«طوفان الأقصى» تفضح كل المستور.. «هآرتس»: (إسرائيل) تلفظ أنفاسها الأخيرة

تشرين – وكالات:
كل المستور، إسرائيلياً (وأميركياً) فضحته عملية طوفان الأقصى، لتضع الحقائق كاملة في نصابها ومكانها الصحيح، ولترغم من صمت طويلاً على الإقرار والاعتراف بها.. وعندما تكون الحقيقة من أفواه العدو وأبرز وسائل إعلامه، فإن المرارة والهزيمة للمحتل تكون مضاعفة وتكون غاية في الأهمية، إذ لا نأتي بالكلام من عندنا حتى لا نتهم بالمغالاة.
بإقرار ومرارة قدم أحد كتاب الصهاينة عرضاً موسعاً شاملاً في «هآرتس» داحضاً كل المزاعم الصهيونية التي تم سوقها منذ عام الـ 48 إلى اليوم، واستعطاف العالم من خلالها، بما من شأنه أن يشكل صدمة داخل الكيان ويهزه بالقوة ذاتها التي هزته بها عملية طوفان الأقصى.. ففلسطين ليست أرضاً بلا شعب، فشعبها الفلسطيني متجذر والأرض لا تقبل شعبين، والمحرقة مزاعم، وكذلك أرض الميعاد، ولا حل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه إلّا بإنهاء الاحتلال والاعتراف بالواقع ومغادرة البلاد والكلام لكاتب صهيوني.
تحت عنوان «إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة» نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية مقالاً للكاتب الصهيوني الشهير (آري شبيت) أمس، يقول فيه: يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ، ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال.
مضيفاً: يبدو أننا اجتزنا نقطة اللا عودة، ويمكن أنه لم يعد بإمكان “اسرائيل” إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وتحقيق السلام، ويبدو أنه لم يعد بالإمكان إعادة “إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم الناس في هذه الدولة”، على حد تعبيره.
وحسب صحيفة «رأي اليوم» التي نشرت المقال مترجماً، تابع الكاتب: إذا كان الوضع كذلك، فإنه لا طعم للعيش في هذه البلاد، وليس هناك طعم للكتابة في “هآرتس” ، ولا طعم لقراءة “هآرتس”.. يجب فعل ما اقترحه (روغل ألفر) قبل عامين، وهو مغادرة البلاد. إذا كانت “الإسرائيلية” واليهودية ليستا عاملاً حيوياً في الهوية، وإذا كان هناك جواز سفر أجنبي لدى كل مواطن إسرائيلي، ليس فقط بالمعنى التقني، بل بالمعنى النفسي أيضاً، فقد انتهى الأمر. يجب توديع الأصدقاء والانتقال إلى سان فرانسيسكو أو برلين أو باريس .
من هناك، من بلاد القومية المتطرفة الألمانية الجديدة، أو بلاد القومية المتطرفة الأميركية الجديدة، يجب النظر بهدوء ومشاهدة “دولة إسرائيل” وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، يجب أن نخطو ثلاث خطوات إلى الوراء، لنشاهد الدولة اليهودية “الديمقراطية” وهي تغرق.. يمكن أن تكون المسألة لم توضع بعد.ويمكن أننا لم نجتز نقطة اللاعودة بعد، ويمكن أنه ما زال بالإمكان إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان و”إعادة إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم البلاد”.
وقال الكاتب: أضع اصبعي في عين نتنياهو وليبرمان والنازيين الجدد، لأوقظهم من هذيانهم الصهيوني، أن ترامب وكوشنير وبايدن وباراك أوباما وهيلاري كلينتون ليسوا هم الذين سينهون الاحتلال، وليست الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي هما اللذان سيوقفان الاستيطان.. القوة الوحيدة في العالم القادرة على إنقاذ “إسرائيل” من نفسها، هم “الإسرائيليون” أنفسهم، وذلك بابتداع لغة سياسية جديدة، تعترف بالواقع، وبأن الفلسطينيين متجذرون في هذه الأرض، وأحث على البحث عن الطريق الثالث من أجل البقاء على قيد الحياة هنا وعدم الموت.
ويؤكد الكاتب في صحيفة هآرتس، أن “الإسرائيليين” منذ أن جاؤوا إلى فلسطين ، يدركون أنهم حصيلة كذبة ابتدعتها الحركة الصهيونية، استخدمت خلالها كل المكر في الشخصية اليهودية عبر التاريخ.
