السادس من أيار.. كفاحٌ بطوليٌ وذاكرة زاخرة بمعاني الانتصار والشهادة

تشرين – بارعة جمعة:
«خير المطالع تسليم على الشهدا».. في ذكراهم تختلط المعاني والصور، تُعيد الذاكرة ترتيب الأحداث والدلالات، أبناء الوطن الشامخ بانتصاراته بذلوا الدماء في سبيل العز والكرامة، فكانوا قوافل ممتدة عبر الأزمنة وفي كل فصول الحرب الإرهابية المستمرة على سورية.
«أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر» هذا ما قاله القائد المؤسس حافظ الأسد في وصف الشهداء، كما اختير يوم السادس من أيار لهم بعد إعدام العثمانيين المستعمرين للكثير من الشهداء من سورية ولبنان، فكانوا شرارة الثورة السورية التي طردت المحتل العثماني.
ذكرى سنوية
رحلوا جسداً وبقوا أرواحاً طاهرةً زكيّة، حلّقت أرواحهم في سماء الكون معلنةً النصر والخلود، وفي ذاكرة العميد الركن المتقاعد جريس صليبة من رابطة المحاربين القدماء في الجيش العربي السوري، ممن عاصروا أجيالاً من الفدائيين والكثير من البطولات المُشرفة، فكانوا خير من شهد على الحروب والانتصارات، واليوم تطل علينا ذكرى الشهيد الذي حمل اسم الشهادة فاستحق أن يكون وساماً معلقاً على صدورنا جميعاً، هي دعوة وجهها العميد جريس للجميع قائلاً: شهادتهم هي سر بقائنا ووجودنا، كل التقدير والوفاء لأرواحهم الطاهرة.

العميد الركن المتقاعد صليبة: الشهداء رحلوا جسداً وبقوا أرواحاً

طاهرةً زكيّة حلّقت أرواحهم في سماء الكون معلنةً النصر والخلود

هم مشاعل النور، بخطاهم رسموا المستقبل، فكُرّموا من قبل القائد المؤسس حافظ الأسد والسيد الرئيس بشار الأسد، فكانت مقاعد الجامعات وكان التعليم خاصاً لهم وبهم، وفي كل عام تحتفل رابطة المحاربين القدماء بهذا اليوم، التي انتمى إليها الكثير من مواكب الشهادة حسب حديث العميد صليبة، فيما قدمت الرابطة قرابة 60 شهيداً في الحرب الظالمة على سورية، الذين قاموا بواجبهم في الدفاع عن الأرض والعِرض في حرب استهدفت الجميع، وبشهادتهم بقيت البلاد على قيد الحياة، والذين بدورهم حموا وجود الأمة العربية أيضاً.
من قدم نفسه فداءً للوطن له كل التقدير في هذا اليوم، كما لصمود وحكمة الرئيس الأسد معنى يُغني العيد، وأعطى الدفع لتكريس معاني الشهادة والدفاع عن الوطن، أما عن أسر الشهداء فأقول لهم – والحديث للعميد المتقاعد صليبة – «فقدتم أعز مالديكم وفقدنا أعز مالدينا، هم أبناؤنا وعشنا معهم كل اللحظات والمجالات، الشهيد من أسركم هو شهيد سورية» عبارات تقدير واعتزاز حملها العميد جريس صليبة لكل امرأة قدمت فلذات أكبادها كُرمى للوطن، فهذه الأرض أرض المحبة والعطاء وستبقى منتصرة ولن تُضام، بهمة قائدها وجيشها وشعبها المقدام، معاهداً الشهداء بالاستمرار على النهج، للتحرير الكامل للأرض.

