ما هو عدد ساعات العمل المناسبة للحفاظ على إنتاجية جيدة خلال شهر رمضان؟ 

تشرين- دينا عبد:

مع حلول شهر رمضان المبارك من كل عام، يتم خفض ساعات عمل الموظفين، وهنا تظهر العلاقة بين الصيام وإنتاجية الموظف في عمله، الذي يقوم به، بالرغم من عدم وجود دراسة تؤكد إن كانت تزيد أو تنقص طاقة أو إنتاجية أو نشاط الموظفين في شهر رمضان ؛ فقد تتغير سلوكيات البعض منهم نظراً لتغير العادات لديهم، كالسهر حتى وقت السحور، وتقليل ساعات النوم ومشاهدة التلفاز ، لذلك  يجد البعض أنه أمر طبيعي أن ينعكس أداء الموظفين سلباً بشهر رمضان.

خبير موارد بشرية: ٨٠% ينجزون  أعمالهم  خلال ٤-٦ ساعات

تشرين استطلعت آراء الموظفين وكانت متباينة، بين من يشعر أنه يؤدي عمله بشكل جيد وينهيه قبل مرور الوقت، وبين من يصيبه الملل والتعب من أول ساعة نظراً لعدم شربه فنجان قهوته أو ما شابه ذلك.

كسل وخمول

يصعب على الصائم أداء عمله بالطاقة والوتيرة نفسها التي كانت لديه سابقاً قبل بدء شهر الصوم، فخلال وقت قصير يشعر بالكسل والخمول والنعاس، هذا ما تحدث به يوسف (موظف) مشيراً إلى أن المراجعين يتأففون من الانتظار، والموظف بالوقت نفسه يشعر بالضغط في العمل، وعليه أن ينجز المهام الموكلة إليه في الوقت المحدد؛ لذلك يرى من وجهة نظره أنه يجب تقسيم العمل بين الزملاء فيما بينهم بالتناوب، فليس ضرورياً تواجد الجميع في المكان نفسه، وخاصة إذا كانوا يقومون بالعمل نفسه، مبيناً أنه يكفي وجود موظفين اثنين في يوم، وآخرين في يوم ثاني، وهكذا يرتاح اثنان ويداوم اثنان، وبذلك يكون الدوام بالتناوب والراحة نفسية بالوقت نفسه، ويعود الموظف إلى عمله مرتاحاً ونشيطاً.

أما هديل فتجد أنه من الواجب قيامها بعملها، سواء كان في شهر رمضان أو خارج الشهر، مبينة أن عملها في البنك لم يتغير، فيومياً هناك مراجعون تقوم بخدمتهم، إلا أنها تحس بصداع بعد مرور عدة ساعات نظراً لبقائها دون طعام أو شراب أو تدخين ( حسب العادة).

فكرة إيجابية

وعن رأيها بتقليص ساعات العمل بينت أنها فكرة إيجابية، لأن الهم الأكبر للموظفين يكون إنهاء عملهم، والانصراف إلى منازلهم للاهتمام بشؤون أسرهم وتحضير الإفطار، فبرأيها إن ساعات العمل كلما طالت فإن إنتاجية العاملين تتراجع بسبب شعورهم بالخمول والكسل.

فيما تعترض إحدى الموظفات لأن نمط الحياة يتغير جذرياً خلال شهر رمضان، ولكن كان الأجدى أن يبقى الدوام عند الساعة الثامنة صباحاً كالأيام العادية، وينتهي عند الساعة الثانية عشر ظهراً، بتأكيدها أن الدوام الباكر يمنح الموظفين  فرصة أكبر، ويحفزهم على إنتاجية أكبر من الوقت المعتاد، وكذلك يمنح الموظفة وخاصة في حال كانت أماً  فرصة للعودة لمنزلها لمتابعة متطلبات المنزل.

حقوق العاملين

خبير الموارد البشرية وتطوير الذات م.محمد خير لبابيدي بين ل”تشرين” أنه في البداية دعونا نعلم أنه وخلال العهود الماضية، كان يتم استغلال العاملين في العالم ليعملوا أكبر مدة ممكنة قد تصل إلى عشرين ساعة، الأمر الذي أدى إلى اضطرابات عمالية في العالم، وكان من نتائجها  نشوء النقابات لحماية حقوق العاملين.

ومن وجهة نظر علم التنمية البشرية فإن الإنسان قادر أن يعطي 80 إلى 90% من جهده في العمل خلال مدة عمل تتراوح من أربع  إلى ست ساعات، وتقل النسبة تدريجياً حتى تنقلب إلى أداء سلبي بعد عمل 12 ساعة متواصلة دون راحة.

ولذلك نلاحظ أن دوام الموظفين في دوائر الدولة ينحصر تقريباً ضمن هذه المدة، وفي رمضان لا يتأثر الأداء عند العامل كثيراً ضمن هذه المدة، ولكن التعب سيظهر عليه، ويتأثر أداؤه سلباً أكثر في رمضان بعد هذه المدة.

وعطفاً على ما سبق نرى أن الغالبية من الناس في رمضان ترغب بالسهر؛ الأمر الذي يجعل  الاستيقاظ على السحور يتطلب منهم جهداً إضافياً ويسبب لهم شيئاً من العناء.

لذا فهم يحتاجون إلى راحة ونوم جيد بعد تناول وجبة السحور وأداء صلاة الفجر، لذلك يتم تقديم موعد العمل ساعة صباحاً وهذا أمر جيد بالعموم.

وبالختام يجب أن نذكر أن العمل المفيد بساعات وأيام قليلة، خير وأكثر جودة من العمل لساعات طويلة وأيام متواصلة دون عطل.

لذلك معظم الدول أصبح لديها يوما عطلة أسبوعية، وبعضها أصبح لديه ثلاثة أيام في الأسبوع، بعدما تبين لهم أن العامل يعود أكثر نشاطاً للعمل و قدرة على الأداء، بعد أن ينال راحة وفرصة للاستجمام يقضيها مع أسرته وأصدقائه.

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار