شبكات التواصل الاجتماعي نعمة أم نقمة؟

تشرين -طلال الكفيري:
من الواضح أن شبكات التواصل الاجتماعي ومفرزاتها من “واتس أب وفيسبوك وتلغرام وغيرها” قد أحدثت تغيراً جذرياً في الحياة الأسرية وحتى المجتمعية، ولاسيما بعد أن غزت كل البيوت من دون استثناء لتصبح ملازمة لجميع أفراد الأسرة ليلاً و نهاراً، والشغل الشاغل لكل شرائح المجتمع، بمختلف فئاته العمرية صغاراً كانوا أو كباراً، فالإدمان على الشبكات تلك أحدث وبكل تأكيد خللاً أخلاقياً واجتماعياً عند الكثيرين، من مستخدمي تلك التكنولوجيا بشكلٍ خاطئ، نتيجة لما خلفته من منعكسات سلبية، فنافذة ” الإنترنت” مفتوحة على الأجيال كلها شباباً وأطفالاً ونساءً وعلينا لتجنب الوقوع في المحظور ألا نشرّعها على مصراعيها، وأن نعلم متى نستخدمها ومتى نحجبها عن أنفسنا كي نبقى في السليم، لكون الإبحار في دواخل الفيسبوك من دون أي ضوابط قد يفسد الأخلاق والعقول.
المرشدة الاجتماعية عهد العماطوري بيّنت أن الإدمان غير الموجه على الإنترنت سيؤدي حتماً إلى تفتيت القيم الاجتماعية والإنسانية عند مدمنيه على حدٍّ سواء، خاصة مع قيام العديد من شبكات التواصل الاجتماعي بالترويج لمظاهر الميوعة والتبرج، ما ولّد انحلالاً أخلاقياً عند الكثير من مدمني «الفيسبوك أو الواتس أب»، والذي كان لهما الدور الأكبر في الخلافات الزوجية، وبالتالي الطلاق بشقيه ” الروحي والشرعي” وهنا تحولت شبكات التواصل الاجتماعي إلى نقمة، لكونها استخدمت بشكل خاطئ من الواقعين في شركها، فالمتتبع لصفحات «الفيسبوك» يلحظ أن معظم المستخدمين له غير ملتزمين بالثوابت الأخلاقية على الإطلاق، ما بات يؤثر فيهم بشكل سلبي، لذلك نرى تصديقهم لكل ما ينشر على تلك الصفحات رغم تجاهلها لمصدر المعلومة، لذلك وللإفلات من تلك المصيدة التي وللأسف يقع فيها الكثيرون من جيل الشباب، يجب على مستخدمي الإنترنت تصفح ما هو مفيد وذو فائدة، عدا عن ذلك فالإدمان على الإنترنت يولد خمولاً وكسلاً، وهذا سينتهي به المطاف لإصابته بأمراض نفسية وذهنية وجسدية، نتيجة السهر الطويل أمام الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، بهدف البحث عن صداقات ربما تكون معظمها وهمية من خلال طرح أسماء مستعارة. إذاً استخدام الانترنت، ومتابعة شبكات التواصل الاجتماعي بشكل دائم أنهى القيم الأخلاقية وحطم الكثير من القيود التي تحتضنها عاداتنا وتقاليدنا، والمتتبع لسجلات القصر العدلي سيلحظ أن «80%» من حالات الطلاق مردها إلى إدمان الزوج أو الزوجة على الإنترنت، وإنشاء علاقة عبر الشابكة، علماً أن هذه العلاقة قد تكون لمجرد التسلية وقضاء الوقت ما انعكس سلباً على الأولاد.
إذاً على مستخدمي الإنترنت التوجه نحو مواقع ذات فائدة علمية والابتعاد ما أمكن عن كل ما من شأنه أن يفسد الذوق الأخلاقي، فهناك آلاف المواقع منها المفيد ومنها النافع ومنها المفسد والفاسد، فلماذا لا تكون وجهتهم نحو ما هو نافع ومفيد.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار