أعمال كوميدية بلا مضامين هادفة.. وبرامج خفيفة تتعمد الإهانة والتنمر على الضيوف

تشرين- ميسون شباني:
على قدر التمّيز الذي تسير فيه الدراما السورية هذا العام عبر المواضيع الجادة التي تقدمها في الدراما الاجتماعية ،إلّا أنها تشهد انحداراً واضحاً بطروحاتها الكوميدية التي شهدت تراجعاً لافتاً هذا العام، وبات المزاج الكوميدي المقدم أميل للتهريج والإسفاف وباتت السمة الأبرز فيه الشتائم والسباب وطبعاً لا يتوقف هذا عند الأعمال الكوميدية بل تعداها إلى البرامج التي تعدّ نفسها تقدم مقالب كوميدية وتجعل الفنان يخرج عن هدوئه ليظهر أبشع ما لديه فهل هذه هي الكوميديا؟!

كوميديا رومانسية..
البداية مع مسلسل “عريس تحت الطلب” والباحثين عن الحب والارتباط ،وتحت هذا المسمى تنطلق فكرة تأسيس جمعية للتعارف وتوفيق الأحبة.. العمل يحمل بصمة المخرج عمار تميم ويحمل لمسة رومانسية وكوميدية من خلال بعض الشخصيات، وتتأرجح الحكايا من خلال “أفيهات” فجة وسريعة وساخرة لم ينجح المخرج في توظيفها في المكان المناسب، وبدت حركة الكاميرا غير موفقة في بعض المشاهد التي يفترض فيها التركيز على تعابير الممثل والتقاط “الرياكشن” المناسب للحدث، وبخصوص موضوع إدارة الممثل كان واضحاً عدم القدرة على ضبط موضوع توافق الحركة الجسدية مع تعابير الوجه لبعض صاعدات الفن، كما شهد المسلسل بعض المواقف اللطيفة التي وظفت بمكانها في بعض الحلقات،”عريس تحت الطلب” حيث ثمة محاولة جادة لتقديم لمسة رومانسية ممزوجة ببعض الكوميديا جمّل تواجدها فايز قزق بكاركتره المحبب وحسام تحسين بيك بحضوره اللطيف ولمسات أضافها كلٌّ من محمد حداقي وجمال العلي ووفاء موصلي من دون أن ننسى ظرافة أندريه سكاف وحضور دانا الذي وفقت به في بعض الحلقات إضافة لريم زينو..

تفاهة وابتذال
وفيما يأتي مسلسل “حبو بعض” بقصته والمصنّف تحت مسمى الكوميدي بطرح غاية في البلاهة المصحوبة بالابتذال وخروج متعّمد عن القيم والأخلاق والعادات والتقاليد في مجتمعنا، وذلك بفعل الألفاظ النابية التي يستخدمها أبطاله وحالات الصراخ والزعيق التي لا مبرر لها، وتبدو مهنة الصناعة الدرامية أبعد ما تكون عن هذا العمل، فلا جودة في النص والأخطاء الاخراجية.. وكانت السمة الأبرز فيه اعتماد المخرج عمر دهبي في تجربته الأولى على ارتجالات الممثلين وعدم قدرته على ضبط إيقاعهم عبر كوميديا هدّامة مبينة على حوارات جدلية وعقيمة إضافة إلى اللونية التي لم ترقَ إلى جودة العمل الفني، وكان بدا جلياً توزيع الكاميرات في بعض لوحاته ، ومنذ بدء الشارة وطرح عنوان العمل تلقفه رواد السوشيال ميديا قبل بدء عرضه بين تساؤل عن عدم وجود الف بنهاية (حبوا) وسرّ عدم وجودها؟!! ولم يستطع المسلسل انتزاع الضحك من قلوب متعبة أنهكتها الأزمة الاقتصادية الحادة بعدما احترقت بنار الأسعار.

استفزاز وتنمّر
وبالانتقال إلى برامج المقالب هذا العام فيمكن وصفها بأنها الأسوأ على الإطلاق، وذلك لما تستخدمه من قهر وتعذيب وإذلال في سبيل المال لكل من يشارك بهذه المهزلة فهي لا تمت للفن بصلة وخصوصاً كونها تعتمد على الترويع وإيقاع الأذى النفسي والأدبي بضيوفها من الفنانين من دون حساب لرد فعلهم الذي يسيء للفنان بشكل خاص وللمهنة بشكل عام.. حيث ذهب برنامج “ضرب صحاب” فكرة وإعداد عصام الرفاعي تقديم عفاف طيار بطولة عصام الرفاعي إلى استفزاز الضيوف والتنمر عليهم وتعنيفهم بشكل قد يصل إلى حدّ انهيار الضيف وخروجه عن الطبيعة التي يعرفها عنه الجمهور، وقد يتطور الأمر إلى العنف الجسدي بعد اللفظي، ما يدفعنا للتساؤل عن جدوى توجيه الضيف أو الشخص للوصول إلى هذه المرحلة ؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار