«كينغال» أسقط الأسطورة

يبدو هذا الشهر أنه شهر الهزائم وسوء الطالع للمهرج الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحلفائه من الأمريكيين والأوروبيين، ليس بسبب إعلان سقوط مدينة ارتيموفسك الإستراتيجيّة في أيدي قوات الجيش الروسي فحسب، بل أيضاً بسبب فضيحة فشل صواريخ باتريوت الأمريكية باصطياد صاروخ كينغال الروسي الأسرع من الصوت.
ارتيموفسك التي تلقبها أوكرانيا بـ«قلعة المعنويات» و«القلعة المنيعة» سقطت رسمياً بقبضة الجيش الروسي.. هذه حقيقة أولية، ولم يعد النفي الأوكراني يفيد شيئاً، وكان بطلها مع الجيش الروسي صاروخ كينغال الذي أسقط أسطورة «باتريوت» التي لطالما تباهت الولايات المتحدة بقدراتها، والحقيقة الثانية أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان قد أعطى الضوء الأخضر لمؤسسته العسكرية بتزويد أوكرانيا بمقاتلات من طراز« F16 » في محاولة منه لكسب الحرب الجوية، لكن هذه الخطوة الأمريكية ستؤدي إلى نتائجٍ عكسية قريباً، إذ باتت الـ F16 تنتظر دورها في قادم الأيام وستكون خردة أمام الـ«سيخوي» الروسية وهذه الحقيقة الثالثة، وفوق هذا وذاك تشكل خطوة بايدن هذه اعترافاً أولياً بالهزيمة.
لأكثر من عام، سمح الغرب لأوكرانيا بتحديد «النجاح» وتحديد أهداف هذه الحرب بالنسبة للغرب، هذه السياسة بغضّ النظر عما إذا كانت منطقية في بداية الحرب أو غير منطقية الآن، وصلت الآن إلى مسارها الأخير، لأنّ أهداف أوكرانيا تتعارض مع المصالح الغربية الأخرى، وأن تكاليف الحرب تتزايد يوماً بعد يوم والخاسر الأكبر هو أوكرانيا وداعموها، حتى إنّ الشعوب الغربية وحكوماتها بدأت تضجر من استمرار تقديم الدعم لها، كما يجب على الولايات المتحدة أن تعترف بأن هذه الحرب قد أنتجت سياسة تتعارض بشكل متزايد مع أولويات واشنطن الأخرى.
قصارى القول، لقد مضى على هذه الحرب عام وثلاثة أشهر، والزعم الأوكراني بهجوم مضاد موعود لم يبدأ بعد، ولن يبدأ أبداً، وجاء سقوط ارتيموفسك بقبضة روسيا، ليؤكد أن الولايات المتحدة بدأت تخسر الحرب عسكرياً، كما خسرتها اقتصادياً عندما فرضت مع شركائها العقوبات على روسيا، والأهم من ذلك أن الخسارة الأكبر قد تكون للسلاح الأمريكي الذي بدأ «تفوقه» يتراجع أمام نظيره الروسي، هذا إن لم يكن قد تراجع بالفعل.
الآن علينا أن نضع هذه الحرب في سياقها.. ألا يكفي الغرب وحلف «ناتو» من هذه الحرب العبثية التي لم تجدِ لهم نفعاً سوى الدمار؟ ألا يكفي الغرب والأوكرانيون والأمريكان الهزائم المتتالية أمام الجيش الروسي القاهر؟ فاليوم كانت الضربة القاضية بسقوط ارتيموفسك، وغداً ستتوالى الضربات بسقوط مناطق ومدن أخرى.

daryoussi@hotmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار