استثمار “زبائنه” بالملايين والتربية لا تعرف سبب عدم تفعيله..”بوفيه المدرسة” فرصة ضائعة ووجه آخر للهدر!!

تشرين – أيمن فلحوط:

كثير من الأهالي والزملاء والزميلات باتوا يشعرون بالحرج أمام أبنائهم حين يتوجهون إلى مدارسهم، وهم يطلبون “الخرجية” على أمل قيامهم بشراء ما يحلو لهم من المقاصف أو البوفيهات الموجودة في معظم المدارس بشكل رسمي، أو بشكل غير رسمي، حين يجد بعض “الأذنة” الفرصة مؤاتية، لاستغلال غياب أي مقصف أو بوفيه في هذه المدرسة أو تلك، لكونها لم تحظَ بعملية الاستثمار، مغتنماً الفرصة فيما يحلو له، أو لها، من عمليات البيع وبأسعار كاوية بشكل واضح، عما هو بالمحلات التجارية بالقرب من تلك المدارس، أو عبر الطرق المؤدية لها، ومن دون حسيب أو رقيب، وهذه الأخيرة أيضاً لاتوفر جيوب التلاميذ والطلبة مطلقاً، عدا عن الجوانب الصحية حيث بات العديد من الأهالي يحجمون عن منح “الخرجية” لأبنائهم، وقد بذلوا جهوداً كبيرة لإقناعهم بذلك، كما فعلت والدة الطفل قصي صف ثالث ابتدائي، حين اتفقا على عدم الشراء من المدرسة حيث تقوم الآذنة بعملية البيع فيها، وبمشهد لم يرق لوالدة قصي، التي تضيف: لا نعرف إن كانت إدارة المدرسة تراقب عمل الآذنة على الصعيد الصحي في البيع والأسعار، أم إن الإدارة تبرر كما جرت العادة عند أي مناسبة، وسؤالها عن ذلك: “حرام.. خطي.. بدهن يعيشوا”

العوائد المادية السنوية للمقاصف المدرسية 60% للمدارس و40% للتربية

داخل حرم المدرسة
السؤال الذي يفرض نفسه: كيف سُمح لهؤلاء الأذنة بعملية البيع داخل حرم المدرسة، وفي الغرفة المخصصة لهم، وما منعكسات ذلك على أداء الآذن أو الآذنة في المدرسة.
أم عبد الله تعطي لأبنها الصغير في الصف الأول في إحدى مدارس ريف دمشق، ألفي ليرة سورية في بعض الأيام، لكونها لا تستطيع فعل ذلك كل يوم، نتيجة للظروف المعيشية الصعبة، ولا يمكن شراء سوى قطعة واحدة من البوفيه للمدرسة، لأنه يرى بعض أقرانه من الميسورين يشترون يومياً، فقطعة البسكويت الواحدة تتجاوز 1500 ليرة والكروسان 2500 ليرة ونوع آخر من البسكويت وصل لأربعة آلاف ليرة، والعلكة صارت ب 125 ليرة والمصاص 200 للواحدة، وحدث ولاحرج على الأسعار والمفارقات، لتصل إلى نتيجة مفادها أن “خرجية” الطفل بانتظار ذاك المتعهد للمقصف أو البوفيه أو الآذنة، والشاطر منهم من يقدم نفسه بصورة جذابة ليقوم الطلبة بشراء المتوافر لدى هؤلاء.

600 مدرسة في ريف دمشق من بين 1360 مدرسة تستثمر مقاصفها

غير بعيد عن ذلك الأسعار الكاوية في المدارس الخاصة بدمشق، فسندويشة الفلافل الصغيرة تتجاوز 1500 ليرة المكونة من الخبز الصغير وقرصين من الفلافل فقط، عدا أسعار المشروبات وبقية المواد التي تباع في تلك المدرسة المشهورة بين مدارس دمشق، كما أشار ريان طالب البكالوريا خلال دراسته هذا العام في تلك المدرسة.
وفي سؤال لإحدى مديرات المدارس في ريف دمشق، تبين أنه منذ سنوات لم يقم أحد باستثمار البوفيه الخاصة بالمدرسة، مستذكرة أن البوفيه قبل أربع سنوات كانت عوائدها السنوية من  النسبة المخصصة للمدرسة 480 ألف ليرة، وهناك مدارس في تلك الفترة فاق عائدها المليون ليرة سنوياً، كما نقل لها عدد من مديري المدارس.

عوائد المدارس والتربية
توزع العائدات المادية الخاصة بالمقاصف أو البوفيهات في المدارس الحكومية بنسبة 60 في المئة للمدرسة و40 في المئة للتربية، وفقاً لمدير تربية ريف دمشق ماهر الفرج في رده على استفسار تشرين عن آلية توزيع العائدات، مضيفاً: إن 600 مدرسة فقط في ريف دمشق يتم استثمار مقاصفها أو بوفيهاتها من بين 1360 مدرسة على مساحة الريف، وهو ما يدعو للتساؤل عن أسباب العزوف عن الاستثمار في تلك المدارس، ويرى الفرج أن هناك دراسة في مديرية التربية للوقوف على ذلك، سيوضحها في الأيام المقبلة حين يتم طرح الاستثمار مجدداً، وما يمكن العمل عليه لتجاوز هذه المسألة لغياب المقاصف والبوفيهات التي تشكل رافداً مساعداً كما أشار من خلال النسب المحددة لها من العائدات المادية السنوية.

المتعهدون والمستخدمون يستحوذون على “خرجية” الطالب بأسعارهم الكاوية

الشروط الصحية والمراقبة
للوقوف على الشروط الصحية لغرف المقاصف والعاملين فيها ومحتوياتها وآلية المراقبة صحياً وللأسعار توجهنا إلى مديرة الصحة المدرسية في وزارة التربية الدكتورة هتون طواشي، التي أوجزت الشروط المتعلقة بغرفة المقصف، أن يكون موقعها بعيداً عن مصادر التلوث المختلفة بما فيها المرافق الصحية، ويفضل أن يكون في حديقة المدرسة إن وجدت.
ومجهزة بـ (براد لحفظ المواد الغذائية – مغسلة – خزان ماء احتياطي – حاوية قمامة داخل المقصف تفتح بالقدم حصراً – حاوية قمامة خارج المقصف وبالقرب منه) على أن يتوافر الصرف الصحي السليم للمقصف.

أما ما يتعلق بعامل المقصف فيفترض أن يكون حائزاً على شهادة صحية من دائرة الصحة المدرسية المعنية تتضمن (الفحص السريري – صورة الصدر– فحص بول وبراز) وتجرى مرتان في بداية العام الدراسي، وفي بداية الفصل الثاني لجميع العاملين بالمقصف، وحسن المظهر والسلوك ويرتدي لباساً خاصاً بالمقصف وغطاء رأس، مع التأكيد على ارتداء الكمامة والقفازات بشكل دائم داخل المقصف.
في حال تعرض أحد العاملين بالمقصف لحالة مثبتة أو مشتبهة لفيروس كورونا يغلق المقصف لمدة خمسة أيام، ويستبدل العامل المصاب إلى حين التأكد من شفائه من قبل دائرة الصحة المدرسية.
محتويات المقصف
أما محتويات المقصف فتتكون من: عبوات من الحليب المعقم أو اللبن أو العصير الطبيعي المعبأة آلياً، ومأمونة المصدر وخالية من أي إضافات كالملونات أو المنكهات، أما المواد الغذائية مغلفة بشكل آلي وصحي ومحفوظه بشكل جيد، وضمن فترة الصلاحية المحددة بشكل جيد واضح على العبوة، ومن مؤسسات مرخصة صحياً، والكرواسان مغلف ألياً، عبوات صغيرة من المكسرات الطبيعية (فستق –قضامه-لوز ……..الخ) معبأ آلياً وخاليه من أية اضافات.
عبوات صغيرة من الفواكه المجففة (زبيب-تمر –تين ) وخالية من أية إضافات.

الممنوعات
أما المواد الممنوع بيعها كما تشير مديرة الصحة المدرسية فهي  أي نوع من أنواع السندويش المحضر داخل المقصف أو خارجه، والأطعمة  المعلبة أو المطبوخة داخل المقصف، الخضار أو الفواكه النيئة والأطعمة المكشوفة، العصائر الملونة أو العبوات المثلجة والبوظة والبطاطا المقلية والعلكة بأنواعها، المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة وكافة المشروبات الساخنة، الدخان أو أشرطة التسجيل أو الصور أو السيديات وبكافة أنواعها.
يسمح للتلاميذ والطلاب بجلب: السندويش المحضر في المنزل إلى المدرسة أو قطع الخضار الطازجة، إضافة لجلب كأس أو عبوة مياه صغيرة، ويحظر على الأطفال جلب المواد الغذائية من خارج المدرسة المخالفة لما ورد سابقاً، مع التأكيد عليهم عدم تبادل أو مشاركة الطعام وعبوات المياه فيما بينهم.

من يراقب؟
يقوم المشرف الصحي ومدير المدرسة كما تؤكد الدكتورة طواشي بمراقبة المعايير الصحية في مقصف المدرسة والأسعار، ومن خلال جولات الأطباء والمساعدات الصحيات العاملين في الصحة المدرسية.

مديرة الصحة المدرسية: المشرف الصحي ومدير المدرسة يقومان بمراقبة المعايير الصحية والأسعار

وفي حال أية مخالفة للمعايير والشروط المذكورة سابقاً يحال المستثمر إلى لجنة المقاصف في مديرية التربية لاتخاذ الإجراءات القانونية أصولاً.
في حال وجود مخالفات يتم إعلام إدارة المدرسة، ويعطى المستثمر انذاراً ومهلة لتعديل المخالفة لمدة أسبوع، وتتم زيارة المدرسة مرة أخرى بعد انتهاء المهلة، وفي حال عدم الالتزام يغلق المقصف مباشرة.
مع بداية العام الدراسي الحالي الذي شارف على الانتهاء، أعطت الوزارة صلاحيات لرئيس دائرة الصحة المدرسية، بإغلاق المقصف مباشرة في حال وجود مخالفة، ولم يلتزم المتعهد بتعديلها بسبب انتشار الكوليرا خلال نفس فترة افتتاح المدارس بشهر أيلول.
أما الأسعار فيتم التقيد بما تقوم وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك باعتماده.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار