ثلاث حكايات في الحب
تقول الحكاية: إن الفراولة – الفريز بالسوري؛ كانت في قديم منبتها باللون الأبيض، وكان المزارعون في ذلك الزمان شعراء في معظمهم – يخزي العين على البلاغة الزراعية – حيثُ في كلِّ مرةٍ كان الأخوة المزارعون – الشعراء يمرون بقربها، يلقونَ عليها قصائد الحب والغزل، وهي – يا حبة عيني – كانت من فرط الرقة والمشاعر العالية تحمرُّ خجلاً، الأحمر الذي صبغ خدّيها، وبقيت من حين ذلك الغزل محمرةً للأبد – يضرب الحب شو بيحمّر –
الحكاية الثانية: يقول الخبر: إنه في يومٍ مشؤوم يبدو فيه السيّد “راؤول بيزوسس” من الإكوادور أنه لم يسمع لحديث الصباح لعالمة الفلك السورية نجلا قبّاني، ليعرف إنه يوم ترك زوجته في المنزل وذهب برفقة عشيقته لمشاهدة مباراة بالدوري الإكوادوري؛ كان في يومه المشؤوم، ولربما كانت نصحته :”أوعى تعملها وخليك بالبيت”.. فقد ترك مخرج المباراة (35) ألف متفرج في المدرجات، وغضّ العدسة عن هجمة خطيرة لفريق نادي Delfin.. ترك كلَّ ذلك وركّز كاميرته على راؤول وهو يُقبّل عشيقته، لتشاهد زوجته في المنزل خيانة زوجها على التلفاز وبالبث المباشر.. وبقية تقول: إنّ راؤول العاشق خسر تلك الليلة منزله ونصف رصيده في البنك بعدما استولت عليهما زوجته بحكم القانون في الإكوادور غير المتسامح أبداً مع الخيانة الزوجية، ولم تنتهِ سلسلة الخسارات هنا، بل إنه خسر حتى “بروتوس نفسه” أقصد عشيقته نفسها بعدما أمسى من المفلسين!!.
الحكاية الثالثة بطلها (كافكا) – ماغيرو صاحب “المسخ” – وكان قد أمسى في “أرزل العمر” – من وين بيجيبوا هالمصطلحات قال أرزل قال – حيث كان يتمشى في حديقة في مدينة برلين – العاصمة الألمانية عندما لفتت انتباهه طفلةٌ تبكي بُحرقةٍ على دُميتها التي أضاعتّها، فعرض كافكا المساعدة مُقترحاً عليها الرجوع لبيتها على أن يتقابلا في اليوم التالي للبحث عن الدمية المفقودة..
وفي البيت، يُقرّر كافكا أن يكتب رسالة على لسان الدّمية للطفلة؛ ويسلّمها لها في الموعد لأنّه كان واثقاً أنّ الدّمية ضاعت للأبد.. تقول الرّسالة: “صديقتي الغالية توقّفي عن البكاء أرجوكِ، إنّي قرّرت السّفر لرؤية العالم وتعلٌم أشياء جديدة سأُخبرك بالتّفصيل عن كلّ ما يحدث لي يوميّاً..” وفي اليوم الثاني موعد اللقاء قرأت الفتاة الرّسالة التي لم تتوقف عن الابتسامة والفرحة وسط دموعها..
وهذه لم تكن الرسالة الوحيدة، كانت البداية لسلسلة لقاءات ورسائل بينهما، تحكي فيها الدّمية للفتاة عن مغامراتها وبطولاتها بأسلوب كافكا الممتع والجذّاب.. وبعد انتهاء المغامرات أهداها كافكا دميةً جديدة مختلفة تماماً عن القديمة، ومعها آخر رسالة على لسان الدُمية تقول: الأسفار غيّرتني، لكن هذه أنا..
كَبرت الفتاة وبقيت محتفظة بدمية كافكا إلى أن جاء يوم واكتشفت رسالةً أخيرة كانت مخبّأة في معصم دميتها جاء فيها: “الأشياء التي نُحبّ معرّضة دائماً للفقدان، لكن الحبّ سيعودُ دائماً بشكلٍ مختلف”..
يتبع حتى نهاية شباط
هامش حب:
و.. أنا
الراسخُ في ذمّة الحب؛
انتظركِ
في “عيد الدببة”
كغيمةٍ من حبق.