عن (وصايا الصبّار ونقطة انتهى).. السيناريست فادي حسين: هما دراما اجتماعية وارفض اعتبارهما أعمالاً بوليسية

تشرين- سامر الشغري:

سجل لنا موسم الدراما الحالي بزوغ أسماء شابة في فضاء الكتابة، فرضت نفسها ورفدت كتابة السيناريو في سورية بدماء جديدة، لتعوض هذا النقص الحاصل بعد سفر وغياب الكثير من الأسماء، وكان الكاتب والسيناريست الشاب فادي حسين أحد هذه النجوم الجديدة.

حيث قدم فادي هذا الموسم عملين من الدراما الاجتماعية حققا مشاهدات عالية، فضلاً عن أنهما حملا نفساً جديداً في الطرح وكيفية التناول، هما /وصايا الصبار/ للمخرج سمير حسين، و/نقطة انتهى/ إخراج محمد عبد العزيز، شكّل من خلالهما منعطفاً مهماً في مسيرته ككاتب بعد أن قدم لنا قبل ستة أعوام عملاً كوميدياً هو /حارة خارج التغطية/.

من الكوميديا

وعن انتقاله إلى كتابة الدراما الاجتماعية بعد أن كان قدم نفسه ككاتب كوميدي يقول فادي: اعتقدت في بدايات تجربتي بالكتابة التلفزيونية أنني صاحب حسٍّ كوميدي، لكن تبين لي لاحقاً أنني كنت متأثراً بتجربة كتّاب آخرين في الكوميديا وخاصةً كوميديا الموقف وما يكتبه الدكتور ممدوح حمادة وغيرهم، وبالتالي سوف أكون نسخة عن غيري ولن أضيف شيئاً لذاتي على مستوى الكتابة..

وبكل شفافية يعلن فادي أن مسلسل (حارة خارج التغطية) لا يمكن عدّه عملاً ناضجاً ويستحق التنويه لاعتبارات عدة منها أنه كان محاولة لا أكثر مع شركة ومخرج لا يفهمان الصنعة وفقاً لتعبيره، ومن هنا وجد نفسه في كتابة الدراما الاجتماعية التي تحمل أحداثاً ونفساً تشويقاً أكثر، وليس بالضرورة أن تكون عن الجريمة وما شابه ذلك من تصنيفات الدراما.

وعن درجة الصعوبة في تحويل مسرحية (ماكبث) لشكسبير التي تتحدث عن الأسطورة وعوالم الساحرات إلى نص حكاية درامية محلية بوليسية مع (وصايا الصبار)؛ أجاب فادي أن هذا الأمر ليس صعباً بالمعنى الحرفي، خصوصاً مع نصوص شكسبير التي تبدو في موضوعاتها وقضاياها معاصرة، ويمكن إعدادها وطرحها وصياغتها لتتناسب مع كل زمان ومكان، لهذا تأتي عظمة مؤلفات شكسبير وغيره من الكتّاب الذين يمكن أن تعيش نصوصهم لسنوات بل ولقرون.

عن (وصايا الصبّار)

(وصايا الصبار) الذي يلعب أدوار البطولة فيه عبد المنعم عمايري وعابد فهد، كما صار يعرف الكثيرون؛ مأخوذ- بحسب فادي- عن قصة مبنية على الجسم الأدبي لماكبث، وقد نفذت كعمل درامي في كذا دولة، لكن (وصايا الصبار) هو نسخة جديدة تحاكي شارعنا السوري ومشاكله وهمومه.

ولأن عدد حلقات (وصايا الصبار) كانت أقل من المعتاد في دراما رمضان، سألناه من الذي يحدد ذلك: الجهة المنتجة أم حدوتة العمل؟ فأجاب بصراحة وبكل التأكيد شركات الإنتاج هي من تحدد وتتفق مع الكاتب، وهي بدورها مرهونة بطلب المحطات العارضة التي لها الكلمة الأخيرة في هذا الخصوص، ليس فقط في عدد الحلقات بل حتى أحياناً في الموضوعات التي يمكن تناولها..

وعن عمله الآخر (نقطة انتهى) الذي لعب بطولته عابد فهد؛ فيرفض فادي تصنيفه بالعمل القائم على الجريمة فقط على منوال القوالب الأمريكية التي تفترض وقوع جريمة غامضة ويتوجب على أجهزة الشرطة كشف ملابساتها وحل طلاسمها، أما (نقطة انتهى)؛ فهو دراما اجتماعية يحمل الكثير من القضايا الإنسانية: الخداع .. الحب.. النفاق السياسي والاجتماعي.. كما يطرح عدة أسئلة فيما إذا كان كل ما نشاهده في الحياة هو حقيقة أم زيف.

وحتى يحقق فادي أكثر درجة من الواقعية في كتاباته، فإنه يستعين في بعض المرات بأصحاب الاختصاص لتوفير المعلومة في الشأن الطبي والقانوني، فضلاً عن اعتماده على ثقافته ومعرفته الذاتية.

وعما إذا كان يجد دخول كتّاب دراما من الشباب سيؤدي إلى تحقيق طفرة وتطوير الكتابة الدرامية لدينا؛ فيرى أنّ إثبات علو كعب الكاتب يحتاج إلى خبرة واسعة بأصول الكتابة، تعتمد على تراكم مشاهدات الإنتاجات العالمية والعربية وحتى المحلية وتكثيف القراءات الأدبية ولاسيما الرواية، ويشير إلى أنّ النص الجيد يفرض نفسه على أكبر شركات الإنتاج من دون وساطة شرط توافر الموهبة.

ويختم فادي حديثه بالقول: الكتابة ليست أمراً سهلاً كما يظن البعض خاصة حين يتعامل الكاتب مع شركات إنتاج كبيرة ويشتغل مع نجوم كبار، ويتوجب عليه أن يكون حاضراً ذهنياً ومستعداً لأي طارئ قد يحدث فجأة..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار