من إعلام العدو: زيارة بايدن لـ«اسرائيل» محاولة لإظهار القوة.. الأمريكيون يعلمون أن نتنياهو فقد السيطرة على الوضع ويحاولون رسم حدود جبهة المعركة..
ترجمة وتحرير: غسان محمد:
تحت عنوان «بايدن يحتضن “إسرائيل” في محاولة لإظهار القوة» عدّ المحلل ران إدليست في صحيفة «معاريف»، أن بايدن، لم يأتِ إلى الشرق الأوسط، لسبب شخصي فقط، وأن هناك ثمة أسباباً أخرى في خلفية الزيارة، فالرجل يريد أن يُظهر قوته قبل الانتخابات، ويحاول القيام بخطوة إستراتيجية ضخمة لصالح قوة «الولايات المتحدة» غارقة في حروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، وهو لا يجد مشكلة في لعب دور الداعم المتحمس لـ«إسرائيل” وإرسال الجنود وحاملات الطائرات إلى المنطقة، وكل هذا السخاء يأتي مع التعليمات والآمال: عملية برية محدودة ومحددة زمنياً في غزة، و«يد حرة» لمطاردة قيادة المقاومة الفلسطينية إلى أجل غير مسمى، ومفاوضات مع الفلسطينيين بشأن الدولتين، وتهدئة الجبهة الشمالية.
وبحسب المحلل، فإن «إسرائيل» في صفقة بايدن، هي جزء من تعزيز الركيزة الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط، التي تشمل الأردن الذي نقلت إليه الطائرات الأميركية، ومصر التي ستحصل على مساعدات إضافية، والسلطة الفلسطينية، و«إسرائيل» التي تم دعمها بحاملات الطائرات لتكون جداراً رادعاً ضد إيران وسورية وحزب الله، ورغم أن بايدن يتفق مع «إسرائيل» في مسألة «القضاء على المقاومة الفلسطينية» لكنه، خلافاً للحكومة الإسرائيلية، يستمع إلى دقات الساعة الدولية.
ويختم أدليست قائلاً: يأتي بايدن إلى المنطقة ليشير إلى العالم وإلى «إسرائيل» بأن الولايات المتحدة موجودة هنا لتبقى في مواجهة الصينيين والروس والإيرانيين والسوريين وحزب الله، على افتراض أن فرنسا تعمل أيضاً بهدوء من أجل التهدئة في لبنان.
من جانبه، رأى المحلل بن كسبيت، أن الأميركيين يأتون إلى «إسرائيل» لأنهم يعرفون أنه لا يمكن الوثوق بـنتنياهو، وأن هناك حاجة إلى شخص ناضج ومسؤول في «اسرائيل»، وربما هذا ما دفع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للمشاركة في مداولات «الكابينيت الحربي».
وعدّ بن كسبيت، أن وجود المسؤولين الأمريكيين في «اسرائيل» يذكّر بالقطار الجوي للمسؤولين الأميركيين قبل أكثر من عقد من الزمن، عندما كانوا يخشون أن يهاجم نتنياهو إيران، وكان خوفهم حينها مبالغ فيه، إذ لم يكن لدى نتنياهو الشجاعة لمهاجمة إيران، أما الآن فالظروف مختلفة، ليس لأن نتنياهو وجد الشجاعة فجأة، فالحقيقة هي أنه فقد القدرة على إدارة الحدث، وختم بن كسبيت قائلاً: المذهل، أن نتنياهو الذي امتنع عن تشكيل لجان تحقيق في الكثير من القضايا، يعتقد أنه سينجح هذه المرة أيضاً، وأنه سيتمكن من مواصلة إغماض عينيه، وسيجد الضحية لتوجيه التهمة إليها، وسيحاول التملص من المسؤولية، لكنه لن ينجح هذه المرة. لقد انتهى زمن التهرب والهرب من المسؤولية، لكن من المؤسف أن الثمن الذي ندفعه مقابل هذا السباق باهظ جداً.
بدوره، وتحت عنوان «الأميركيون يحاولون رسم حدود جبهة المعركة» رأى المحلل تال ليف رام، أنه لم يتم تأجيل الاجتياح البري لغزة بسبب زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لـ«إسرائيل»، فهناك اعتبارات مختلفة تتعلق بالاعتبارات العملياتية والموافقات على الخطط والأوامر، في ظل تغير المهام، وبالنسبة لـ” إسرائيل”، يبدو الأمر كما لو أن هناك تحالفاً دفاعياً فعلياً بين أعظم قوة في العالم و«إسرائيل». لكن، من الواضح جداً أن عرض القوة الأمريكية سيكون له ثمن، في شكل محاولة أمريكية لرسم حدود المعركة.
وأضاف المحلل: لا توجد حروب سهلة، وستكون مؤلمة وبطيئة وقذرة، وفي الجيش يتحدثون عن أربعة أشهر على الأقل، لكن ليس من المؤكد أن هذا ما يقصده الأميركيون، الذين يدركون جيداً طبيعة المعركة المقبلة وعواقبها، والانتقادات المتوقعة في العالم وحتى في الولايات المتحدة، فهذه الحرب والطريقة الصعبة التي بدأت بها تنطويان على إمكانات هائلة للتأثير على استقرار المنطقة برمتها، وقد أدرك الأميركيون ذلك قبل كثيرين من وزراء الحكومة والمسؤولين في «إسرائيل».