رعاية خاصة
انتصارات متلاحقة سجلها أبطال الجيش العربي السوري في مواجهة العدوان التكفيري المدعوم من الخارج، وقد امتزجت فيه دماء شهداء اليوم بدماء شهداء الأمس دفاعاً عن كل ذرة تراب من وطننا الغالي وتمسكاً بالثوابت الوطنية في مواجهة قوى الشر والعدوان، صورة من التضحيات قدمتها العميد نجوى ميهوب رئيس فرع الإعلام والعلاقات العامة في مديرية شؤون الشهداء، مؤكدة الاهتمام الخاص بذوي الشهداء والجرحى والمفقودين، بالاستماع لطلباتهم ومعالجتها وتقديم التسهيلات اللازمة لهم فيما يخص استحقاقات شهداء الحق والواجب.
مهام كانت ولاتزال ضمن عمل المديرية، التي أخذت على عاتقها تعويض أسر الشهداء، وتصفية حقوقهم التقاعدية وصرف تعويضاتهم المُستحقة، والسعي لتأمين فرص عمل لزوجات وأبناء وأشقاء الشهداء وفق حديث العميد ميهوب، مؤكدة التزام المديرية بتأمين العلاج الكامل للأسر وتنظيم المسح الاجتماعي وتحديثه دورياً وتسليم بطاقات الشرف ووثائق الاستشهاد، إضافة لتنشئة الطلاب المنتسبين – من ذوي الشهداء – إلى المدارس الداخلية تنشئة وطنية واجتماعية ونفسية صحيحة، والمساهمة في بناء جيل واعٍ ومثقف من خلال رعاية أبناء الشهداء اجتماعياً وعلمياً وثقافياً وتربوياً، عبر ترسيخ القيم الوطنية والأخلاقية.

العميد ميهوب: انتصارات متلاحقة امتزجت خلالها دماء شهداء

اليوم بدماء شهداء الأمس دفاعاً عن كل ذرة تراب من وطننا الغالي

ولأنهم الأكثر شعوراً بالانتماء لمدرسة الشهادة والشهداء، لابد من التوجه إليهم بامتيازات خاصة تقدمها مديرية الشهداء ووفق تصريح العميد ميهوب يتم منح الإعانة الدراسية لأبناء الشهداء والتعاقد مع الخبرات العلمية والمهنية للاستفادة منها بما يخدم عمل المديرية بشكل عام والمدارس بشكل خاص، إضافة لتنظيم رحلات تعليمية تثقيفية وترفيهية بشكل دوري لأبناء الشهداء في المدارس الداخلية، عدا عن تسمية المدارس والمرافق العامة بأسماء الشهداء بالتنسيق مع الإدارة السياسية والجهات الأخرى ذات العلاقة.
نهج مستمر
في كل عام نُعيد ذكرى الشهيد في السادس من أيار، يوماً وطنياً لتعريف الأجيال القادمة بالتضحيات التي قدمها الأسلاف للسير على خُطاهم، تأكيدٌ من العقيد الركن رمزي الحرفوش على ضرورة السير في ركب الشهداء والتذكير بهم وببطولاتهم، وإرساء الروابط بين الأجيال وتذكير الشباب بالتضحيات، لاستخلاص العِبر والاقتداء بها.
تُطل علينا هذه الذكرى وجيشنا البطل بقيادة السيد الرئيس الفريق بشار الأسد يحقق انتصاراته، حاملةً معها عبق النصر ورائحة الشهادة، ويغمرنا الأمل بحياة مشرقة عزيزة وكلنا ثقة بما سنحققه من بطولات وفق تأكيدات العقيد الحرفوش.

العقيد الركن الحرفوش: يترسخ مفهوم الشهادة لدى الجيش العربي السوري من عقيدته الوطنية الراسخة بأنه جيش يدافع عن شعبة ويقدم التضحيات

ويترسخ مفهوم الشهادة لدى الجيش العربي السوري من عقيدته الوطنية الراسخة، بأنه جيش يدافع عن شعبه ويقدم التضحيات من أجل حمايته وحريته، من التاريخ النضالي للشعب العربي السوري وتمسكه بأرضه وكرامته واستعداده للموت في سبيل الأرض والعِرض، ومن أجل الحفاظ على هويته برأي العقيد الحرفوش، ولم يسبق لأحد أن أدرك قيمة الشهادة كقيمة اجتماعية عُليا في حياة الشعب كما أدركها الشعب السوري وقيادته.
والقائد المؤسس حافظ الأسد أولى الشهادة اهتماماً خاصاً ولم يخلُ خطاب له من ذكرى الشهادة والشهداء وآمن بأنها الطريق الى النصر والتحرير، فالأمة التي لا تؤمن بالشهادة لا يمكنها أن تستمر بالحياة، والأمة التي لا تحترم شهداءها ليست أمة جديرة بالحياة نفسها، وإن اللحظة التي يبلغ فيها المرء أعلى مراتب الإنسانية هي تلك اللحظة التي يسير فيها نحو الشهادة.

اقرأ أيضاً:

إرثنا شهادة.. ونجدده أبداً

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار