الدراما السورية تفجع بأحد عمالقتها.. وداعاً هشام شربتجي

سناء هاشم

غادرنا اليوم مبدع كان قد حفر في ذاكرة الفن السوري عميقاً، لتتوالى بذلك الخسارات ويسرق الموت أحبتنا وعمالقتنا في الإذاعة والتلفزيون والمسرح.. المخرج السوري هشام شربتجي وفي الحديث عن أهمية ماأنجزه لن تنصفه الكلمات.
“وداعاً ياصديق المشوار الذي كان حافلاً بالبحث والشغف.. وداعاً ياكبير صناع البهجة.. كم أوجعني رحيلك المفجع”.. بهذه الكلمات المؤثرة نعى الفنان أيمن زيدان عملاق الكوميديا السورية ومؤسس نهضتها الملقب بشيخ الكار المخرج هشام شربتجي الذي غيبه الموت صباح هذا اليوم بعد معاناة مع المرض.
ترجل شربتجي عن صهوة جواده بعد رحلة طويلة قضاها في صناعة الفن الذي يحاكي الشارع وينقل واقعه وهمومه إلى الشاشة الصغيرة، وهو والد المخرجة رشا شربتجي، والمخرج يزن شربتجي الذي نعاه قائلاً: “شكراً عكل شي.. الرحمة لروحك”.
كان شربتجي صاحب الفضل في نقل اللهجة السورية والأعمال الدرامية إلى العالم العربي من خلال أعماله التي تميزت بخفة الظل، وله أعمال كثيرة محفورة في ذاكرة السوريين تُضاف إلى أثر خالد تركه الراحل الذي يحكى الوسط الفني أن له فضلاً كبيراً في اكتشاف مواهب فنية كبيرة فيه، وتدين أسماء كبيرة في الوسط الفني السوري للراحل بالفضل في صناعتها.
وكان هشام شربتجي قد أصيب بجلطة دماغية منذ عامين تقريباً، ورغم تحسن حالته إلا أنّه بقي يعاني من أعراضها حتى وفاته اليوم، وهو من مواليد دمشق وحاصل على بكالوريوس أكاديمية الفنون (المعهد العالي للفنون المسرحية) في القاهرة، بعدها سافر إلى ألمانيا حيث أكمل دراسته.
لاقت أعماله رواجاً كبيراً في كل البلدان العربية لما تميّزت به من خفة ظل، ومن معالجة لمواضيع كوميدية بسيطة قريبة من هموم الناس في كل مكان، وكانت له البصمة الأكبر عندما أطلق مع ياسر العظمة سلسلة المسلسلات السورية الكوميدية الشهيرة مرايا ابتداء من مرايا 84 – ومن ثم مرايا 86 – ومرايا 88 قبل أن يبتعد عن إخراج السلسلة ليتابع بها ياسر العظمة بمفرده مع مخرجين آخرين منهم مأمون البني، ولكن شربتجي عاد وأخرج مرايا 2006.
من أعماله أيضاً “عيلة خمس وست وسبع نجوم”، يوميات مدير عام، أحلام أبو الهنا، يوميات جميل وهنا، بطل من هذا الزمان، أسرار المدينة، مبروك، أنت عمري، رجال تحت الطربوش، بقعة ضوء، المفتاح، أزمة عائلية، رياح الخماسين.
هذا وقد نعى عدد كبير من النجوم السوريين الراحل بكلمات مؤثرة، كان من بينهم الممثلة نادين خوري : “هشام شربتجي.. الأستاذ المخرج الكبير الذي أغنى مكتبة الدراما السورية بالكثير من الأعمال الرائعةوالمتميزة .. كان لي الشرف أنني شاركت في معظم أعماله.. أفضاله كثيرة عليّ أنا…وعلى الكثيرين… تعجز الكلمات عن الوصف ..حيث الطريق الذي جمعنا كان طويلاً وعابقاً بالاحترام والتقدير .. خالص العزاء لأسرته وأهله وأولاده.”
بدورها، كتبت الفنانة شكران مرتجى: “أستاذي صانع الفرح …نساج الحكايات الماهر ، يامن صنعت للكثيرين ذكريات وللجميع أنت في الذاكرة، أنا اليوم أفقد أحد أفراد عائلتي، ذهبت يا أستاذ أيامنا الحلوة …كان الأستاذ يحب اقتناء الساعات والآن توقف الزمن يا حبيبي”.
أما الفنان باسم ياخور فقال: “وداعاً ياصانع الضحكة وداعاً يا صانع الدراما وداعاً يا معلم المهنة وشيخ كارها وداعاً هشام شربتجي”.
الكاتبة رنا الحريري قالت: “صاحب الأثر الطيب لا يموت، وكل من ترك بصمة، كل من أعطى دون مقابل، يبقى في الذاكرة حياً الى الأبد.. الطيب المبدع اللطيف الأستاذ هشام شربتجي، الرحمة لروحك، خالص العزاء للصديقة المخرجة رشا شربتجي وجميع أولادك وأفراد عائلتك وكل محبيك”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
غموض مشبوه يشحن الأميركيين بمزيد من الغضب والتشكيك والاتهامات.. هل بات ترامب أقرب إلى البيت الأبيض أم إن الأيام المقبلة سيكون لها قول آخر؟ حملة تموينية لضبط إنتاج الخبز في الحسكة.. المؤسسات المعنية في الحسكة تنتفض بوجه الأفران العامة والخاصة منحة جيولوجية ومسار تصاعدي.. بوادر لانتقال صناعة الأحجار الكريمة من شرق آسيا إلى دول الخليج «الصحة» تطلق الأحد القادم حملة متابعة الأطفال المتسرّبين وتعزيز اللقاح الروتيني دمّر الأجور تماماً.. التضخم لص صامت يسلب عيش حياة كريمة لأولئك الذين لم تواكب رواتبهم هذه الارتفاعات إرساء القواعد لنظام اقتصادي يهدف إلى تحقيق الحرية الاقتصادية.. أكاديمي يشجع على الانتقال نحو «اقتصاد السوق الاجتماعي» لتحقيق التوازن بين البعد الاجتماعي والاقتصادي كيف نميز بين المظهر الحقيقي ونتجنب التظاهر المزيف؟ الفضاء الرقمي والتطبيقات المتعددة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أبعدت الأطفال عن أنشطتهم و أخرجتهم من رداء الطفولة أكثر من ٦٨٠ مراجعاً خلال الشهر الفائت لمركز مصياف للإغاثة والتنمية.. وجميع الخدمات الطبية مجانية دعماً للأطفال المصابين بالسرطان.. مؤسسة أليسار تقدم جلسات ترفيهية ومسرحيات هادفة لمساعدة المصابين