من شأنها أن تخفف من فاتورة الاستيراد وتوفر القطع الأجنبي… الأرقام الأولية مبشرة بإنتاج قمح جيد
حماة – محمد فرحة:
بدأ المعنيون بتقديرات إنتاجنا من القمح للموسم الحالي بشكل مطمئن ويدعو إلى التفاؤل، خلافاً للسنوات الماضية، ويرى المعنيون أن ما توفر للمحصول هذا الموسم يختلف عن السنوات السابقة، زد على ذلك الظروف المناخية المثلى والهطولات المطرية التي تعدت معدلاتها السنوية بكثير في العديد من مناطق الاستقرار وحتى أعماق البادية والمحافظات الشرقية.
فإذا كان إنتاج محافظة حماة العام الماضي ٢٢٣ ١٩٣ طناً رغم الشح المطري وموجة الجفاف، فهذا العام يختلف كلياً على أقل تقدير حتى الآن، حيث من المتوقع أن يصل الإنتاج إلى ٢٥٠ ألف طن رغم أن نسبة تنفيذ الخطة الزراعية أقل من العام الماضي.
هذا ما أوضحه مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير لـ “تشرين”.
وأضاف: هذا العام مختلف، فالمساحات التي زُرعت بعلاً سيكون إنتاجها جيداً، فقد أنعشتها الأمطار الأخيرة، فكيف سيكون الحال بالنسبة للزراعات المروية؟
فإذا كان الدونم يعطي ٢٥٠ كيلو غراماً فنتوقع أن يعطي هذا العام من ٣٠٠ إلى ٣٥٠ كغ، أي بمعدل من ٣ إلى ٤ أطنان في الهكتار الواحد .
وتسأل “تشرين”: لكن مازال هذا الرقم قليلاً وضعيفاً إذا ما تمت مقارنته بالإنتاج المميز والموضوعي للهكتار الواحد وهو من ٨ إلى ١٢ طناً.
فيوضح مدير زراعة حماة: هذا ما يحدث في الحقول الإكثارية المثالية وعندما تتوافر كل المعدلات السمادية في حدها الأعلى.
كاشفاً أن إنتاج “زراعة حماة” لوحدها العام الماضي كان ٨٨ ألف طن، لكن من مساحة أكبر من هذا العام، لكن الظروف الجوية هذا العام تختلف عن العام المنصرم لجهة المعدلات المطرية ومقدار كميات الأسمدة، فنأمل أن يصل إنتاج زراعة حماة لوحدها إلى ٩٥ ألف طن.
وتطرّق باكير إلى الجهود التي بذلت في مكافحة السونة ومرض الصدأ والسبتوري، كل ذلك أسهم وسيسهم في الوصول إلى إنتاج أقل ما يقال عنه بأنه أفضل من السنوات الخمس الماضية كلها.
من جانبه، بيّن مدير إكثار بذار حماة المهندس لؤي الحصري أن المساحة المزروعة في الحقول الإكثارية بلغت ٥٣ ألف دونم تم التعاقد عليها مع المزارعين، مخطط أن تعطي إنتاجاً لايقل عن الـ٢٥ ألف طن تقريبأ.
مضيفاً: إن المعطيات كلها تشي حتى اليوم بأننا ذاهبون نحو إنتاج من القمح أفضل بكثير من الأعوام السابقة، وهذا ما نعمل عليه وتعمل كافة الجهات المعنية اقتصادياً وزراعياً باننظار موسم الحصاد، حيث تتوضح كل الأمور والتي نريدها بيادر.
وفي سياق متصل، فقد تم إطلاق المياه من بوابات بحيرة قطينة في شبكة ري حمص حماة لإرواء الريّة التكميلية للقمح على طول هذه الشبكة، حيث تم تخصيصها بأربعة ملايين متر مكعب.
وفي الجانب الآخر تم إطلاق المياه من سد الرستن لإرواء المحصول في مجال زراعة سهل الغاب وطار العلا العشارنة وصولاً إلى بوابات القرقور شمالاً لحدود تخوم محافظة إدلب، وبذلك يمكننا القول بأن ٧٥ % تقريبأ من مستلزمات الإنتاج قد توافرت هذا العام لمحصولي القمح والشعير وتحديداً القمح، ما يجب أن ينعكس إيجاباً على كميات الإنتاج.
بالمختصر المفيد إذا كان إنتاجنا من القمح العام الماضي حوالي الـ ٧٣٧ ألف طن فنأمل أن يصل هذا العام إلى المليون ويزيد على ذلك، الأمر الذي سيخفض كثيراً في فاتورة الاستيراد ويوفر القطع الأجنبي وينعش اقتصادنا وأمننا الغذائي، وهذا يتطلب تضافر الجهود كلها.