زيادة أسعار التبغ هل ستكون السبب في إقلاع المدخنين عنه؟؟
تشرين – دينا عبد:
باتت رحلة التدخين عند الكثير من المدخنين محوطة بالغلاء من كل الاتجاهات؛ حيث ارتفعت أسعار الشاي والقهوة والسكر والمعسّل والسجائر الأمر الذي زاد معاناة أصحاب المزاج الذين لم يتبقَّ أمامهم سوى السجائر للتنفيس عن همومهم فحاصرتهم أعباء إضافية جعلتهم على حافة الانفجار فلم يعد هناك أي نوع من السجائر إلّا وضربه الغلاء.
لا يستطيع الإقلاع
توجد نسب لا بأس بها من المدخنين البالغين يحاولون الإقلاع عن التدخين، ولكن من دون جدوى وتوجد لديهم الرغبة في الإقلاع عن التدخين .
مديرة برنامج التدخين في وزارة الصحة: نسبة كبيرة تراجع العيادات يومياً للتخلص من هذه العادة
يتحدث أنور سائق تاكسي بأنه لا يستطيع الإقلاع عن التدخين بالرغم من غلاء سعره حيث يحتاج إلى علبتي سجائر يومياً وسعر الواحدة٧٥٠٠ ليرة وهذا معناه أنه بحاجة إلى ١٥ ألف ليرة يومياً وإلى مايقارب ٤٥٠ ألف شهرياً ؛ مشيراً إلى أنه حاول الإقلاع عنه إلّا أنه لم يستطع فهو الطريقة الوحيدة للتنفيس عن الضغوطات التي يعيشها.
خسارة واحدة
أما ربى فقد تركت التدخين منذ حوالي الشهر بسبب ارتفاع سعره إلا أنها انتقلت إلى تدخين الأرجيلة وبحسب وصفها فإن الخسارة المادية هي واحدة ولكن الضرر أخف (بحسب وصفها) لأنها لاتدخنها كل يوم ..
وهنا نسأل: هل غلاء أسعار السجائر والمعسل يساعد الناس على الإقلاع عنه ؟
يصف أبو بدر- بائع حركة بيع الدخان بأنها معتدلة ولكن الذي حصل أن الشخص الذي كان يشتري علبتي سجائر بات يشتري واحدة فقط وذلك لأن هناك علب سجائر وصل سعر الواحدة منها ٧ آلاف ليرة لأقلها، هذا مايضع الأسرة المدخنة في ضائقة مادية وهناك أشخاص يحرمون أنفسهم من الأكل في سبيل شراء علبة سجائر؛ بالرغم أن مربحها بسيطٌ لم يعد الربح (يفي بالغرض).
تغيير السلوك
د.عبير العبيد مديرة برنامج مكافحة التدخين في وزارة الصحة، بيّنت أن العمل في عيادات الإقلاع عن التدخين يتم وفق دليل إرشادي فقد تم تدريب كادر من المحافظات على تقديم الخدمة؛ ويعد بمنزلة مرجع في العيادة لمقدمي الرعاية الصحية والمهتمين في مجال مكافحة التبغ وعلاج الإدمان عليه.
اختصاصية اجتماعية: أعراض انسحابية في الأيام الأولى من الإقلاع
ويحتوي هذا الدليل بحسب د.العبيد على مجموعة من الإجراءات والتوصيات، تمكن مقدمي الرعاية الصحية والمرشدين الصحيين من التعرف إلى مرضاهم، من المدخنين وتوفير ما يلزم للتعامل معهم من أجل علاج إدمانهم على التبغ وعن مرتادي العيادات قالت د. العبيد هناك نسبة عالية من المراجعين للعيادات في محاولة منهم للإقلاع عن التدخين من الجنسين وبإشراف الفريق الطبي مع تغيير السلوكيات السابقة واتباع أنماط سلوكية جديدة تساعد الأفراد في الإقلاع عن التدخين مشيرة إلى أن هناك سلوكيات إيجابية يستفيد منها المقلع عن هذه العادة أهمها توفير مبلغ المال الذي كان يشتري به علبة السجائر في شراء حاجيات أكثر فائدة له ولأسرته.
إرادة وتصميم
بدوره د. سمير بركات اختصاصي الصحة العامة يجد أن الاقلاع عن التدخين ليس أمراً صعباً فهو يحتاج إلى إرادة وتصميم من الشخص الذي يرغب في ترك هذه العادة السيئة؛ وبين بركات أن غلاء أسعار التبغ ومواد الدخان والمعسل والأرجيلة لن تكون سبباً في الإقلاع عن التدخين إلا إذا ساعد الشخص نفسه، فهناك أشخاص كثيرون وضعهم المادي سيئ جداً، وبالرغم من ارتفاع أسعار السجائر فهم مستعدون لحرمان أنفسهم من عدة أمور ضرورية في سبيل شراء علبة سجائر ؛ الشخص يحتاج إلى إرادة وتصميم وتغيير السلوكيات القديمة؛ واتباع أنماط جديدة وسلوك غذائي وصحي متكامل.
اختصاصي في الصحة العامة: غلاء أسعاره لن يكون سبباً في الإقلاع عنه
وبحسب بركات فإن مدة علاج الإقلاع عن التدخين هي من أسبوعين إلى ثلاثة أشهر و في هذه المرحلة من الانقطاع عن التدخين، ينخفض خطر الإصابة بالنوبات القلبية بشكل كبير وتبدأ وظائف الرئة والدورة الدموية في التحسن، وتزداد القدرة على ممارسة الرياضة.
أعراض انسحابية
الاختصاصية الاجتماعية صبا حميشة بينت: خلال الفترة الأولى من الإقلاع عن التدخين يمكن أن يعاني الشخص أعراضاً انسحابية مثل زيادة القلق والعصبية والتوتر، والصداع، والغثيان، كما يمكن أن يعاني صعوبة في التركيز، لذا يجب أن يتهيأ جسمه لهذه التغيرات، ويحدد كيف سيتعامل معها، فهذا يساعده على الالتزام وعدم العودة للتدخين، ومن الطرق التي تساعد على تجاوز هذه المرحلة شرب الكثير من الماء وعصائر الفاكهة الطبيعية، وتقليل المشروبات الغنية بالكافيين والسكر بنسبة كبيرة، والتوجه إلى ممارسة أنشطة اجتماعية كزيارة الأقارب وقراءه الكتب وحضور الأمسيات الثقافية التي تمنع التدخين ضمن صالاتها.