الغش في الامتحان ضعف تربية أم فشل دراسي؟.. وزارة التربية: انخفاض حالات الغش في العامين الماضيين

تشرين- بشرى سمير:
تنتشر ظاهرة الغش في الامتحانات بين الطلاب رغم معرفتهم أنه أمر مكروه، ومع ذلك يلجؤون إليه ضاربين عرض الحائط بعقوبات وزارة التربية، في سبيل النجاح من دون تعب، وخصوصاً الامتحانات النهائية.
لكن السؤال المطروح هنا، لماذا يلجأ الطالب إلى الغش؟ يجيبنا عن هذا السؤال الباحث الاجتماعي والتربوي خالد محمد الذي أشار إلى وجود أسباب كثيرة تدفع الطلاب إلى الغش، ولعلّ من أهمها يذهب كثيرون للبحث في الأسباب التي تدفع الطلاب للغش، في الامتحان، بالإضافة إلى ضعف الإيمان والوازع الديني وضعف التربية، صعوبة دراسة بعض المواضيع، أو حتى الرغبة في الحصول على معدلات مرتفعة، من دون أن ننسى الخوف الكبير من الرسوب، أو كون بعض الطلاب استسهلوا الغش، حين شاهدوا الآخرين يغشون ويحصلون على معدلات عالية.
وأضاف محمد إن الطالب الذي يغش هو إنسان يفتقد إلى الإحساس بالمسؤولية الملقاة عليه والمطلوبة منه، وهو شخصية تستسهل الأمور غالباً”

مسؤولية الأنظمة التعليمية
إضافة إلى أن هناك مسؤولية تقع على أن الأنظمة التربوية والتعليمية، التي لو كانت منهجية، لكانت النتائج مختلفة، فالمطلوب من القائمين بالتربية والتعليم أن يبذلوا جهوداً إضافية تستطيع أن تشكّل حافزاً لنبذ الغش، وعدم التفكير في اللجوء إليه، في ظل سعي الطلاب الدائم إلى “تبرير” الغش، والنظر إليه كموضوع بسيط جداً وتافه لا يستحق الأهمية أو النصائح.
وتشير إحصاءات وزارة التربية وعدد الضبوط التي نظمت لحالات الغش العام الماضي، إلى انتشار ظاهرة الغش في عدد من المحافظات من دون غيرها، ورغم اتباعها أسلوب كاميرات المراقبة، إلّا أن حالات الغش لاتزال موجودة، وخاصة مع انقطاع التيار الكهربائي، إضافة إلى تواطؤ المراقبين الذين هم بحاجة إلى مراقبين، كما أكد لنا عدد من الطلاب.

حرمان ورسوب
وتؤكد وزارة التربية في تعليماتها لمنع الغش أن الطلاب المخالفين لتعليمات الامتحانات العامة تفرض بحقهم العقوبات؛ حيث تعطى درجة الصفر في المادة إذا خالف الطالب التعليمات الامتحانية العامة، في حين إذا ضبطت أوراق أو كتب أو كراسات ضمن ملابس الطالب، أو داخل المقعد، أو بجواره، تتعلق بمادة الامتحان، أو بالأسئلة المطروحة للمادة، أو وجدت كتابة واضحة ومقروءة (تثبت بالتقرير على أحد أعضاء جسده أو ملابسه) يُعطى الصفر في المادة إذا لم يستفد الطالب منها, أما إذا استفاد مما ضبط معه من أوراق، فيحرم من دورته الامتحانية، وتشمل الدورة الأولى والثانية للعام الدراسي الواحد.
وعند ملاحظة المراقب حركات غير طبيعية من الطالب، وارتاب بوجود أدوات غش في حوزته، يُعلم رئيس المركز لتفتيش الطالب خارج قاعة الامتحان في غرفة رئيس المركز بحضور أمين السر أو مراقب، وتكون عقوبته، إذا عثر معه على وسيلة غش، واستفاد منها في الامتحان الحرمان من دورة امتحانية وتشمل الدورة الأولى والثانية، أما إذا لم تحتوِ ما يستفاد منه فيُعطى درجة الصفر في المادة.

قطع النت
ولعلّ من الحلول التي وجدتها الوزارة للحد من ظاهرة الغش هو قطع شبكة الإنترنت خلال فترة الامتحان.

موجهة تربوية: للحد من الغش ينبغي تعزيز معنى المسؤولية عند الطالب

وتشير الموجهة التربوية عبير سليمان أنه ينبغي على المعلمين والمدرسين للحد من الغش في الامتحانات تعزيز معنى المسؤولية عند الطالب، والسعي كي يفهم ويحلل المواضيع بدل اعتماده الحفظَ الببغائي من دون الفهم، وهذا الأمر من شأنه أن يساعده كثيراً أثناء تأدية الامتحانات إضافة إلى “التربية على الثقة التي تجعل الطالب واثقاً غير متردد من دراسته، ومستواه وقدراته على الحل أثناء أدائه الامتحان.” والعمل على تذكيره دائماً أن مصير الغش هو الوصول إلى حائط مسدود في نهاية الأمر، فإنّ نجح أثناء الفصل فكيف سيستطيع النجاح في الامتحانات العامة ، وإن تخطى الثانوية، فماذا سيفعل في المرحلة الجامعية، وإن تخطى بعض سنوات الجامعة، فكيف سيتصرف في حياته المهنية؟ هل سيبقى معتمداً على الغش طوال حياته؟
والعمل على تعويد الطالب على السعي والدرس، وعدم الركون للسهل البسيط والاستمتاع بالبحث، ففي المجتمعات المتطورة علمياً وتكنولوجياً، تسيطر حالة من الشغف العلمي والتنافس على كل ما هو إبداعي، فإذا كان تفكير الطالب منصبّاً على البحث والتحليل، فمن المستبعد جداً أن يفكّر في الغش.
وأخيراً لا بدّ من القول: إنّ المجتمع الذي يكرس عمليات الغش هو مجتمع يعوّد أبناءه على خمول العقل، واستبعاد التفكير الإيجابي، والاعتماد على الجاهز من دون التفكير في العواقب.