في قمة ثنائية بين رئيسي البلدين.. روسيا والصين توقِّعان بياناً بشأن تعميق الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي
تشرين:
وقّع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ بياناً حول تعميق علاقات الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي، وذلك بعد ساعتين ونصف الساعة من المباحثات في بكين اليوم الخميس.
وخلال محادثات القمة الروسية – الصينية التي عقدت اليوم بالصيغتين المصغّرة والموسّعة بحضور أعضاء الوفدين، أشار بوتين إلى أنه يتم حالياً تنفيذ 90% من مجمل المدفوعات بين البلدين بالروبل واليوان، مضيفاً أنّ تحويل المدفوعات إلى العملات الوطنية أعطى زخماً قوياً لتوسيع التعاملات التجارية.
وشدد بوتين على أنّ العلاقات بين روسيا والصين ليست انتهازية وليست موجهة ضد أحد، مشيراً إلى أنّ روسيا والصين تدافعان بشكل مشترك عن مبادئ الديمقراطية والنظام العادل في العالم.
وأضاف أن موسكو وبكين شكلتا محفظة كبيرة تضم 80 مشروعاً استثمارياً مشتركاً كبيراً في مجموعة واسعة من المجالات.
من جانبه، ذكر شي جين بينغ أنّ العلاقات بين روسيا والصين هي “معيار التعاون بين القوى الكبرى” وتتميز بالاحترام والثقة والصداقة والمنفعة المتبادلة، مؤكداً عزم بلاده على أن تكون “جاراً جيداً وصديقاً وشريكاً موثوقاً” لروسيا.
وشدد الرئيس الصيني على أن بكين وموسكو تعدّان أنّ التسوية السياسية هي الطريق الصحيح لحل الأزمة الأوكرانية.
قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بكين، إنّ العلاقات بين روسيا والصين صمدت أمام اختبار تقلبات الوضع الدولي.
وشدد الرئيس الصيني على أن العلاقات الروسية – الصينية أصبحت معياراً للعلاقات بين الدول الكبرى.
وأضاف: «تصادف هذا العام الذكرى الـ75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وروسيا. وعلى مدى ثلاثة أرباع القرن الماضية، ترسخت العلاقات الصينية- الروسية في ظل ظروف صعبة وصمدت أمام اختبار الوضع الدولي المتغير. هذه العلاقات باتت اليوم بمثابة معيار للعلاقات بين الدول الكبرى والدول المتجاورة، والتي تتميز بالاحترام المتبادل والثقة والصداقة والمنفعة المتبادلة».
وأشار الزعيم الصيني إلى أنه التقى بوتين 40 مرة على الأقل على مرِّ السنين.
وقال: «مثل هذه العلاقات الوثيقة تسمح لنا بتحديد الاتجاهات الإستراتيجية للحفاظ على ديناميكيات النمو المستقر والسريع للعلاقات الروسية الصينية، والتي لم يتم التوصل إليها بسهولة، وبالتالي تستحق الحرص الكبير جداً».
وشدد الرئيس الصيني على أن التنمية المستدامة للعلاقات بين الصين وروسيا، تلبي ليس فقط المصالح الأساسية للبلدين والشعبين، بل وتفيد أيضاً قضية السلام والرخاء في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم.
وتابع شي جين بينغ: “في المرحلة الجديدة، نعتزم، كما هو الحال دائماً، المحافظة على حسن الجوار والصداقة الوثيقة والشراكة الراسخة مع روسيا، وأن نعمل باستمرار على تعزيز الصداقة الممتدة منذ قرون بين الشعبين، والسعي المشترك لتحقيق تنمية التعاون المشترك للجهود المبذولة للدفاع عن المساواة والعدالة الدولية”.
من جانبه شدد الرئيس بوتين على أنّ العلاقات بين روسيا والصين ليست موجهة ضد أي جهة، وإنما تدافع عن مبادئ العدالة والقانون والديمقراطية، مؤكداً نجاح التعاون على مختلف المنصات الدولية في الأمم المتحدة ومجموعة “بريكس” ومنظمة شنغهاي للتعاون.
وقالت الخارجية الصينية في بيان لها إنّ تطور العلاقات الصينية الروسية أصبح بمثابة “عامل إيجابي للحفاظ على الاستقرار الإستراتيجي العالمي وإضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية”.
وأكد البيان أنّ الصين وروسيا باعتبارهما عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي، ومن دول الأسواق الناشئة الرائدة، تعملان على تعميق التعاون الإستراتيجي وتوسيع نطاق التعاون متبادل المنفعة، وقد اتخذتا خياراً استراتيجياً مشتركاً تماشياً مع النزعة التاريخية لتشكيل عالم متعدد الأقطاب والعولمة الاقتصادية”.
وبدأ فلاديمير بوتين مساء الأربعاء زيارة دولة إلى الصين تستمر يومين، هي الأولى له منذ إعادة انتخابه رئيساً.