خريجو الإرشاد النفسي مؤهلون بنسبة ٧٠% للعمل الميداني … كلية تربية اللاذقية تفتتح عيادة نفسية للتعامل مع حالات الهلع اختصاصيون تربويون: ضرورة إخضاع الخريجين لدورات تدريبية بالدعم النفسي الأولي

تشرين – سراب علي:
بعد مرحلة الاستجابة للإغاثة، كان للدعم النفسي دور كبير في مساعدة الأهالي المتضررين بفعل الزلزال، لتجاوز الصدمات والحالات الانفعالية والاضطرابات الناتجة عن صدمة الزلزال، حيث عملت فرق الاستجابة النفسية في كلية التربية في جامعة تشرين كما بقية الفرق التطوعية في محافظة اللاذقية، إضافة للمختصين بالدعم النفسي للمتضررين من الزلزال، على رفد الميدان بأشخاص مدربين فنفذت مجموعات العمل الميداني أنشطة دعم نفسي للأطفال، وجلسات تفريغ انفعالي وتحديد احتياجات للفئات العمرية الأكبر.
٤٠ متدرباً لدعم الأهالي
وبيّن عميد كلية التربية في جامعة تشرين الدكتور منذر بوبو قال في حديثه لـ”تشرين” أنه انطلاقاً من الإلمام بحجم الصدمة عند الأشخاص بعد الزلزال، وما يتولد لديهم من (كرب ما بعد الصدمة)، وأهمية الإسعاف الأولي والدعم الغذائي والأمان والسكن، وعدم إمكانية تقديم الدعم النفسي لهم في ظل ظروفهم، لأن الدعم النفسي يحتاج إلى مكان هادئ وأن يكون الشخص مرتاحاً، حيث تختلف مناعة الأشخاص ضد الأحداث من شخص إلى آخر، لكل ذلك ارتأت كوادر الكليّة أن تكون موجودة على الأرض، بعد أيام من تأمين الأمان والغذاء لهم، لدعمهم ليس في مراكز الإيواء فقط، بل في المنازل حيث يوجدون في منازل أقاربهم.
وأشار بوبو إلى أنه تم تدريب فريق التدخل النفسي المشكّل في كلية التربية ومن قسم الإرشاد النفسي لتقديم الدعم النفسي الأولي للمتضررين من الزلزال في مدينتي اللاذقية وجبلة، والبالغ عددهم (40) متدرباً من أعضاء هيئة تعليمية وطلبة دراسات عليا وخريجين و بعض المتطوعين من خارج الكلية، وتم التدريب لمدة يومين بمعدل ٤ ساعات يومياً على أيدي اختصاصيين، وجرى خلال التدريب تعريفهم بمفهوم الإسعاف النفسي الأوّلي، ومتى يقدّم وتقنيات تقديمه، وكذلك المبادئ الأساسية للدعم النفسي الاجتماعي، ومفهوم الصدمات أثناء الكوارث وكيفية التعامل معها لدى كلّ الفئات العمرية، مشيراً إلى أن الفريق قام بتغطية كل مراكز الإيواء والمشافي وأماكن وجود الناجين من الزلزال، من خلال مجموعات عمل صغيرة توزعت جغرافياً في كل المناطق، حيث تم الاتفاق على آلية العمل، بحيث تعمل فرق مع الأطفال وأخرى مع الكبار، إضافة لجمع البيانات عن الأهالي لتكون لدينا قاعدة بيانات، وانضم إلينا فريق من مديرية الثقافة، وعملنا بالتشاركية مع بقية الجهات المعنية في المحافظة، كالجمعيات الأهلية الموجودة على أرض الواقع لمتابعة الحالات التي تحتاج إلى الدعم على المدى القصير أو الطويل.
عيادة نفسية مجهزة
وأشار عميد الكلية إلى افتتاح العيادة النفسية في كلية التربية وتجهيزها بالمعدات / كرسي وسرير ومكيف وغيرها من المعدات / لاستضافة الحالات التي تصل بمناوبة أساتذة الجامعة مع اختصاصيين نفسيين وطلاب دراسات، مشيراً إلى أنه حتى الآن الحالات التي تصل قليلة، لكن نتوقع ازديادها، حيث أخبرنا المشافي ومراكز الإيواء ومن هم خارجها الذين استطعنا الوصول إليهم، وطلبنا منهم رصد أي حالة، وتزويدنا بها وإعلامهم بمكان العيادة لزيارتنا.
وأكد على ضرورة خضوع من يقوم بالدعم النفسي، وكذلك خريجو الإرشاد النفسي لتدريب مهني متخصص، حيث إنهم مؤهلون بنسبة ٧٠% لخوض العمل الميداني، ويحتاجون إلى الدعم وصقل الخبرات بالدورات, مشيراً إلى أن هناك تدريباً لمقرر ( تدريب عملي على الإرشاد) في المدارس، لكنهم غير مؤهلين لمواجهة حالات الأزمات المفاجئة، حيث يكون عدد المتضررين كبيراً، و لكل حالة وضع خاص مختلف عن الأخرى، لافتاً إلى أن هذه الأزمة فتحت الأفق لضرورة تنفيذ دورات للخريجين، وطلاب الدراسات لكيفية التعامل مع الأزمات، وضرورة عدم العمل في الميدان قبل الخضوع للدورات التخصصية.
عدم انتظار الأزمات
بدورها، رئيس قسم الإرشاد النفسي في الكلية الدكتورة أنساب شروف أشارت في حديثها لـ”تشرين” إلى أن خريجي الإرشاد النفسي يمتلكون الأسس النظرية الكافية للعمل في مجال الإرشاد النفسي، لكن دائماً تحتاج المبادئ النظرية إلى تطبيقات وتدريبات عملية، مشيرة إلى خضوع طلاب السنتين الرابعة والخامسة لتدريب عملي، لكن الدورة التي تمت درب فيها الطلاب على مبادئ الدعم النفسي الأولي والإسعاف النفسي الأولي، ويمكن أن يقوم بها خريجو التربية من أي اختصاص أو أي خريج من الاختصاصات والكليات الأخرى في الجامعة بشرط التدريب، فهي لا تحتاج إلى مهارات تخصصية أو فنية معينة، وهذه هي الغاية من التدريب الذي قمنا به.
وأكدت شروف الحاجة لمثل هذه الدورات، مستشهدة بما تقوم به الدول المتقدمة، حيث لا يصبح أي شخص قادراً على العمل حتى يخضع لعدد ساعات تدريبية ضمن مجال اختصاصه إضافة لشهادته.

لتعود وتؤكد أن الأسس النظرية وحدها غير كافية إذا لم ترفق بالتدريب، مشيرة إلى أن دور الخريجين الذين اتبعوا الدورة و غيرهم من الأشخاص كانوا قادرين على القيام بأنشطة ترفيهية ودعم نفسي للأطفال من خلال تزويدهم بالأنشطة وتنفيذ الأدوار التي طلبت منهم من الأساتذة المرافقين لهم، لكن بعد عدة جلسات في مراكز الإيواء أصبحوا قادرين على القيام بالآلية نفسها التي يقوم بها أساتذتهم.
وختمت شروف بأنه من الضروري القيام بالتدريبات لخريجي كلية التربية بمن فيهم خريجو الإرشاد النفسي وعدم انتظار الأزمات للقيام بهذه التدريبات وأن تكون بشكل دائم و دوري في مجال الدعم النفسي الأولي والإسعاف النفسي الأولي ويليها الإرشاد والدعم النفسي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار