«سمك لبن تمر هندي» في أخطاء بعض المخرجين!

تشرين- نضال بشارة:

صحيح أنه يحق للمخرجين تغيير ما يريدون في السيناريو الذي بين يديهم، لضرورات بصرية، لكن ليس كيفما اتفق، كأن يخلط المخرج محمد عبد العزيز بين خطاب الشخصية ومستواها اللغوي وفق الشريحة التي تنتمي لها، وبين خطابه هو! ففي مسلسل “النار بالنار”، نزعم أنه أجرى تعديلاً على كاتب المسلسل رامي كوسا، بما أننا قرأنا عن خلاف حدث بينهما في ظل ذلك،  وكنا قد اقتنعنا في بداية المسلسل بمقدرة شخصية ” مريم /كاريس بشار” التي وفق الحلقات الأولى كانت معلّمة ولذلك استطاعت أن تشير لشخصية ” عزيز/ جورج خباز” بضرورة تصحيح جملته التي كتبها على اللافتة، بالقول (يجب أن تكون “السوريين” وليس “السوريون”)، فكيف انتهى بها المخرج إلى عدم معرفتها البيانو من الأورغ وبإصرار، في تكرارٍ غير منطقي، بحجة أنها بائعة ربطات خبز، كما روت لعزيز، رغم أنها سبق أن قدمت نفسها كمعلّمة! ثم إن مريم القادمة من حي شيخ محي الدين ابن عربي كما ظلت تتباهى، والمتأثرة بصوفية مشايخها  يفترض ألا تحمل سكيناً، أشهرته مراراً بوجه الآخرين، إلاّ وقت الحاجة لإشهاره في وجه زوجها فلم تفعل، الأمر الذي أخلّ بالبناء الدرامي للشخصية!

سخية الدمع
لم يتنوع أداء الممثلة فاديا خطاب منذ سنوات ما قبل الحرب، فهي تجتهد في الحفاظ على المرتبة الأولى في البكاء بثوانٍ، مهما كان دورها، بسبب أو من دون سبب، وهذا ما اجتهدت عليه في الـ( ج 2) من مسلسل “مقابلة مع السيد آدم”، فكانت تبكي من دون سبب، كما أنها لم تحافظ على الشخصية التي أدتها  الفنانة ضحى الدبس في الـ( ج 1)، وهذه مسؤولية المخرج فادي سليم.  في حين استطاع باقتدار الممثل “يزن خليل” المحافظة على شخصية المحامي يوسف وجسّدها بالخط ذاته في السلوك والمزاج والحركات والتفكير، وفق ما جسّدها الممثل ” لجين إسماعيل” في (ج1) ، فتارة تحسبه مجنوناً وتارة أخرى تحسبه خبيثاً وذكياً لا تفوته ملاحظة ما تفعله زوجته سابقاً “ديالا/ رنا شميس” التي لم نلحظ أنها قدمت جديداً في أداء شخصيتها عن الجزء الأول.

استغراب!
يستغرب بعض المتابعين للمسلسلات أن يستخدم (بعض) الممثلين والممثلات، مفردات لا تليق بهم، خاصة في تصريحاتهم حول بعض الأعمال الدرامية، التي ساهم بها زملاء لهم، كما يستنكرون عدم قدرة هؤلاء الممثلين والممثلات على تقييم تلك الأعمال بلغة فنية عالية أو صائبة. ولا يبتعد عنهم معشر المخرجين فإنك لتجد بعضهم من دون مناسبة يصرحون منتقدين عملاً لزميل لهم من دون وجه حق، ربما وجدوا فيه منافسة لعملهم الذي يعرض في الوقت نفسه، فكلامهم هذا يأتي أيضاً في إطار غير نقدي ولا موضوعي،  وهذا ما يدفع بالمتابعين للدراما للسخرية منهم إلى حدّ التنمر عليهم، ربما لأنهم يأملون منهم كلاماً نقدياً يضيء كل تخاريم المسلسلات التي يتابعونها، بحكم أنهم أهل الكار الذين يعرفون المقومات الفكرية والفنية والتي ينسج عليها أي عمل درامي.

الـ”يوتيوب” طبيباً!
الشطط في الأحداث والهذر في حوار بعض الشخصيات، القاسم المشترك لأغلب المسلسلات في هذا الموسم، ما يؤكد ضرورة التحوّل إلى الأعمال المقتضبة التي لا تتجاوز العشر حلقات، فتخفيض عدد الحلقات يعني أيضاً تخفيض كلفة الإنتاج. فلو أردنا مثالاً ناصعاً عن الشطط، نشير إلى الحلقة الأخيرة من “النار بالنار” فالحوار الذي دار بين شخصيتي ” مريم/ كاريس، وزوجها عدنان/ شادي الصفدي” في بيت “عمران/ عابد فهد” قبل أن يقبل عدنان على قتلها، حوار طويل جداً لشخص قرر أن يقتل زوجته، رغم عدم اقتناعنا بسبب القتل ولا بطريقة القتل عبر النحر، كما لم نقتنع بكيف لم يستطع الزوج معرفة مكان زوجته طالما هو غير سجين وغير ميّت، إلى أن جاء به عمران!.  كما أننا لم نقتنع كيف رضيت مريم العيش مع عزيز في بيت واحد رغم قساوة ظروفها، من دون ارتباط شرعي يحميها، وهي التي عاشت عفيفة طوال (5) سنوات فترة غياب زوجها!. وكذلك الحال مع مشهد ولادة “رؤى على يد بارود” بهذا الشكل المضحك، فهو مشهد طويل، ويقول للقابلات القانونيات والطبيبات الاختصاصيات بالتوليد، أخلوا مكانكم للـ”يوتيوب” فهو قادر على مساعدة أي امرأة على الولادة، فهل هذه دراما؟!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار