرقي حمص، لشراء المياه مجهولة المصدر من الصهاريج بمبالغ كبيرة ٣٠ ألفاً للمتر المكعب الواحد الذي يكفي عائلة من خمسة أشخاص ليومين أو ثلاثة فقط- مع التقنين – في هذا الطقس الحار، وهذه حال متكررة لأهالي القرية مع استمرار أعطال مجموعة الضخ العاملة على الديزل بين الحين والآخر، حيث تشرب قرية السنكري من بئرين ترويان ثلاث قرى أخرى: أم السرج شمالي- أم السرج جنوبي- أم جامع بالإضافة إلى قرية السنكري التي تضم العدد الأكبر من السكان.
واكتفى رئيس الوحدة الاقتصادية في المخرم الفوقاني المهندس أحمد إبراهيم بنفي كون قرية السنكري لم تشرب نقطة ماء واحدة منذ أكثر من ١٥ يوماً موضحاً أن عطلاً أصاب مجموعة الضخ منذ حوالي عشرة أيام وتم إصلاحه البارحة وبدأ الضخ منذ أمس، وخلال ستة أيام ستكون القرية قد ارتوت جميعها.
ولأن هذه الإجابة لا تشفي غليل سؤال مَن يقتطع مِن لقمة عيشه ليملأ خزان المياه، تواصلت (تشرين) مع رئيس بلدية السنكري المهندس راشد أبو طربوش فأوضح أن الخط الكهربائي الذي يغذي البئرين اللتين ترويان السنكري الموجودتين في قرية أم السرج الجنوبي، كان معفى من التقنين من الساعة التاسعة حتى الحادية عشرة ليلاً، ثم من الثانية عشرة ليلاً حتى السادسة صباحاً، أي كان يحصل على ثماني ساعات تغذية كهربائية يومياً، وكانت هذه المدة كافية لساعات ضخ تؤازرها مجموعة التوليد العاملة على الديزل لتصل ساعات الضخ إلى ١٢ ساعة، وهي المدة الكافية للوصول إلى كمية مياه تصل إلى قرية السنكري التي تبعد ٨,٥ كم عن مكان وجود البئرين، ويبلغ عدد سكانها حوالي تسعة آلاف نسمة، وتحتاج إلى ضغط معين في الشبكة حتى تصل المياه إليها وتم تقسيمها إلى خمسة أحياء ليتم ريها بالتتابع أي دور المياه كلُّ خمسة أيام في قرية السنكري ثم كل يومين لري قريتي أم السرج (شمالي وجنوبي) وأم جامع.
والمستجد، حسب أبو طربوش، قيام شركة الكهرباء بتخفيض عدد الساعات المعفاة من التقنين إلى ثلاث ساعات فقط منذ أكثر من خمسة أشهر، وهذا جعل ساعات تشغيل محرك الديزل تزداد فزادت الحاجة للديزل ولزيت المحركات وزادت الأعطال، وأن هذه المحركات تعمل وفق خطة موضوعة بحسب كمية الوقود من مؤسسة المياه .
وعن تكرار الأعطال في مجموعة التوليد الحديثة العهد التي تمّ تركيبها بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة قبل سنة ونصف فقط؟ أوضح رئيس البلدية أن مجموعة التوليد ليست معطلة بل كان ينقصها (زيت المحرك) وأنه بعد التواصل والتنسيق مع الجهات المعنية بالمياه كافة قام باستعارة ١٩ كغ من الزيت على مسؤوليته الشخصية وتم إعادة الضخ.
وعن تكرار انقطاع المياه منذ فترة ليست بالبعيدة أوضح أن العطل السابق كان حاجة مجموعة التوليد إلى (كف إلكتروني) بعد أن تعطل وتم شراء كف جديد والانقطاع حينها لم يتعدَّ الأسبوع.
وعن العطل الأسبق حيث لم تكن هناك مدخرة لتشغيل المحرك ووجوب مصارحة المواطن وعدم تركه نهباً للشائعات، أوضح رئيس البلدية أن أحد المغتربين تبرع بمدخرة لمجموعة التوليد، وكذلك تبرع أحد أبناء القرية بمدخرتين بعد أن بقي المحرك أربعة أشهر من دون مدخرة ريثما تم توفير مدخرة من قبل مؤسسة مياه حمص.
وعن ضمان عدم تكرار هذه الانقطاعات الطويلة الأمد التي تفرغ جيوب ذوي الدخل المحدود الذين يختارون الماء في سلم الأولويات قبل الخبز مثل كل البشر، لفت رئيس بلدية السنكري إلى أن هناك جهوداً ستثمر قريباً بتشغيل البئر الثانية ذات الغزارة الضعيفة ٢٥ متراً مكعباً في الساعة و العاملة حالياً فقط على الكهرباء أي لمدة ثلاث ساعات فقط المدة الخارجة عن التقنين وهي عملياً خارج الخدمة وبعد جهود واقتراحات عدة تم تركيب مجموعة توليد خاصة بالبئر مؤخراً بالتعاون مع مدير الجاهزية في وزارة الموارد المائية المهندس محمود الصالح، لكن لم يتم تشغيلها حتى الآن لأنها أيضاً بحاجة إلى زيت محركات وتوصيلات كهربائية وخطة تشغيل، ونتمنى أن يتم وضعها في خطة التشغيل بشكل استثنائي لأننا في أزمة مياه حقيقية.
وعن مقترحاته لحل دائم كتشغيل البئرين بالطاقة البديلة لكون أعطال المحرك متكررة والتقنين يزداد، أوضح أن هناك جهة من الأمم المتحدة درست موضوع الطاقة الشمسية لضخ المياه منذ عام الـ٢٠٢٣، ووعدت أن يتم إدراجها في خطة العام الحالي، ولكن لم نعد نسمع عن أي تقدم في هذا الموضوع واقترح الأهالي أن يكون هناك تبرع وفق موافقات رسمية لمبلغ معين على أن يكون كدفعة من تكلفة الطاقة الشمسية خاصة بعد أن تبرع الأهالي بثلاثة دونمات أرض قرب البئرين لتركيب ألواح الطاقة الشمسية وبانتظار أن يثمر هذا الموضوع حتى لو احتاج إلى وقت طويل لأنه الحل الأكثر ديمومة الآن كما يبدو.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار