رسم خريطة للأصوات الشعرية من بلاد العالم الشاعر والمترجم أحمد م .أحمد: ولدت ترجمياً مع الشعر وأتمنى أن استمر معه
طرطوس- ثناء عليان:
أحمد م. أحمد من الأسماء البارزة في الشعر والترجمة، دخل عالم الكتابة والإبداع عن حب في الثمانينيات، وكانت البداية بمجموعة كتابات كتبها في المرحلة الثانوية وهي تشبه بناء القصة القصيرة، وقد نظر إليها على أنها تشكل قفزة حداثية في القصة السورية ولم يكن يعرف ماذا تعني الحداثة لأنه كان صغيراً.
مع سعد الله ونوس
أحمد م. أحمد الذي حلّ ضيفاً على (مركز الشعلة للأداء المتميز) بطرطوس من خلال حوار مفتوح غني ومتنوع أداره الناقد السينمائي عبد الله ديب بحضور كبير لمثقفين ومهتمين من أصدقائه ومحبيه، تحدث فيه عن علاقته بالكتابة التي بدأت منتصف الثمانينيات، وتعرفه إلى الكاتب المسرحي سعد الله ونوس وعلاقته القوية به عندما كان طالباً في قسم اللغة الإنكليزية في جامعة دمشق. وكيف أخذ بيده وعرّفه على عالم الثقافة، وهو الذي دفعه باتجاه النشر، وأمّن له فرصة عظيمة للنشر في مجلة (الهدف) لفترة طويلة، حيث نشر بعض القصص القصيرة والقصص والنصوص المترجمة، كما تم نشر بعض قصص مجموعته القصصية “جمجمة الوقت” في مجلة الهدف ومجلات أخرى.
العودة من أمريكا
ثم تحدث عن ترجمة الشعر ودعوة صديقه المترجم ثائر ديب للعودة من أمريكا، مؤكداً له أنه يستطيع العيش من ترجمة الشعر، وهذا ما تأكد لأحمد بعد عودته من المغترب إذ إنه عاش فعلاً ولسنوات طويلة من ترجمة الشعر، حيث عمل في أكثر من موقع إعلامي.. وعلى أكثر من خمس سنوات وهو يرسم الخريطة للشعر وللأصوات الشعرية في كل بلاد العالم.
العالم لا ينتهي
وأكد أحمد أنه قادر على أن يتصدى لأي قصيدة باللغة الانكليزية أيّاً كانت، مشيراً إلى ما قاله احد الشعراء المترجمين ، وقد كان يحفظ كتاب “العالم لا ينتهي” عن ظهر قلب باللغة الانكليزية، ولكن عندما ترجم أحمد هذا الكتاب، كتب عنه في جريدة ما وقال: إن هذه الترجمة أنستني النص الانكليزي وصرت أحفظه بالعربي، ولكن هذا لا يمنعني من أن أنتقد أحمد وهو أن النصف الأول من كتيب يعادل النص الأساسي جودة، ولكن من مساوئ هذا الكتاب أن النصف الثاني منه يتفوق على النص الأصلي، لذلك يقول المترجم أحمد: ولدت ترجمياً مع الشعر وأتمنى أن استمر معه.
جيل متمرد
كان جيل الشاعر أحمد متمرداً على التقاليد الأدبية وعلى الشكل الفني في القصة والرواية، منوهاً بأن أطياف الثورة التحديثية هذه سرعان ما انتقلت إلى التشكيل والدراما والسينما وسواها من أوجه الثقافة الأخرى، ويقول: لم يطل عمر جيلنا جيل ناظم مهنا وأحمد اسكندر سليمان وعلاء عبد المولى وأحمد جان عثمان الشاعر الصيني وعهد فاضل ورجب علي وخالد خليفة ونبيل صالح بسبب الأميين في مديرة الرقابة في ذاك الوقت، لافتاً إلى أنّ مجموعته الشعرية (جمجمة الوقت) رفضت مرتين من قبل الرقابة حينها.
ولفت أحمد إلى أنّ جيله كانت له قطيعة مع كل المنظومات الثقافية السائدة إيديولوجياً، حتى إنه لم يكن لجيله أي علاقة بأي حزب أو دين أو منظومة، وكان في حالة من التمرد على الثقافة البائسة، وكان أحمد يرى كيف يكتب ناظم مهنا، وأحمد اسكندر فهذا برأيه أن هذا الجيل بدؤوا كباراً.
دار أرواد
وتطرق لعمله مع دار “الأهالي” للطباعة والنشر إذ يقول: تعلمت من عملي في دار “الأهالي” المهنة بشكل محترف وكنت أعمل كمدقق لغوي بالإضافة إلى أنني كنت أقوم بمراجعة نصوص التنضيد الأولية وأطابقها إن كانت هناك أخطاء، وكنت أشير إلى هذه الأخطاء، ومن ثم انتقلت من دار الأهالي، وعندما عدت إلى طرطوس افتتحت دار أرواد، ولم أكن أعرف حينها لمن سأنشر ولكن بعد شهر من انطلاقة الدار كثرت الأعمال لدرجة أن الكثير منها كانت تنتظر دورها للطباعة، وشجعت الدار كل ذي مخطوط للسؤال عن التكاليف، وقد كانت علاقتي بالدار فقط لأعيش.
الشاعر سميك
أما الشعر الأمريكي– يضيف أحمد- فلم يعطيني أي شيء على الإطلاق، إلّا أن الشاعر(سميك) أعطاني الجرأة على كتابة النص الذي برأسي “العالم لا ينتهي” وهو لا ينتمي لأي جنس أدبي كذلك الأمر كتاباتي، فأنا ضد التجنيس ولا يعني لي الشكل ولا أعبأ بناقد كيف يفكر، يكفي أن يقرأني 10 أشخاص، كما تحدث أحمد م. أحمد عن علاقته بالرسم وكيف بدأ مستعرضاً بعض اللوحات التي رسمها خلال مسيرته الفنية والإبداعية.
وختم شاكراً إخوته لوقوفهم معه ومساعدته في العمل بدار أرواد التي كانت الأولى في طرطوس والثانية في الساحل السوري بعد دار الحوار، مؤكداً أنه تمّت طباعة أكثر من 1200 عنوان، وقد كان لدار أرواد دورٌ كبير في تنشيط الجو الثقافي وتحريك الكتابة بطرطوس.
وبعد انتهاء المناقشات والمداخلات التي أغنت الحوار قدّم أحمد م. أحمد لجميع الحضور هدية ثلاثة كتب من ترجمته في الشعر.