لبابة يونس وعاطف صقر وحديث يطول عن “الإعلام والأدب” في اللاذقية
اللاذقية – باسمة اسماعيل:
أقام فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية حواراً مفتوحاً للإعلامية لبابة يونس حول (الإعلام والأدب) في مقره، أداره الأديب عاطف صقر
حيث بدأ اللقاء مع الحضور من أدباء وكتاب وإعلاميين بالحديث عن علاقة الإعلام بالأدب، وذكرت يونس أنّ الإعلام هو العتبة الأولى في انتشار الأدب، وهذا يعتمد على الوسائل التي يستخدمها الإعلام والصحافة والمنشورات والإذاعة والتلفزيون، وسيبقى الإعلام هو المحرك الأكبر والتفاعلي مع الأدب.
وأضافت أنّ العلاقة ما بين الإعلام والأدب جدلية لا يمكن فصلها لأن الأدب يفقد انتشاره من دون الإعلام، والإعلام يفقد تواصله المجتمعي من دون إشراك الأدب في محتواه.. ونوهت بأن العلاقة ما بينهما علاقة تبادلية تكاملية، فلابدّ للإعلام من حرف صحيح واعٍ ليظهر بالمستوى المطلوب، ولابدّ للأدب من الإعلام سواء(المرئي -المسموع-المقروء) لأنه يسهم في تقديم الأدب لجمهوره.
وتطرقت لرواد النهضة الثقافية والفكرية في الوطن العربي، وهؤلاء شكّلوا قاطرة العمل الفكري والثقافي والإعلامي في الوطن العربي.. وذكرت أمثلة كثيرة لأدباء سوريين وعرب عملوا في مجال الصحافة، ومنهم أسس صحفاً ومجلاتٍ وكانوا رؤساء تحريرها، وأفسحوا المجال لأصوات أدبية للظهور في الإعلام بكافة وسائله، منهم على سبيل المثال لا الحصر في سورية ومع بزوغ فجر أول صحيفة سورية استقطبت الصحافة كبار أدباء ومفكري ذلك الوقت مثل ناصيف اليازجي – بطرس البستاني- عبد الرحمن الكواكبي- ساطع الحصري- رزق الله حسون- فرنسيس مراش وغيرهم نشروا نتاجهم الأدبي في الجرائد والصحف، وخاضوا معاركهم السياسة والفكرية والاجتماعية على صفحاتها، وكذلك كتاب عرب خاصة في مصر مثل طه حسين ورفاعة الطهطاوي ومصطفى المنفلوطي…الخ.
وأكدت أنّ الأدب هو رافعة للصحافة من خلال ما يقدمه الأدب من حامل فكري وإبداعي تحتاجه الصحافة.
وفي الحوار المفتوح مع الحضور تمّ توجيه أسئلة ومداخلات من أدباء وكتاب وإعلاميين، عن تجربتها الإعلامية والأدبية، وما المؤثرات التي جعلت منها إعلامية مؤثرة ولها بصمتها بالإعلام والأدب، من خلال لقاءاتها وحواراتها الإعلامية مع الأدباء، ومسيرتها في الأدب والفن عبر الدراما والمسرح.
وتطرق آخرون إلى حالة التلازمية بين الأدب والإعلام، وعن موهبة الإعلامي وصناعته، وعن المؤهلات والمواصفات التي يجب أن يمتلكها الإعلامي لكي يكون ناجحاً في عمله خاصة الفكرية والثقافية، وآخرون تحدثوا عن تراجع الأدب والإعلام حالياً، وتمنوا أن تكون هناك دورة إعداد أدباء للتقديم في الشأن الفكري والثقافي، وأن يكون أيضاً هناك نوع من التخصص للإعلامي نتيجة تعدد وظائف العمل الإعلامي، والابتعاد النسبي بين العمل الإعلامي والأدبي، ومع ذلك بقي الأدب حاضراً في العمل الإعلامي بكل وسائله.
وفي ختام الحوار كانت هناك مبادرة جميلة من قبل رئيس فرع اتحاد الكتاب وأعضاء الفرع بتكريم الإعلامية لبابة يونس.. وقد أشادت الإعلامية لبابة بهذا اللقاء المفتوح والتكريم في تصريحها لـ “تشرين” وأشارت إلى أن فكرة التكريم والشخص على قيد الحياة تعطي لحياته حياةً جديدة، وتكريمي من قبل اتحاد الكتاب بعد نهاية مسيرتي الإعلامية بالتقاعد، يعني لي الكثير في الاستمرار في العطاء في المجال الإبداعي والفني.
ومن جهته أشار رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية لـ “تشرين” ممدوح لائقة إلى أن الدعوة للإعلامية المتميزة والمتألقة بعملها ليكون الحضور على صلة بتاريخ هذه المرأة المتميزة، فكانت المحاضرة (الإعلام والأدب) مع حوار مفتوح مع الحضور، والذي أغنى هذا اللقاء هو تجربتها العريضة ليس في ميدان الإعلام فقط بل في ميادين أخرى منها المسرح، وتجربة حياتية غنية تنقلت فيها بين حلب واللاذقية، والتقت عدداً غير محدود من الأدباء والمفكرين والمثقفين والفنانين، وهي قبل هذا وذاك إنسانة محبة للجميع ولوطنها بالدرجة الأولى.
وبيّن رئيس اتحاد الصحفيين في اللاذقية ابراهيم شعبان لـ “تشرين” أن الزميلة لبابة يونس اسم صقلته التجربة ورسّخته مسيرة إعلامية طويلة، لبابة ستبقى حاضرة في ذاكرة آلاف المتلقين، اليوم كان اللقاء الحواري معها حول الإعلام والأدب وفيه أجادت في توصيف تلك العلاقة المتلازمة غير القابلة لانفصام العرى، فكلاهما يكمل الآخر ويمنحه الزخم والحيوية.
فيما الكاتب والموسيقي عاطف صقر الذي أدار الحوار بيّن أن الإعلام هو رافع حقيقي للأدب وعلاقتهما يجب ألّا تنفصل، ونوه بسعي اتحاد الكتاب في اللاذقية للتركيز على أنه داعم للفكر والإعلام والأدب، وأن تكريم الإعلامية لبابة هو تكريم لمسيرتها الإعلامية الغنية بالعطاء والتميز.