ومن خلال استغلال ما سمي “المحرقة” على يد هتلر «الهولوكوست» وتضخيمها، استطاعت الحركة أن تقنع العالم بأن فلسطين هي “أرض الميعاد”، وأن الهيكل المزعوم موجود تحت المسجد الأقصى، وهكذا تحول الذئب إلى حمَل يرضع من أموال دافعي الضرائب الأميركيين والأوروبيين، حتى بات وحشاً نووياً.
واستنجد الكاتب بعلماء الآثار الغربيين واليهود، ومن أشهرهم «إسرائيل فلنتشتاين» من جامعة “تل أبيب”، الذي أكد “أن الهيكل أيضاً كذبة وقصة خرافية ليس لها وجود، وأثبتت جميع الحفريات أنه اندثر تماماً منذ آلاف السنين، وورد ذلك صراحة في عدد كبير من المراجع اليهودية، وكثير من علماء الآثار الغربيين أكدوا ذلك.

وكان آخرهم عام 1968، عالمة الآثار البريطانية الدكتورة «كاتلين كابينوس»، حين كانت مديرة للحفائر في المدرسة البريطانية للآثار بالقدس، فقد قامت بأعمال حفريات بالقدس، وطردت من فلسطين بسبب فضحها الأساطير “الإسرائيلية”، حول وجود آثار لهيكل سليمان أسفل المسجد الأقصى، حيث قررت عدم وجود أي آثار أبداً لهيكل سليمان، واكتشفت أن ما يسميه الإسرائيليون “مبنى إسطبلات سليمان” ، ليس له علاقة بسليمان ولا إسطبلات أصلاً، بل هو نموذج معماري لقصر شائع البناء في عدة مناطق بفلسطين، وهذا رغم أن «كاثلين كينيون» جاءت من قبل جمعية صندوق استكشاف فلسطين، لغرض توضيح ما جاء في الروايات التوراتية، لأنها أظهرت نشاطاً كبيراً في بريطانيا في منتصف القرن 19 حول تاريخ “الشرق الأدنى”.
وشدد على القول إن لعنة الكذب هي التي تلاحق “الإسرائيليين”، ويوماً بعد يوم، تصفعهم على وجوههم بشكل سكين بيد مقدسي وخليلي ونابلسي ، أو بحجر جمّاعيني أو سائق حافلة من يافا وحيفا وعكا.
يدرك “الإسرائيليون” أن لا مستقبل لهم في فلسطين، فهي ليست أرضاً بلا شعب كما كذبوا .
وها هو كاتب آخر يعترف، ليس بوجود الشعب الفلسطيني فقط، بل وبتفوقه على “الإسرائيليين”، هو جدعون ليفي الصهيوني اليساري، إذ يقول : يبدو أن الفلسطينيين طينتهم تختلف عن بقية البشر، فقد احتللنا أرضهم، وأطلقنا على شبابهم الغانيات وبنات الهوى والمخدرات، وقلنا ستمر بضع سنوات، وسينسون وطنهم وأرضهم، وإذا بجيلهم الشاب يفجر انتفاضة الـ 87 .. أدخلناهم السجون وقلنا سنربيهم في السجون .
وبعد سنوات، وبعد أن ظننا أنهم استوعبوا الدرس، إذا بهم يعودون إلينا بانتفاضة مسلحة عام 2000، أكلت الأخضر واليابس، فقلنا نهدم بيوتهم ونحاصرهم لسنين طويلة، وإذا بهم يستخرجون من المستحيل صواريخ يضربوننا بها، رغم الحصار والدمار ، فأخذنا نخطط لهم بالجدران والأسلاك الشائكة..وإذا بهم يأتوننا من تحت الأرض وبالأنفاق، حتى أثخنوا فينا قتلاً في الحرب الماضية ، حاربناهم بالعقول، فإذا بهم يستولون على القمر الصناعي “الإسرائيلي” (عاموس)؟ ويدخلون الرعب إلى كل بيت في “إسرائيل”، عبر بث التهديد والوعيد، كما حدث حينما استطاع شبابهم الاستيلاء على القناة الثانية “الاسرائيلية” .
خلاصة القول، يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ، ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار