أسواق ما قبل رمضان.. حركة خجولة واستعدادات متواضعة.. والأسعار تفرض إيقاعها
درعا – عمار الصبح:
بالرغم من اقتراب شهر رمضان المبارك، والذي عادة ما يكون مسبوقاً بحركة نشطة، لم تسجّل الأسواق في محافظة درعا تغييرات كبيرة تذكر، إذ لا تزال الحركة خجولة بعض الشيء، باستثناء بعض الأسر التي عمدت إلى تجهيز بعض المستلزمات باكراً وللمواد الأساسية التي لا غنى عنها، خشية من حدوث ارتفاعات جديدة في الأسعار قد تحول دون قدرتها على الشراء في قادم الأيام.
وأشار أحد تجار المواد الغذائية في مدينة الصنمين إلى أن حركة السوق لا تزال ضعيفة وفي حدودها الدنيا، ولا تقارن بما كان معتاداً في سنوات سابقة، حيث كان تجهيز مستلزمات المائدة الرمضانية يبدأ باكراً بعض الشيء، ملقياً باللائمة على ضعف القدرة الشرائية التي حالت دون تمكن كثير من الأسر من شراء حاجاتها من المواد الغذائية الأساسية، والتي باتت أغلبية الأسر تشتريها “أولاً بأول” و”كل يوم بيومه”، لعدم قدرتها على شرائها دفعة واحدة.
وأشار التاجر إلى أن أغلبية المواد الغذائية، كالسكر والأرز والزيوت والسمنة وغيرها، شهدت استقراراً نسبياً في أسعارها مؤخراً مع التحسن الذي شهدته أسعار الصرف، ما قد يشجع على تنشيط الأسواق التي تشهد وفرة في المعروض من المواد الغذائية والسلع الأساسية.
بدوره، لفت أحد المتسوّقين إلى أن ما يجري الحديث عنه من انخفاض في الأسعار لا يكاد يُذكر ويأتي كنوع من “ذر الرماد في العيون” على حدّ وصفه، إذ لا يقارن هذا الانخفاض البسيط مع ما سجلته الأسعار من ارتفاعات قياسية في فترات سابقة، والتي حالت دون قدرة كثير من الأسر على شراء المواد إلا بكميات متواضعة، في وقت بات فيه من المرجح – على حدّ وصفه – أن تنضم مواد جديدة إلى قائمة “الكماليات” التي اتسعت لتستقبل مواد جديدة كانت وحتى وقت قريب محسوبة على الأساسيات في مواسم سابقة.
وفيما يأمل تجار السوق أن يسهم اقتراب شهر رمضان المبارك في تنشيط الحركة ورفع مستوى الطلب على المواد، غابت عروض وإعلانات رمضان عن واجهة المحلات، والتي كانت تبدأ بعرضها باكراً في مواسم سابقة، كما لم يتم حتى الآن الإعلان عن مهرجانات للتسوق كالتي كانت تشهدها أرض المحافظة سابقاً.
من جانبه، بيّن رئيس دائرة حماية المستهلك في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدرعا أحمد كناني، أن المديرية بدأت بتنفيذ جملة من الإجراءات الرامية لضبط الأسواق خلال الشهر الفضيل، ومعالجة حالات الاستغلال، وتأمين انسيابية وتوفر السلع والمواد الغذائية بأنواعها ضمن الجودة والمواصفة المطلوبة.
وأوضح كناني أن الإجراءات تتضمن توزيع الدوريات التموينية خلال أيام شهر رمضان على الأسواق والفعاليات التجارية بما يتناسب مع فترات التسوق، كاشفاً عن أن التركيز سيكون بداية على المواد الغذائية وأساسيات المائدة الرمضانية، كالخضار والفواكه واللحوم والألبان والأجبان والحبوب والعصائر وكل ما يتعلق بالمواد التي يحتاجها المواطن يومياً، والتي عادة ما يزداد الطلب عليها.