مسلسلاتنا السورية.. تقع في فخ الأداء المسرحي والتضخيم للمشهد
تشرين- حلا خيربك:
لا يمكننا أن ننكر المستوى العالي والعدد الهام والبارز للمسلسلات السورية المنتجة لرمضان 2024 لكن يبدو أنه لابد من الإشارة إلى ملاحظتين تشمل جميع الأعمال المعروضة.. أولها: الأوفرة المسرحية: للأسف كثيراً ما نشاهد ممثلينا يكثرون من الصراخ والأوفرة بالأداء لدرجة ماقد نسميه بالعامية البوجقة والجعير والعرير، وكأن المشاهد لا يسمع !.. والمبالغة بابتداع الحركات سواء بالوجه أو الجسم بشكل عام في محاولة لشد انتباه المشاهد أو نقل الإحساس له بضخامة الحدث أو الموقف، وللأسف عند التدقيق بالحالة نجد أن اللوم لا يقع على الممثل ، حيث أن المشهد المكتوب فعلا يتطلب هذا التضخيم، وهنا نضطر لأن ننتقل للملاحظة الثانية.
التضخيم المشهدي: القصة الجيدة التي تسير بشكل صحيح سواء كانت البطولة جماعية أم فردية لا تتطلب المبالغة وزج المشاهد المقحمة للحفاظ على جذب المشاهد لمتابعة المشاهدة، حيث تتصاعد الأحداث بتشويق طبيعي حتى تصل إلى الحبكة غالباً في الثلث الأخير من العمل الدرامي أو المسلسل، إذا خصوصية وجودة القصة المكتوبة أي النص الجيد لابد أن يجذب المشاهد لمتابعة الحلقة تلو الأخرى بطبيعة الحال، بينما يبدو أن مايحدث، طبعاً ونتيجة التدخل والتعديل عدة مرات على النص، أننا بدأنا نضع ذروة لكل حلقة ولا بأس بالأمر اذا كان بعيدا عن الإقحام والبوجقة، ثم يبدو أننا انتقلنا للذروة المشهدية..
صدقاً من دون مبالغة بدأنا نرى ذروة استعراضية فارغة في أغلب المشاهد، ليبدو أن الفعل درامي ومؤثر بينما يجب أن لا يتطلب الأمر كل ذلك ، ما يؤثر على أداء الممثل كنتيجة عامة في نهاية العمل، وعلى القصة التي قد تكون فعلا مهمة وذات حبكة مؤثرة لكن قد لا تبدو شيئاً وسط هذا التضخيم لكل مشهد!
يجب أن يكون الهدف أن يحكم الجمهورعلى المسلسل في النهاية بأنه مسلسل جميل وشيق ومؤثر وليس على الحلقة ولا على المشهد..