مبادرات تعليمية مجانية لاحتضان طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية المتضررين من الزلزال في اللاذقية

تشرين- سراب علي:
انطلاقاً من واجبهم التعليمي والتربوي والإنساني، بادرت مجموعة من المدرسين من مركز الفيزياء التطبيقية والعلوم الأساسية، ومنهم (باسل سلطان وهناء رسلان وفاطر يونس.. وغيرهم من المدرسين)  بمبادرة لتعويض الفاقد التعليمي لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية في محافظة اللاذقية،  استهدفوا من خلالها الطلاب المتضررين من الزلزال بعد أيام على وقوع الزلزال،  لتعويض ما فاتهم من منهاجهم الدراسي في مقر مركز الفيزياء، بعد أن توقفت العملية التعليمية لفترة وجيزة في المحافظة، بسبب الضرر الذي أصاب الأبنية المدرسية جراء الزلزال.
وكان إقبال الطلاب على المبادرة كبيراً، ورغم الآلام التي أصابتهم وما عانوه من تعب نفسي وجسدي، أرادوا أن يواصلوا تعليمهم بدعم واحتضان من المعلمين الذين أطلقوا المبادرة، والتي كانت رديفة ومساندة لما تقوم به مديرية التربية من تعويض للفاقد التعليمي.
وأشار الطلاب المستفيدون من المبادرة من الصف التاسع والبكالوريا  إلى الدعم النفسي والتعليمي الذي تلقوه من الأساتذة، مؤكدين حرصهم على متابعة تحصيلهم العلمي بكل ثقة بوجود هؤلاء المدرسين.
مبادرة احتضان
وأشار صاحب المبادرة المدرس والمشرف العلمي في مركز الفيزياء التطبيقية في اللاذقية باسل سلطان،إلى أنها  مبادرة احتضان وليست فقط تعليمية، لكي يعلم الطالب أنه ليس وحده في هذه المحنة  ونحن بجانبه، ونسانده أياً كان الضرر الذي لحق به، فالكثير من الطلاب تضرروا نفسياً ومادياً ومنهم من فقد جزءاً من الأمان، وفقد أهله،  وواجبنا كمربين أن نحتضنهم ونقدم لهم هذه الخدمة، وهذا واجبنا اتجاههم واتجاه مجتمعنا .
مشيراً إلى أنه يتم شرح الدروس وإجراء اختبارات لكل درس، مع وضع نموذج امتحاني لكل درس أيضاً وتصحيحه، والتركيز على المعلومات بشكل مستمر.
وأضاف سلطان:  إن هذه المبادرة رديفة ومساندة لما تقوم به مديرية التربية من تعويض الفاقد التعليمي، ودورات مجانية لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية، وبدعم منها استطعنا استقطاب الكثير من الطلاب وهم الآن على مقاعد الدراسة من جديد .
دعم نفسي وتعليمي
المشاركة في المبادرة مدرسة الكيمياء في مدرسة الشهيد كاسر داوود،  وطالبة الدراسات العليا والمشرفة على قسم الكيمياء في مركز الفيزياء التطبيقية  هناء رسلان  أشارت في حديثها لـ(تشرين): إلى أنه كان وقع حدوث الزلزال كبيراً على الطلاب، وعلى الجميع في المحافظة، وجاء في فترة إنهاء الجزء الأخير من المنهاج، وتوقفت العملية التعليمية لفترة مؤقتة، وهذا وضعنا كمدرسين ومربين أمام مسؤولية كبيرة للتصرف بسرعة تجاه مجتمعنا وطلابنا، ومن هذا المنطلق انطلق الجميع من أبناء المحافظة كل من موقعه و نحن كمدرسين بدأنا مبادرتنا لاستقطاب ومساعدة طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية، المتضررين من الزلزال نفسياً ومادياً ومعنوياً.
وبينت رسلان أن حالة التشتت التي كان يعيشها الطلاب حتمت على  المدرسين تشجيعهم ودعمهم نفسياً وعلمياً وتحفيزهم على الدراسة، مضيفة: بدأنا معهم بتعويض الفاقد التعليمي، من حيث أنهوا آخر درس لديهم في مدارسهم مع متابعة يومية  وتثبيت للمعلومات بشكل مستمر.
مستمرون معهم
وهذا ما أكده مدرس الرياضيات فاطر يونس في حديثه لـ(تشرين) وأضاف: من منطلق حرصنا على العملية التعليمية وعلى أبنائنا بألا يكون لديهم نقص في المعلومات، ومن منطلق حرصنا على ما قدم لنا وطننا، وقطاعنا التربوي كان جلياً بنا أن نرد بعضاً من هذا الفضل،  فانطلقنا من واجبنا الإنساني والتربوي والتعليمي بأداتنا التي نمتلكها (العلم)، ووضعنا الأطر الأساسية وبرنامجاً تدريسياً لاستقطاب المتضررين من الزلزال، والطلاب الذين ليس لديهم القدرة المادية ليتابعوا المنهاج، و كان الأهم من ذلك دعمهم وتحفيزهم للعودة إلى الدراسة بعد مصابهم  وأهاليهم.
مؤكداً الاستمرار معهم في أي وقت، وحتى اليوم الأخير من الامتحانات حتى يجتازوا امتحاناتهم بسلام.